عقد ملتقى القدس الثقافي أمس في مقره في عمان، محاضرةً بعنوان "مسيحيو القدس ضمن مفهوم التعددية" ، قدمها الدكتور جورج طريف، المحاضر غير المتفرغ في جامعة البلقاء التطبيقية في الأردن.

و استهلت الجلسة التي أدارها الدكتور عبدالله معروف- أستاذ دراسات بيت المقدس- بالتعريف بالمحاضر و منشوراته الأكاديمية، ثم قدم الدكتور طريف عرضاً لتاريخ الوجود المسيحي في مدينة القدس والذي بدأ مع ظهور السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، وتطرق إلى كيفية تحول الوجود المسيحي في القدس من المطاردة والتضييق خلال الفترة الرومانية إلى السيادة الكاملة خلال الفترة البيزنطية، والتي انتهت بالفتح الإسلامي للمدينة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وأكد الدكتور طريف في حديثه على عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة، حيث تطرق إلى العهدة العمرية، و طبيعة العلاقة المتميزة بين المسلمين والمسيحيين العرب خلال الفترة ما قبل حروب الفرنجة، التي سبقها الانشقاق الكبير بين الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية والكنيسة الغربية اللاتينية، وأشار إلى أن الحروب الصليبية لم تكن موجهة ضد المسلمين فقط، و إنما استهدفت المسيحيين العرب، الذين تم طردهم وتهجيرهم من بلادهم، وتعرضوا للمذابح على يد الصليبيين أيضاً، في حين أشار إلى معاملة السلطان الناصر صلاح الدين للمسيحيين العرب، حيث أعاد لهم أماكنهم المقدسة التي سلبها الصليبيون.

وتحدث الدكتور طريف بإسهاب عن أوضاع المسيحيين العرب اليوم في مدينة القدس، ومعاناتهم إلى جانب إخوانهم المسلمين، حيث بين خطورة أوضاع الأوقاف المسيحية الأرثوذكسية في القدس في ظل تفريط اليونان بهذه الأوقاف، و وضح وجود صراع تخوضه أوساط المسيحيين العرب لتعريب رأس الكنيسة الأرثوذكسية، وحماية أوقافها من التسريب.

وفي نهاية المحاضرة أجاب المحاضر على مجموعة من الأسئلة طرحها الحضور حول أوضاع المسيحيين في مدينة القدس، و حقيقة تعامل سلطات الاحتلال معهم.

يذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة اللقاءات الثقافية الشهرية، التي يعقدها ملتقى القدس الثقافي، بحضور عددٍ من المهتمين و الباحثين، في سياق سعيه لنشر الثقافة المقدسية.