مدير عام مؤسسة القدس الدولية:
دولة الاحتلال تدير المعركة الإعلامية بامتياز لتهويد القدس
الخميس 1 أيلول 2011 - 9:12 ص 2521 0 أرشيف الأخبار |
أكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود أن دولة الاحتلال تدير المعركة الإعلامية بامتياز لتهويد مدينة القدس، وأن ما يقدمه العرب للمسجد الأقصى المبارك أقل بكثير مما يصرفونه في الملاهي.
وقال أ. حمود، في تصريحات صحفية إن دولة الاحتلال تراقب الثورات العربية، والتي سيكون لها مردود إيجابي على المدى البعيد، لأنها تعلم أن هذه الثورات ستكون المسمار الذي سيغرس في نعشها.
واستعرض مدير عام مؤسسة القدس الدولية في مستجدات الوضع الميداني في الأرض المحتلة وعلى وجه الخصوص قضية الاستيطان، حيث أكد أن هناك خطة الفصل الأحادي انطلق في تنفيذها رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق "أرييل شارون"، وكان من المتوقع أن تنتهي في 2009، إلا أنها توقفت بعد دخوله في غيبوبة، وبدأت مراحل استكمالها بمجرد تعيين "بنيامين نتن ياهو" على رأس حكومة العدو، الذي وجد كافة أنواع الدعم المالي والإعلامي والسياسي من مختلف التجمعات واللوبيات الصهيونية في العالم، منها استقباله بطريقة لا مثيل لها في الكونغرس الأمريكي بمجرد التزامه بعدم توقيف الاستيطان وإعلانه القدس عاصمة أبدية لكيانه.
وأعرب ا. حمود عن قلقه البالغ من تسارع وتيرة بناء المستوطنات في ظل غياب شبه كامل للمال العربي والإسلامي ودعم مالي منقطع النظير من هيئات ومنظمات يهودية عالمية. وقال إنها تجاوزت مليارات الدولارات في مقابل 30 مليون دولار في أحسن الأحوال تم تحويلها للقدس من إجمالي 100 مليون دولار التزمت الدول العربية والإسلامية بتخصيصها لمشاريع الإسكان في المدينة المقدسة سنويا. متسائلا : "كيف تريدون للمقدسيين مقابلة مليارات الدعم الواردة الآتية من يهود العالم؟".
وطالب الشعوب العربية والإسلامية بالاهتمام أكثر بفلسطين التي تتعرض مقدساتها لأخطر عملية تهويد من بينها وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي تعرض إلى 34 حفرية، وقال "ان ثالث الحرمين في الهواء بسبب الحفريات".
وشدد الأستاذ حمود على أن أحداث القدس لا تقل أهمية عن الثورات العربية، لافتا إلى "أن قادة العدو يعلمون أن هذه الثورات ستكون المسمار الذي سيغرس في نعش كيانهم"، لذلك فإنها تسابق الزمن لبناء المستوطنات واستكمال تهويد القدس، فيما الشعوب العربية منشغلة بثورتها، مبرزا في ذات الإطار أن مردودها “الثورات” سيكون إيجابيا على المدى البعيد.
وقال "إن المعركة الإعلامية لا تقل خطورة وأهمية من معركة التحرير، لكن الإعلام العربي ركز في تغطيته للأحداث على الثورات العربية دون أن يعطي القدس حقها في هذه التغطية، معتمدا على "السبق الصحفي" على حساب القضية".
وأوضح أن دولة الاحتلال تدير المعركة الإعلامية بامتياز لتهويد القدس ولا يقابلها أحد في سياق صراع بين مشروع تهويدي شامل يطال مختلف جوانب الحياة في المدينة، تنفذه وترعاه دولة الاحتلال والجمعيات المرتبطة بها، وبين محاولات مقاومة هذا المشروع من قبل المقدسيين المعتمدين على قدراتهم الذاتية وقليل من الدعم الخارجي.
وأكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية، أن رفع دعوى قضائية ضد دولة الاحتلال يتطلب دعما لوجستيكيا كبيرا ومحكمة عادلة وقادرة على الفصل في قضية "الحفريات" التي يقوم بها اليهود في المسجد الأقصى منذ سنوات.
ولفت الى أن مقاضاة دولة الاحتلال يتطلب أموالا طائلة من أجل توكيل محامين دوليين للدفاع على الجانب الفلسطيني، مشيرا إلى أن تأخر المؤسسة في تحريك الدعوى القضائية بعد أن أعلنت نيتها في ذلك قبل مدة يعود في الأساس إلى غياب الدعم الكافي.
