هاجم الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس خطة سلطات الاحتلال بالمساس بالمنهاج الدراسي الفلسطيني ومحاولة تهويده بالكامل.

وقال في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك اليوم: "لقد قامت دائرة المعارف الشهر الماضي بإصدار تعميم خطير موجه لمدراء المدارس في القدس يتضمن أن الكتب الدراسية المنهجية ينبغي أن تُزود من قبل إدارة المعارف اعتبارا من العام الدراسي القادم".

وأضاف: "وعلى ضوء ذلك يُمنع شراء الكتب من مصادر خارجية أخرى، أي أن إدارة المعارف أعطت نفسها الصلاحية بتزويد المدارس بالقدس بهذه الكتب، وأنها حصرت الصلاحية بها دون غيرها مّا يترتب على ذلك عزل المنهاج في القدس عن المنهاج الفلسطيني، وهذه خطوة تهويدية أخرى وستتبعها خطوات أخرى نحو تطبيق المنهاج الدراسي للاحتلال".

وتابع: "أدرك أن معظم أولياء أمور الطلاب لا يعلمون بهذا الموضوع مطلقا، وبالتالي يمكن الإشارة إلى أن الخطر يكمن بأن دائرة المعارف الصهيونية ستتولى طباعة الكتب التي تسير على المنهاج الفلسطيني مع بعض التعديلات العنصرية التي تنسج هذه المناهج".

ولفت إلى أن دائرة المعارف المذكورة ارتكبت مخالفتين: الأولى بطباعة الكتب دون أخذ إذن من صاحب الامتياز، ثم أن دائرة المعارف قامت بتحريف وحذف فقرات من الكتب الأمر الذي يستدعي تدخل أصحاب الشأن لحماية حقوق الشرعية والقانونية، وأكد أن طلاب القدس جزء من النسيج الاجتماعي لهذه المدينة.

من جهة ثانية، قال الشيخ صبري "إن محاسبة الضعيف وعدم محاسبة القوي هو هلاك وفساد للأمم والشعوب، وهذا ما يجري في الأقطار العربية والإسلامية من محاباة لأصحاب الجاه والنفوذ وأصحاب القوى الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون مهما فسدوا وأفسدوا ونهبوا من ثروات البلاد والعباد".

وأوضح أن "الفساد يبدأ بأي مجتمع من الرأس ثم يستشري إلى القاعدة، والشعوب التي ثارت إنما بسبب الفساد بجميع المجالات السياسية والاقتصادية والأخلاقية".

وأضاف: "نسمع بين الفينة والأخرى عن تشكيل لجان للتحقيق في الفساد وغيرها من أجل محاسبة المفسدين، لكن لا نرى آثارا ايجابية ملموسة وتبين فيما بعد أن الفساد مستشري بهذه اللجان أو أنها مكبلة أو تخشى بطش المفسدين.