اشتدت حدة المواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال في العديد من الأحياء المقدسية، لا سيّما في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك وأحيائها المتعددة، ومخيم شعفاط، وبلدة العيسوية، والتي لا زالت المواجهات مستعرة فيها.

وهاجم جنود الاحتلال بيت العزاء بخيمة الاعتصام بحي البستان ببلدة سلوان وأمطروا المُعزّين بالقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص الحي والمعدني المُغلّف بالمطاط.

وتسبب إطلاق الغازات السامة بغيمة كبيرة من الدخان في سماء البلدة ووقوع إصابات متعددة خاصة لكبار السن والمرضى.

وتدور حتى اللحظة مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال كما تجري عمليات ملاحقة واسعة للشبان في أحياء البلدة، وسط اعتقال عدد غير معروفٍ من الشبان من قبل وحدة المستعربين بجيش الاحتلال.

ولا زالت بلدة سلوان تخضع لحصارٍ عسكري محكم منذ يوم أمس بعد مواجهات عنيفة وغضب شعبي عارم اثر استشهاد ابن البلدة سامر سرحان برصاص جندي صهيوني متطرف في حي وادي حلوة.

من جهة ثانية، ارتفع عدد الإصابات بين صفوف المواطنين في بلدة العيسوية وسط مدينة القدس المحتلة جراء إصابتهم بالرصاص الحي والمطاطي وباختناقات نتيجة استنشاقهم للغازات السامة المنبعثة من القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع والتي تطلقها قوات الاحتلال بكثافة في هذه الأثناء على الشبان الغاضبين.

وأفاد عدد من سكان البلدة بأن قوّة معزّزة من جيش الاحتلال أغلقت مدخلي البلدة بحواجز عسكرية فيما شرعت بحملات ملاحقة للشبان الذين قذفوا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة.

الأمر نفسه تجدد في محيط الحاجز العسكري على مدخل مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة، واستمرت المواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال طوال نهار اليوم وبشكل متقطع لكنها اشتدت في ساعات مساء هذه الليلة.

وامتدت المواجهات لتشمل كذلك حي راس العامود وجبل الزيتون، وبات من المؤكد لجوء قوات الاحتلال لعقابٍ جماعي للمواطنين من خلال تحديد أعمار المُصلين بالأقصى المبارك يوم غد الجمعة بحيث يقتصر الأمر على كبار السن فقط خشية انطلاق تظاهرات ومسيرات صاخبة من باحات الأقصى لتخترق شوارع القدس القديمة غضبا واحتجاجاَ ضد ممارسات قوات الاحتلال وقطعان وسوائب اليهود المتطرفين.