توقعات بضمِّ المسجد الأقصى إلى المواقع التراثية اليهودية
الخميس 25 آذار 2010 - 7:43 م 3014 0 أرشيف الأخبار |
بعد إدخال "التوراة" إلى "كنيس الخراب" يوم الثلاثاء (16-3-2010م) في حي الشرف الذي يبعد أمتارًا معدودةً عن المسجد الأقصى المبارك؛ كان هناك تسابقٌ بين المستوى السياسي والديني داخل الكيان الصهيوني؛ للتصدِّي لاحتمالية انتفاضة ثالثة، والتي باتت مؤكدةً بعد حالة الهيجان الذي تمارسه سلطات الاحتلال من الاعتداء على المقدسات والاستمرار في استصدار القرارات لبناء آلاف الوحدات السكنية في مدينة القدس.
وسط هذه الحملة المحمومة لم يستبعد محلِّلون ومسؤولون فلسطينيون من اقتراب إعلان قرار جديد بضمِّ المسجد الأقصى إلى قائمة التراث اليهودي، وخاصةً بعد طرد المعتكفين فيه، واتخاذ إجراءات وتدابير لمنع الفلسطينيين من الوصول إليه.
بشهادات عدد من المصلين الذين توجَّهوا إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي، فقد أكدوا أن عدد المصلِّين لم يتجاوز 5000 مصلٍّ، وهذا العدد ضئيلٌ جدًّا بالمقارنة بعدد المصلين في الأيام العادية، وأكد الشهود أن الوجود الكثيف لقوات الاحتلال في محيط الأقصى أحبط دخول المصلين ومنع الآلاف من مواطني فلسطين المحتلة عام 48 من الوجود في الأقصى.
بالإضافة إلى ذلك لم تسمح سلطات الاحتلال بدخول المواطنين إلى ساحة الأقصى إلا من 3 أبواب فقط، ولم تسمح بالدخول إلا لمن تجاوز عمره 55 عامًا ويحمل بطاقة تسجيل القدس.
وأكد النائب عن مدينة القدس أحمد عطون أن الاعتقالات طالت المئات من أبناء القدس، بينهم 5 من حراس المسجد الأقصى، فيما وضعت سلطات الاحتلال مخططًا جديدًا لا يسمح بخروج صوت المآذن أثناء رفع الآذان إلا في محيط الأقصى فقط ولا يخرج للساحات الخارجية، وكذلك عدم ارتفاع صوت خطيب الأقصى إلا في ساحات الأقصى الداخلية فقط.
وأشار عطون إلى أن عدد الجنود الصهاينة الموجودين في المكان أكثر من عدد المصلين، وسط حالة استنفار لم يسبق لها مثيلٌ، وأضاف أن سلطات الاحتلال منعت بالقوة وفود مناطق فلسطين المحتلة عام 48 من الدخول إلى المسجد الأقصى؛ حيث أدوا الصلاة في منطقة وادي الجوز وشارع الواد.
وأضاف أن قوات الاحتلال من حرس الحدود تتخفَّى في الزي المدني، وتقوم بتعقُّب الشبان والمواطنين وتقوم باختطاف كلِّ من تطوف حوله الشبهات، وقد قامت هذه القوات باعتقال العديد من الصبيان والأحداث الموجودين في محيط الأقصى.
وأكد عطون أن هناك خشيةً حقيقية من ضمِّ المسجد الأقصى إلى مواقع التراث اليهودية، خاصةً بعد إعلان ضمِّ المسجد الإبراهيمي وما تبعه من أحداث باهتة وردود أفعال لم تصل إلى المستوى المطلوب سياسيًّا وجماهيريًّا وعربيًّا.
هذا وقد تزامن الاحتفال الصهيوني بإدخال التوراة إلى "كنيس الخراب" مع دعوة صهيونية رسمية لكافة المؤسسات الصهيونية على مستوى العالم للاحتفال بهذه المناسبة، وخاصةً على المستوى الشعبي والحكومي والديني.
وقد تزامن مع الدعوة تنفيذ خطة مبرمجة طالت كل شيء على المستوى الديموغرافي والجغرافي، وما رافقها من سحب للهويَّات وهدمٍ للأحياء الفلسطينية والاعتداء على المقدسات، وخاصةً مقبرة مأمن الله وباب الرحمة وتحويل باحات الأقصى إلى حدائق عامة، وما يجري من تغيير لأسماء الأحياء الفلسطينية من العربية إلى العبرية؛ حيث أطلقوا على حي سلوان قرية داود وباب الرحمة الحي المقدس.
وأكد النائب عطون أن سلطات الاحتلال هدمت حتى الآن 24 ألف بيت فلسطيني في مدينة القدس ، وبنت حتى الآن أكثر من 60 ألف وحدة سكنية.
وأضاف عطون أن حكومة الاحتلال ذاهبة في تنفيذ مخططها "الاستيطاني" في مدينة القدس، مهما كانت ردود الأفعال العربية والإسلامية، وقد حصلت خلال الأيام القليلة الماضية عدة فعاليات ومسيرات للمغتصبين تطالب بلدية القدس الاحتلالية بتنفيذ قرار هدم المنازل في حي سلوان.
وأضاف أن هذه المسيرات انطلقت بعد حصولها على تصريح من الحكومة، وقد شارك فيها أعضاء جمعيات دينية يهودية وجماعة أمناء الهيكل وأعضاء في الكنيست ووزراء في حكومة نتنياهو.
المصدر: خاص بموقع مدينة القدس - الكاتب: mohman