أقيم في فندق الكومودور في بيروت بتاريخ 28/7/2010 وبحضور شخصيات وفعاليات رسمية، لقاء تضامني مع الشيخ الأسير رائد صلاح الذي أدخل السجن بعد أن أصدرت محكمة الاحتلال قراراً يقضي بسجن الشيخ صلاح بتهمة البصق في وجه شرطي داخل باحات المسجد الأقصى المبارك.

تحدث في بداية اللقاء المحامي خليل بركات رئيس هيئة المحامين في تجمع اللجان والروابط الشعبية، وذكر بركات بعضاً مما رواه له زميله د. هاني سليمان عن انزعاج العدو جراء فشل محاولتهم لاغتيال فارس القدس الشيخ رائد صلاح، وظهر الغضب جلياً على وجه رئيس أركان العدو أشكنازي الذي ضرب قبعته بيده غاضباً عندما علم أن الشيخ صلاح لم يصبه مكروه وقد تواجد شخصياً على مدخل سفينة مرمرة للتأكد من الخبر.

وأكد المحامي بركات أن سجن الشيخ صلاح الذي يعتبر رمز القدس والأقصى لا يجب أن يمر دون تحرك يرقى إلى مستوى هذا الحدث.

بعدها كانت كلمة الشيخ حسن المصري ممثلاً دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، الذي نقل تضامن الرئيس بري مع الشيخ صلاح وأن سجنه هو سجن كل الأحرار في العالم، كما أكد الشيخ المصري أن ما يحاك لمنطقتنا أكبر مما نظن والخطر أعظم مما نراه ونشعر به، فإسرائيل تهدف لأن تلهينا بقضايا داخلية في لبنا وغيره من البلدان لتشغلنا بها عما يجري في القدس وفلسطين.

وتحدث الشيخ حميد الأحمر رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية متسائلاً لماذا سجن الشيخ رائد صلاح، مجيباً أن الشيخ صلاح لامس أبرز مرتكزات المشروع الصهيوني وفضح مخططات الاحتلال أمام الجميع، لذلك يجب علينا أن نتذكر جميعاً بهذا السجن واجبنا تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وأشار الشيخ الأحمر إلى الحملة التي أطلقتها مؤسسة القدس الدولية تحت شعار "بادر... الأقصى في خطر" والتي تتزامن مع الذكرى 41 لإحراق المسجد الأقصى المبارك.

وفي كلمة حركة حماس المنظمة للقاء والتي ألقاها ممثلها في لبنان علي بركة، ألقى فيها الضوء على كثير من المستجدات والأحداث المتسارعة في مدينة القدس ومحيطها، أبرزها كان هدم قرية العراقيب في النقب والتي يعود تاريخ وجودها إلى ما قبل احتلال فلسطين، وهو دليل على سياسة التطهير العرقي الذي تمارسه سلطة العدو، في المقابل يقوم رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بزيارة إلى مدينة عمان لتغطية هذه الجرائم من هدم القرية وسجن الشيخ.

وأضاف إن لقاءنا للتضامن مع الشيخ صلاح هو لقاء للتضامن مع كافة أسرانا في الأراضي المحتلة وأن اعتقال الشيخ صلاح يندرج تحت عنصرية الاحتلال ومخططاته التهويدية للمدينة والمقدسات.

وذكر السفير عبد الله عبد الله ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان إن المناضلين في القدس والمرابطين أطلقوا النفير العام في وجه مخططات تهويد المدينة قبل 6 أشهر، وجاء التحرك من قبل الشيخ رائد صلاح وإخوانه من فلسطين التاريخية الذين هبوا لنصرة إخوانهم المقدسيين ليكونوا صفاً واحداً ضد أطماع العدو ومخططاته، فتحية لهذا المجاهد المناضل ولكل إخوانه المناضلين للدفاع عن حقهم وعن مقدساتهم.

وناشد السفير عبد الله لجنة القدس الدولية في الإسراع بشراء فندق يقع على جبل الزيتون وهو معروض للبيع لإنقاذه من يد العدو وأطماعه وإلحاقه بمستشفى المقاصد الإسلامية.

وجاءت كلمة المقاومة التي ألقاها الحاج حسن حدرج عضو المجلس السياسي لحزب الله والذي أطلق دعوة لأوسع تضامن عربي وإسلامي مع شيخ الأقصى رائد صلاح مؤكداً إن كل المحاولات لحرفنا عن مسار القدس لن تجدي نفعاً كما هو الحال مع القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية الذي يأتي في هذا السياق كمحاولة لزعزعة الصفوف، إلا أننا في حزب الله لن نحيد عن الاهتمام بالأقصى والقدس وفلسطين.

واختتم اللقاء بكلمة للوزير السابق د. عصام نعمان منوهاً بدور الشيخ رائد صلاح وما قام به من أجل الأقصى والمقدسات، ودعا إلى ضرورة التعريف بشخص الشيخ صلاح الذي أصبح نموذجاً للعمل الفردي والاعتماد على القدرات الذاتية للحد من حجم الهوة في صراعنا مع الاحتلال.

إن أداء الشيخ صلاح وتضحيته بماله وجهده ووقته كان ظاهرة فريدة أربكت الاحتلال وسببت له الكثير من الضرر بفضح الشيخ لكثير من مخططات العدو واعتداءاته، الأمر الذي جعله يلجأ إلى سجنه وإبعاده عن ساحة المواجهة والمقاومة.