أقدم مكتبة في القدس تتهددها أخطار مصيرية

تاريخ الإضافة الجمعة 2 أيلول 2011 - 9:35 ص    عدد الزيارات 3481    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


حذر المؤرخ المقدسي فهمي خليل الأنصاري من أخطار حقيقية يتهدد مصير المكتبة المقدسية التي أفنى المؤرخ المقدسي فهمي خليل الأنصاري سنوات عمره في جمع وتأسيس هذه المكتبة الهامة في مدينة القدس موطن الوثائق والحجج الشرعية التاريخية التي تدل على عظمة الإسلام والمسلمين في هذه المدينة الخالدة.

 

وقال الأستاذ الأنصاري إن المكتبة هي اليوم في قبو مهدد من قبل عدة جهات تريد الاستيلاء على المبنى بشتى الطرق والوسائل حتى بالهدم.
وأضاف: "وعدوني في مؤسسة التعاون وغيرها بإيجاد مقر للمكتبة، ولكن ما زلت انتظر منذ سنوات، والمكتبة تعد قبلة للباحثين والدارسين من كل فلسطين ومن لا يصلنا نصله عبر البريد والفاكس".

 

وأكد الأنصاري أن نواة المكتبة التي بدأ تأسيسها منذ العام 1957 انطلقت من خلال هوايته واهتماماته بجمع الكتب التاريخية والجغرافية، ومتابعة نشاطات وأبحاث الشخصيات والمختصين في مختلف المجالات، وكانت الانطلاقة لهذه المكتبة من منزله الواقع في حي الشياح في منطقة رأس العمود في القدس المحتلة، إلى أن وصل عدد الكتب التي تحتويه مكتبته حاليا إلى أكثر من ثلاثين ألف كتاب (قطعة)، إضافة للصحف اليومية المحلية، التي تم وضعها حديثا في قسم إحياء التراث في جامعة القدس ثلاث سنوات لتمكين الطلاب من الاستفادة منها، وبعد انتهاء مدة الاتفاقية الموقعة مع المركز المذكور اضطر إلى نقل مكتبته الفريدة إلى مدينة القدس للتسهيل على الباحثين والدارسين، وكذلك السائلين عن المراجع المفقودة والنادرة والمهتمين بكل ما هو ثقافي وعلمي غير متوفر في المكتبات العمومية.

 

وعن سبب حفظ غالبية الكتب في صناديق كرتونية مغلقة قال الأنصاري: "قمت بوضع الكتب في هذه الصناديق قبل ثلاث سنوات بسبب ضيق المكان، بالإضافة إلى وجود قرار صهيوني كان صدر بهدم المبنى الذي يضم المكتبة بحجة مرور القطار في المنطقة، إلا أننا فوجئنا بعدم صحة هذا الادعاء، وبالتالي عدم صدور أي قرار بالهدم، كما علمنا عن إمكانية بيع العقار الذي يضم المكتبة ما اضطرنا إلى المطالبة بإيجاد مقر بديل للمكتبة".

 

واستطرد قائلا: "وقامت مؤسسة التعاون مشكورة بإعداد فيلم عن المكتبة لجمع تبرعات لإيجاد مقر جديد، واقترحت المؤسسة حد المنازل التي يسعى المستوطنون اليهود إلى الاستيلاء عليها في البلدة القديمة، وتبين أن هنالك خلافات على ملكيته بين صاحبه ومالكه وبين سكانه، ما حال دون نقل المكتبة إلى هذا المنزل".

 

وتنهد قائلا: "إنني في حيرة من أمري، حيث أن هذه المشكلة أصبحت مزمنة وطالت من دون أن أجد حلا لها، ولم يسعفني الحظ في العثور على مسؤول ينقذ هذه المكتبة التي يصعب تقييمها.

 

وعن وضع المكتبة الحالي أوضح: "أنها مفتوحة بصورة جزئية لخدمة روادها الذين يترددون عليها، وهم من الطلاب الجامعيين"، مشيرا إلى عدم خدمتهم كما يجب لضيق المساحة ما يضطرهم إلى الذهاب إلى مكتبات أخرى.

 

وقال ان "الباحثين والدارسين اليهود يقومون منذ 18 عاما بالإطلاع على الكتب والمراجع التي تحويها المكتبة، كما أنه يسمح لهم بتصوير صفحات من هذه الكتب القيمة".

 

وناشد الأنصاري المسؤولين الفلسطينيين والمؤسسات المقدسية والمهتمين بالثقافة بالعالم العربي ومن يعتبرون القدس العربية عاصمة دائمة للثقافة العربية، الوقوف إلى جانبه خاصة وأن مكتبته بحاجة إلى مكان مساحته لا تقل عن 400 متر كمكتبة تستقبل الطلاب والباحثين للاستعانة بكل ما هو موجود فيها، خاصة أنها تعتبر مرجعا مهما للجميع، بل تعد تراثا ثقافيا لا يعوض في هذه المدينة الخالدة.

 

وشدد الأستاذ الأنصاري على "المطالبة بإيجاد مقر وقفي لهذه المكتبة التي تحوي تراثا غاليا ونفيسا من أمهات الكتب التاريخية والوثائقية فيها كل ما تم إهماله من تاريخنا، وإنقاذ هذه الثروة الثقافية التراثية التي لا حدود لقيمتها ولحمايتها من الضياع"، وعبر عن أمله في عدم ضياع جهده على مدار عشرات السنوات من اجل هذه المكتبة العزيزة على قلبه ونفسه.

 

تجدر الإشارة إلى أن المؤرخ المقدسي فهمي الأنصاري ألف وحقق عدة كتب قيمة تناولت مدينة القدس وعلمائها، من بين هذه الكتب: مؤرخ القدس والخليل: مجير الدين العليمي الحنبلي، الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت، تاريخ مقبرة مأمن الله، أعلام مقبرة مأمن الله، مساجد مدينة القدس داخل البلدة القديمة، منبر نور الدين زنكي وغيرها. كما أن له الفضل الكبير والغزير في مساعدة وتقديم المشاورة والنصح العلمي والأكاديمي لمئات الطلبة والأساتذة في دراساتهم في مدينة القدس وخارجها، بما في ذلك الطلبة الأجانب.


المصدر: خاص بموقع مدينة القدس - الكاتب: mohman

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »