بحضور آلاف المواطنين اختتم الليلة الماضية (8-11) مهرجان" العهد والوفاء للمسجد الأقصى" في مدينة رهط في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، والذي تنظمه الحركة الإسلامية في المنطقة.

وصدحت آلاف الحناجر مُردّدة: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" فيما تضمن الحفل العديد من الفقرات والفعاليات المتنوعة.
وبدأ عريف الحفل الشيخ يوسف سلامة المهرجان بكلمة ترحيبية، وطالب فيها الحضور بترديد  هتاف بالروح بالدم نفديك يا أقصى، وأدار فقرات المهرجان وأضفى جواً حماسياً مميزاً على المهرجان.

وافتتح الشيخ عبد المنعم أبو مديغم المهرجان بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، وتلاها الكلمة الافتتاحية للشيخ يوسف أبو جامع مسؤول الحركة الإسلامية في رهط، رحب فيها بالحضور وشكر الجماهير التي لبت نداء الحركة الاسلاميه لحضور المهرجان، وأكد على الضغوطات التي مروا بها خلال الإعداد للمهرجان، وقال: "إسرائيل حالة عابرة وستزول عن احتلال القدس والمسجد الأقصى" وأضاف: "سندافع عن القدس والمسجد الأقصى حتى زوال الاحتلال عنهما".

وتحدث عن المخاطر من قبل المتطرفين, وسوائب المتطاولين على حرمة المسجد الأقصى، وأكد على مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى والوقوف ضد الحملات التي تريد النيل من مكانته وقدسيته.

وحظي الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية باستقبال حافل لدى وصوله إلى أرض المهرجان تأكيداً على التضامن معه والوقوف معه في مسيرة دفاعه وخدمته للمسجد الأقصى.

وفي كلمته، رحب الشيخ فايز أبو صهيبان رئيس بلدية رهط بالحضور وعلى رأسهم فضيلة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، وقال: "الدفاع عن المسجد الأقصى هو دفاع عن القرآن الكريم، واليوم نلتقي من أجل تجديد البيعة للمسجد الأقصى وهو محط أنظار العالم أجمع، وهو القلب النابض لهذه الأمة المجيدة، وعمارته واجبة على كل مسلم، والدفاع عنه أمام الظالمين واجب على الصغير والكبير، كيف لا وهو آية في كتاب الله".

وتابع الشيخ فايز قائلاً: "إن الدفاع عن الأقصى هو دفاع عن القرآن الكريم أمام المتغطرسين الذين يعيثون فساداً في الأقصى المبارك".
واستهجن الشيخ فايز ما يحاك للمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات من قبل سوائب المتطرفين الذين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك، وطالب بمواصلة الدفاع المشروع عن المسجد الأقصى".

وألقى الشيخ علي أبو قرن مسؤول الحركة الإسلامية في النقب كلمة قال فيها: "كما لن يستطيع أحد أن ينتزع حب القرآن من قلوبنا، فإنه لن يستطيع أحد أن ينتزع من وجداننا حب المسجد الأقصى".

وأكد أن المسجد الأقصى المبارك هو المنتصر، والعقلية التي تحيك الأذى للمسجد الأقصى هي التي تهدم بيوتنا في العراقيب والنقب المثلت والجليل والساحل.

وأضاف الشيخ أبو قرن: "لن يكون هناك أي هيكل مكان الأقصى المبارك لأن أرض الأقصى ستشهد خلافة إسلامية راشدة، والاحتلال سيزول عن المسجد الأقصى وإن طال."

من جهته، ثمن الشيخ رائد صلاح صمود أهالي العراقيب على أرضهم، وقال إن "المسجد الأقصى حق إسلامي عربي فلسطيني أبدي، وهو أول بناء تاريخي في فلسطين التاريخية، وبقي المسجد الأقصى ميراثاً للأنبياء كجزء من مهمة التوحيد وطاعة الله تعالى". وقال: "إن أول من خدم المسجد الأقصى هو آدم، ولم يدع إلى حق عنصري، بل رفع راية التوحيد في المسجد الأقصى. وترك آدم المسجد الأقصى أمانة لباقي الأنبياء، وهكذا حافظ الأنبياء على رسالة التوحيد في المسجد الأقصى".

