حذّرت من اعتداءات تحصل لأول مرة منذ احتلال الأقصى
مؤسسة القدس الدولية تدعو إلى تحرّك فاعل وجدّي لحماية المسجد الأقصى والقدس
الأربعاء 24 آب 2011 - 8:17 م 17387 0 أخبار المؤسسة |
في إطار حملتها "أقصانا قبلة الأحرار"، أطلقت مؤسسة القدس الدولية اليوم تقريرها السنوي "عين على الأقصى" وذلك في مؤتمر صحفي عقدته في بيروت، بحضور ومشاركة عدد من السياسيين والسفراء والباحثين والإعلاميين والعلماء ورجال الدين من دول عربية وإسلامية.
بدأ المؤتمر بكلمة معالي الأستاذ بشارة مرهج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، الذي رحب بالحضور وشدّد على أهمية الاجتماع في هذا الوقت الذي يعاني فيه المسجد الأقصى والقدس من انتهاكات جسيمة، تنتهك كل قدسية وتطال كل شبر. ولفت مرهج إلى أن الاعتداء على الأقصى يمثّل الاعتداءات على جميع المقدسات والحقوق، لما يمثله المسجد من رمز ديني وإرث ثقافي وحضاري وتاريخي؛ كما عدّد قائمة من الانتهاكات للمقدسات المسيحية في المدينة.
بعد ذلك كانت كلمة الأستاذ ياسين حمود، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، التي استعرض فيها أبرز ما جاء في تقرير عين على الأقصى، من رصد لانتهاكات الاحتلال ومن حفريات تحت المسجد ومحيطه والتي وصلت إلى 38 حفرية، إضافةً إلى البناء وافتتاح المواقع "الأثرية" والكنس اليهودية. واقتحامات للمستوطنين شكلت بعددها ونوعيتها سابقة منذ احتلال الأقصى عام 1967، ومنع للمصلين من الوصول للأقصى، مركزاً على العام الماضي (22/8/2010-21/8/2011)؛ حيث أن المؤسسة تحرص كل عام على عقد مؤتمر صحفي وإطلاق تقرير سنوي يتابع ويرصد التطورات في المسجد الأقصى، ويقدّم قراءة علمية موضوعية لما يخطط له الاحتلال، كما يُقدّم لأبرز ردود الفعل العربية والإسلامية بهذا الخصوص.
وأضاف حمود أن العام الماضي لم يحمل معه جديداً إيجابياً فيما يخص التفاعل العربي والإسلامي مع ما يتهدد المسجد الأقصى، بل بقيت ردود الفعل مقتصرة على الإدانات الخجولة مع غياب التحركات الشعبية وكذلك السياسات الجادة، سواء من الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية أو من القوى العربية والإسلامية والمنظمات والهيئات الدولية. ودعا في ختام كلمته إلى بذل المزيد من الجهود الفاعلة والجدية في سبيل حماية المسجد الأقصى ومدينة القدس.
ثمّ كانت كلمة للأستاذ المحامي عمر زين، أمين عام اتحاد المحامين العرب، الذي دعا إلى ضرورة الدعم القانوني في مواجهة ما يتهدد المسجد الأقصى والقدس من انتهاكات واحتلال؛ وإلى العمل بكافة الوسائل، وخاصة القانون الدولي، لاسترجاع الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية، وصدّ الاحتلال عن اعتداءاته وانتهاكاته المستمرة.
بعد ذلك، كانت كلمة لرئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، عبر تقنية الفيديو كونفرنس من القدس؛ حيث قدّم شهادات حية من قلب القدس والمسجد الأقصى حول تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال وتعدد مشاريعه التهويدية لافتًا إلى تراجع الدور العربي والإسلامي في نصرة القدس.
ثم كانت كلمة الدكتور محمد بهجت قبيسي من سورية، المنسق العام لاتحاد الآثريين العرب، تناول فيها زيف ما يروج له الاحتلال عن "يهودية" القدس وعن تاريخ "الهيكل" والمدينة، مدعمًا كلامه بالوثائق الأثرية التي تؤكد زيف ادعاء اليهود بأن "أورشليم" تسبق القدس، ومفنِّدًا ادعاءات بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى.
الكلمة الأخيرة كانت للدكتور خالد العجيمي من السعودية، عضو الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي أثنى على المؤتمرين، مشدداً على أهمية التوعية بقضية المسجد الأقصى، وقضية القدس بإطارها الأعمّ والأهمّ، بأهلها ومقدساتها وتراثها وهويتها الحضارية والثقافية، ودعا إلى تفعيل العمل في الساحات العالمية وباللغات المختلفة، وفي المجالات الإعلامية والإلكترونية.
جدير بالذكر أن هذا المؤتمر تعقده مؤسسة القدس الدولية سنوياً لإطلاق تقرير عين على الأقصى، وتقرير هذا العام هو التقرير الخامس من هذه السلسلة التي تعتمد التوثيق العلمي والمنهجي للمستجدات في قضية المسجد الأقصى، على صعيد التطورّات السياسيّة والميدانيّة ورصد الانتهاكات، ومواقف وردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية.
المصدر: خاص بموقع مدينة القدس - الكاتب: abdullah