اتهمت هيئة العلماء والدعاة في القدس المحتلة سلطات الاحتلال ، وخاصة ما تسمى بـ دائرة الآثارـ بمحاولة صنع الآثار بأيديها ثم تعلن عن اكتشافها، أو تلجأ إلى ربط حوادث تاريخية بما يتراءى لها من تفسيرات ليس بينها وبين الحادثة صلة أو علاقة، وأكدت أن علم الآثار علم محترم يقوم على الدراسة والتمحيص والبحث والمقايسة، وليس علماً يقوم على التخمين والظن والرجم بالغيب.

ولفتت في بيان لها إلى ما تقول بالخاتم الذي اكتشفته اليهودية (ايلات مزار) وادعت أنه لواحد من اليهود الذين يعملون خدماً في معبدهم الأول، ومن خلال هذا الخاتم اكتشفت هذه الدخيلة على علم الآثار بأن صاحب الخاتم قد كان ضمن اليهود المسبيين الذين سيقوا إلى (بابل)، وأن اسم هذا الخادم كان (تيماح) وقد ربطت هذه الحوادث كلها من خلال تحليلها لصناعة الخاتم، حيث أنه مصنوع من حجر أسود، وأن عمره يعود إلى ألفين وخمسمائة عام.

وأضافت الهيئة في بيانها: "وأَما كيف توصلت (ايلات مزار) إلى ذلك، فمن خلال حفرياتها في سلوان، حيث وجدت الخاتم هناك، وكأن كل أثر تحت الأرض مرهون ومتصل باليهود فقط، وكأن فلسطين لم يسكنها إلا اليهود، مع أن التاريخ الصحيح يتحدث عن قبائل يهودية متنقلة وبدوية كانت لفترة قصيرة حول المدن العربية الفلسطينية الكنعانية وسواها، وأن هذه القبائل ليست صاحبة حضارة، ولم يكن لها باع لا في الصناعة ولا في التجارة ولا في سواها من منجزات الحضارة البشرية".

وشددت الهيئة، في بيانها، على "أن خطورة الحفريات تتمثل في هذا الترويج الإعلامي الهائل لكل اكتشاف صغير وربطه بتاريخ كبير تجري كتابته على ضوء المستجدات العصرية الحديثة لهذه الدولة العبرية الطارئة في وسط تجمع عربي مفكك من الدول المحيطة، فيجري إسقاط هذا الحادث الجديد على التالد القديم، وتُسمى الدول العربية الحالية قبائل، وتُسمى القبائل اليهودية البدوية دولة، وتجري سرقة المنجزات القديمة وإضافتها إلى تلك الدولة المزعومة".

وتابع البيان: "لقد طبلت وسائل الإعلام الإسرائيلية (لهذا الخاتم) وقدمته (إيليا مزار) في مؤتمر (هرتسليا) الأخير، بضمن كلمتها التي ألقتها، وبنت بهذا الاكتشاف أموراً لا تخطر ببال أحد سوى علماء آثار هذه الدولة الذين برعوا أكثر ما برعوا في عمليات التزوير، واختلاق أسباب تعتمد عليها إسرائيل في تكوين أساس تاريخي لها".

وأضافت الهيئة، في بيانها: "لقد ردّ بعض علماء الآثار على هذه المدعية، وسخروا منها خلال الجلسة في المؤتمر، إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ترى أن الخاتم دليل على وجود مملكة داود في (سلوان)، وان الخاتم المكتشف يدل على هذا الوجود".

واختتمت الهيئة بيانها بالتساؤل: "هل يمكن فحص المكتشفات الأثرية الأخرى التي اعتمدت عليها الرواية الإسرائيلية الحديثة في تثبيت تاريخها الذي ما كان؟، وهل ينهض مؤرخونا بالرد على هذه الأكاذيب المختلقة، ويقومون بكتابة تاريخ القدس للعالم بتفاصيله الدقيقة؟!".