وأضاف الشيخ رائد: "إنّ المسجد الأقصى يحفظ بالإيمان بالله ويحفظ بإتباع تعاليم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وارتكز على خاتم الأنبياء لان رسول الله عليه السلام لما جاء أكرمه الله برحلة الإسراء من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وخلال وجوده في المسجد الأقصى صلى إماما بجميع الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى المبارك، ويعني ذلك أنها صلاة وفي نفس الوقت بيعة الأنبياء لرسول الله انه خاتمهم حتى قيام الساعة وأنها بيعة بانتقال حماية المسجد الأقصى من الأنبياء من قبله إليه".

وقال الشيخ صلاح: "من أراد الحق فهذا هو الحق، الحق لا تهزمه لغة الرصاص والقنابل والسجون والاحتلال والعربدة والظلم والبطش، الحق أقوى".
وأضاف "إن كل سلام يبنى على حساب دم شعبنا الفلسطيني هو سلام باطل، وكل هيكل مهزوم يبنى على حساب المسجد الأقصى هو هيكل كاذب، نحن الحاضر ونحن المستقبل".

ووجه كلامه لساسة وقادة الاحتلال قائلا : "أيها الثلاثي نتنياهو براك ليبرمان، لن تخيفونا إن ظننتم انه بتميزكم العنصري واضطهادكم الديني ستفرضون علينا الاعتراف بيهودية الدولة.

وقال: "الأرض التي نعيش عليها تتكلم باللغة العربية والبحر يتكلم باللغة العربية، الصحراء السهول والهضاب والسهل والنهر يتكلم العربية". وتابع "أقول لكم من منصة رهط لا تخدعوا أنفسكم ولا تخدعوا المجتمع الإسرائيلي لأنكم تحاولون أن تصادموا قدر الله ومن يصادم قدر الله سيخسر". وتابع "إن أرضنا لا تقبل المزيفين، نحن قوم لا نخاف إلا الله، ونؤكد عقيدة مفادها: "الأرض لنا والبيت لنا والقدس لنا والعراقيب لنا والله بقوته معنا، لا نتلعثم ولا نتراجع عن هذه العقيدة بهذا الوضوح حتى نلقى الله تعالى".

واختتم الشيخ رائد صلاح بقوله: "لن يطول الزمان حتى يزول الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الأقصى حق إسلامي عربي فلسطيني أبديٌّ ولا يوجد للمجتمع الإسرائيلي حتى قيام الساعة أي حق ولو بذرة تراب واحدة في المسجد الأقصى المبارك، لا نخاف من تهديد وسجون أو قنابل صوتيه أو غازية أو خيل وخيال للمحتل، قضيتنا قضية عقيدة ومجنون من يتوقع منا أن نقول غير ذلك أو نغفل او نتلعثم عن ذلك، ومن أجمل ما بات ما ينشد في عالمنا هو أنشودة بالروح بالدم نفيدك يا أقصى".

وحيا الشيخ صلاح نساء النقب اللواتي يقدمن الذهب نصرة للقدس والمسجد الأقصى وقال: "ألف تحية لحفيدات خديجة وعائشة وفاطمة الزهراء".
إلى ذلك، وخلال فعاليات المهرجان، كرّمت الحركة الإسلامية في مدينة رهط المربي الفاضل الأستاذ حسين أبو هاني "أبو نادر"، حيث قدم الشيخ رائد صلاح والشيخ يوسف أبو جامع مسؤول الحركة الإسلامية في رهط هدية رمزية له والذي أمضى نحو 40 عاما من حياته في خدمة الأجيال في سلك التربية والتعليم.