وأشار الى أن عدد الحفريات التي تنخر المسجد الأقصى تحت غطاء البحث عن آثار قديمة تعود إلى آلاف السنين، تثبت أنَّ لهم حقّاً تاريخيّاً في هذه البقعة المباركة مخالف للقانون الدولي، ويستند إلى قانون القوة ومنطق الغاب، مشيرا إلى أنه سيأتي اليوم الذي يعود للأمة الفلسطينية عزها.
يذكر أن مؤسسة القدس الدولية أعدت تقريرها السنوي "عين على الأقصى"، وضمنته هذه الحفريات التي بلغت 34 موقعا حول المسجد الأقصى بزيادة 9 مواقع عن العام الماضي، وأكدت تصاعد بناء المعالم اليهودية في محيط الأقصى وبناء معبدين جديدين بجوار الأقصى، وهو الأمر الذي اعتبرته فرصة سانحة لدولة الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى.
جاءت تصريحات المدير العام لمؤسسة القدس الدولية الاستاذ ياسين حمود خلال زيارته على رأس وقد من مؤسسة القدس الدولية الى دولة الجزائر، لتقديم واجب العزاء برحيل العلامة الشيخ عبد الرحمن شيبان.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ حمود: "نعزي أهلنا في الجزائر ونعزي أنفسنا برحيل الشيخ الجليل عبد الرحمن شيبان، الذي اتخذ من العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ الإبراهيمي قدوة ومنهجا. ونحن اليوم نعزي أنفسنا يقينا أن في الجزائر خلفا صالحا سيحمل المشعل من بعده ويسير على نفس الدرب. الشيخ شيبان كان فلسطينيا ومقدسيا، حمل همّ القضية وظلل بعباءته مؤسسة القدس الدولية وكان أول المشجعين والداعمين لمشروع تأسيس فرع لها في الجزائر، رحيله خسارة كبيرة لأهل فلسطين وللمؤسسة، روحه شعلة لن تنطفئ وثقتنا في تلامذته الأوفياء لنهجه كبيرة. ويكفي الأمة الإسلامية فخرا أن الشيخ شيبان قالها صراحة -مستعد لدخول السجن من أجل القدس- وهو تصريح شجاع وجريء كان جرعة ضرورية للمناضلين داخل الجزائر وخارجها من أجل القضية الفلسطينية، الشيخ رسخ قولا وعملا للأمة الإسلامية جمعاء أن القدس قضية تستحق التضحية من أجلها بالنفس والنفيس".
وأعرب الأستاذ حمود عن تفاؤله بإسقاطات الربيع العربي على القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس بشكل خاص، وقال: "انعكاسات الثورات العربية قد تكون ليست ايجابية كثيرا على المدى القصير بحكم انشغال الشعوب بواقعها وهي معذورة طبعا. أما على المدى البعيد فهذه الثورات مهمة جدا وستخدم القضية لا محالة لأن الشعوب العربية التي ثارت كان حكامها البائدون في أغلبهم متواطئين مع الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال. اليوم وقد سقطت هذه الأنظمة نام لأن يكون الرؤساء الجدد الذين يختارهم الشعب متفقين على ضرورة مجابهة هذا العدو الذي لن تقوم له قائمة إذا ما توحدت الأمة الإسلامية".
وحول الانقسام الفلسطيني، قال الاستاذ حمود "إن الانقسام انتهى وحان وقت الاهتمام بأولويات مهمة للمضي قدما في مقاومة التهويد. ومن موقعي أذكر السلطة الفلسطينية بأن أمرين واقعين في حالة صراع دائم: من جهة الاستيطان الذي لن يتوقف حتى ولو 3 ساعات -حسب ليبرمان ونتانياهو-ومن جهة أخرى المقدسيون بحاجة إلى ظروف لتحقيق التثبيت والبقاء في القدس ليكونوا مستعدين ليوم التحرير إن شاء الله".
وشدد مدير عام مؤسسة القدس الدولية على "أن قضية القدس ليست قضية مؤسسة أو حركات أو أحزاب أو سلطة بل تحتاج إلى جهود دبلوماسية وسياسية. نحن لسنا بحاجة إلى إعلان دولة فلسطين ليبقى حبرا على ورق أو إلى اعتراف الأمم المتحدة، والجميع يعرف أن أمريكا ستستعمل حق الفيتو لا محالة. القضية بحاجة إلى بذل الدماء والاستشهاد والثورة الجزائرية خير دليل".
المصدر: خاص بموقع مدينة القدس - الكاتب: mohman