29 تشرين الثاني/نوفمبر - 05 كانون الأول/ديسمبر 2017
الأربعاء 6 كانون الأول 2017 - 3:32 م 8458 2013 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
29 تشرين الثاني/نوفمبر - 05 كانون الأول/ديسمبر 2017
الترقّب والتحذير في انتظار إعلان ترمب قراره حول القدس المحتلة
تتصاعد الأخطار التي تتربص بالمسجد الأقصى المبارك، والتي تأتي مع بدء تحوّل الوعود السابقة للرئيس الأمريكي ترمب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، إلى قرارات على أرض الواقع، ولن يحمل إعلان ترمب المتوقع حول القدس المحتلة تغييرًا في الدعم الأمريكي للاحتلال، ولكنّه سيحمل تغييرًا جوهريًا في التعامل مع المدينة المحتلة، وكسرًا للقوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
ومع موجة الرفض العربية والإسلامية الكبيرة لنيّات ترمب، والتحذيرات المتتالية لخطورة هذه الخطوة، يظلّ الرد الأبلغ أثرًا من الجماهير المرابطة في القدس والمناطق المحتلة، والتي استطاعت بصمودها في وجه الاحتلال كسر قراراته في شهر تموز/يونيو 2017، ومن خلفها كذلك الجماهير العربية التي أثبت بأن القدس ما زالت على رأس أولوياتها مهما بلغت حدة الأزمات والمشاكل العربية الداخلية.
التّهويد الديني والثقافي والعمراني:
لا تتوقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 29/11 أدى 43 مستوطنًا صلوات "صامتة" خلال اقتحامهم باحات الأقصى. وفي 3/12 سمحت شرطة الاحتلال لـ 7 مستوطنين يرافقهم رئيس "دائرة الأديان" في حكومة الاحتلال بالصعود إلى صحن قبة الصخرة، وتلاها استدعاء شرطة الاحتلال رئيسة شعبة الحارسات في الأقصى زينات أبو صبيح، والحارس لؤي أبو السعدي للتحقيق في أحد مراكز التحقيق بالبلدة القديمة، وحذرت الهيئات المقدسية من هذه الخطوة، وأشارت لوجود خطة لدى الاحتلال لتوسيع جولات المقتحمين.
وفي سياق آخر من التهويد الثقافي، وافقت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في 29/11، على مشروع بناء عشرات الشقق الفاخرة في موقع تاريخي بمنطقة "حي أبو طور" بالقدس المحتلة، وسيقام المشروع على قمة التل في أبو طور والتي تطل على البلدة القديمة، وإلى جانب أثره الديموغرافي، سيلحق المشروع أضرارا بالموقع التاريخي وبالمناظر التاريخية في المدينة القديمة.
التهويد الديمغرافي:
يتابع الاحتلال وأذرعه المختلفة التضيق على المقدسيين، من خلال عمليات الهدم المتتالية، ففي 5/12 هدمت جرافات بلدية الاحتلال في القدس أساسات منشآت وأبنية سكنية قيد الإنشاء في ضاحية رأس شحادة قرب مخيم شعفاط، بحجة البناء من دون ترخيص. وهدمت آليات الاحتلال منشأة تجارية في منطقة "واد الحمص" جنوبي القدس المحتلة. وفي سياق الهدم رصد تقرير إعلامي هدم 9 منشآت سكنية وتجارية في القدس وضواحيها خلال شهر تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي، من بينها 7 منشآت هدمها الاحتلال، ومنشأتان أجبرت بلدية الاحتلال في القدس أصحابها على هدمها.
قضايا: نشاطات تطبيعية في مدارس القدس؟
لا تتوقف معاناة القطاع التعليمي في القدس المحتلة من تدخلات الجهات الإسرائيلية المختلفة، بل تصل إلى حد إدخال البرامج التطبيعيىّة إلى المدارس الفلسطينية، ففي 30/11 حذر بيان لاتحاد لجان أولياء أمور الطلاب في مدارس القدس، من الأنشطة التطبيعية التي تقوم بها بعض مدارس المدينة، والتي "تخدع" من خلالها الأهالي والطلاب. وتعمل هذه البرامج بتوجيه من المؤسسة الإسرائيلية لتبييض وجه الاحتلال، وتتضمن هذه البرامج زيارة مدارس إسرائيلية، وإقامة جلسات تعارف بين الطلاب من خلال الرقص والغناء.
التفاعل مع القدس:
في متابعة لنية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، صرّح صهر ترمب جاريد كوشنر ومستشاره الأول في عملية "السلام" في 3/12، بأنّ ترمب سيعلن قراره حول نقل السفارة الأربعاء في 6/12. وفي 5/12 أجرى ترمب اتصالًا مع الرئيس محمود عباس أبلغه خلاله عزمه نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة. وبحسب المصادر الفلسطينيّة، حذر عباس من خطورة تداعيات مثل هذا القرار، وأجرى ترمب اتصالًا مماثلًا بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حذر فيه الأخير ترمب من هذه الخطوة، ومن انعكاساتها على الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن "القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".
مفاعيل الخطوة والآثار التي يمكن أن تترتب عليها انعكست بالتخوّفات من تداعياتها، ففي 5/12 دعت أمريكا سفاراتها في أنحاء العالم إلى زيادة حالة التأهب أمام احتمال اعتراف ترمب بالقدس عاصمة للدولة العبرية. وعلى جانب الاحتلال أوعز رئيس حكومة الاحتلال إلى الجهات السياسية والأمنية كافة بالاستعداد لما بعد الإعلان الذي وصفه بـ "التاريخي". ويشير مراقبون إلى احتمالية تأجيل ترمب إعلانه نقل السفارة إلى القدس المحتلة، في مقابل إعلانه اعتراف بلاده الرسمي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، في محاولة لاستيعاب ردات الفعل العربية التي يمكن أن تتبلور.
وتتصاعد ردود الفعل حول الإعلان الأمريكي المتوقع، فقد حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من عواقب المساس بالوضع القانوني لمدينة القدس من أيّ طرف، وأكّد أنّ "الجامعة تتابع المسألة بكل تفاصيلها، وإن حدثت ستكون لها انعكاسات بالغة الأهمية على مستوى الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم". وحذرت تركيا الولايات المتحدة من الاعتراف بالقدس "عاصمة" للدولة العبرية فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس المحتلة عاصمة للدولة العبرية قد يؤدي إلى قطع علاقة بلاده مع "إسرائيل".
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة إلى ترمب، أعرب فيها عن القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء نية ادارته الاعتراف بالقدس عاصمةً للدولة العبرية، ونقل سفارتها إليها. وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن القدس في قلب كل قطري وعربي ومسلم، معتبرًا خطوة الرئيس الأميركي المرتقبة غاية في الخطورة.
وخرجت تصريحات رافضة للخطة الأمريكية من مختلف الفصائل الفلسطينية، ومسؤولين في السلطة الفلسطينية، بالإضافة لرئيس مجل النواب اللبناني نبيه بري، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، والبرلمان العربي وغيرها من الجهات الرسمية وشبه الرسمية.