حذرت هيئة العلماء والدعاة في القدس المحتلة من مخططات سلطات الاحتلال القاضية بعقد مؤتمرٍ علمي حول مصطلح جديد لمدينة القدس ستطلق عليه اسم "القدس التاريخية".

وقالت، في بيان وصل "موقع مدينة القدس" نسخة منه اليوم "أنه يقصد بهذه التسمية توسيع جغرافية القدس المعروفة تاريخياً لتشمل قرى عربية احتلت عام 1948 مثل المالحة وعين كارم ولفتة وغيرها، وأخرى احتلت عام 1967، وتشمل جبل الزيتون ورأس العمود وسلوان ومناطق أخرى إضافة إلى البلدة القديمة، مما يجعل مفهوم القدس غائماً وضبابياً وغير مفهوم على وجه التحديد، فهناك اصطلاحات متداولة بين الكتاب والمؤرخين وحتى الناس العاديين نحو القدس القديمة، والقدس الجديدة، والقدس الغربية، والقدس الشرقية، أو شرقي القدس، وغربي القدس، والقدس الدينية، وهناك من طالب من الجانب الصهيوني بتسمية بلدة أبو ديس بالقدس واعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية. وبهذا تختلط الرؤى وتغيب صورة القدس الحقيقية التي يعرفها المؤرخون والجغرافيون والكتاب".

وأضاف البيان: "لقد كانت سلطات الانتداب البريطاني الاستعمارية وراء هذه التسميات الظالمة والدخيلة، بما في ذلك "الحديقة التلمودية" أو ما يُسمى بالحوض المقدس، كما أن مصطلح "القدس التاريخية" فكرة بريطانية مشبوهة أيضا، تأتي الدولة العبرية كي توظفها لغايات إجلائية طردية للسكان الفلسطينيين لتحل محلهم مستوطنين مستجلبين من أنحاء العالم".

وأكدت الهيئة، في بيانها، "أن فكرة الحوض المقدس أو "الحديقة التلمودية" هي فكرة بريطانية دخيلة، تسعى سلطات الاحتلال لتوظيفها حتى تضع فاصلاً بين مدينة القدس والقرى العربية المحيطة بها، والتي تعد جزءاً من المدينة من حيث التاريخ والجغرافيا وقضايا المواطنين، إذ لم تنفصل أطراف القدس المحيطة بها عن القلب أبدا، ولهذا تسعى حكومة الاحتلال لفصل هذا الجسم العضوي الواحد وتفريغه من محتواه التاريخي، لتؤسس عليه واقعاً جديداً مفروضاً بالقوة".

وطالبت الهيئة المؤرخين العرب والمسلمين والمهتمين بقضية عدالة القدس أن ينهضوا ويقاوموا هذا المخطط، لا بالاستنكار، بل بالدراسة الجادة التي تثبت خطأ هذا التوجه الذي يزوِّر التاريخ، ويحاول صناعته من جديد وفق رؤى استعمارية محضة.