الوزير أبو عرفة يدحض مزاعم عدم ذكر القدس في القرآن الكريم
السبت 21 كانون الثاني 2012 - 11:34 ص 2843 0 أرشيف الأخبار |
دحض المهندس خالد أبو عرفة وزير القدس السابق والذي يواصل اعتصامه بمقر الصليب الأحمر وسط القدس المحتلة منذ أكثر من عام ونصف ضد قرارات إبعاده وزملاء له عن القدس، مزاعم وادعاءات الصهاينة بعدم ذكر القدس بالقرآن الكريم.
وقال، في بيان عممه، أنه "يظهر علينا بين الفينة والأخرى، من الصهاينة من يزعم بأنّ (القدس) لم ترد في القرآن، ادعى ذلك مرة نتن ياهو، ومراراً عددٌ من المنتحلين صفة الأكاديميين من الصهاينة، ولو أنهم زعموا ذلك قبل عشر سنين أو عشرين سنة، لقلنا أنهم يشعرون بالثقة والعنفوان، ولربما كان الفلسطينيون يومئذ أقل إيماناً بحتمية النصر وقرب الانتصار، لكنّ ما زعموه عبّر عن غيظ وحنق متأخرين كثيراً .. وواضح أنّ سبب ادعائهم هذا مرده إلى ما يرونه منْ أنّ الكيان ما عاد تلك الدولة التي تأمر وتنهى في طول الكرة الأرضية وعرضها، وأنّ الأمر بات يتفلت من يدها، وأنّ "هواة" تسلموا زمامها ويتقاذفون مصيرها كما يلوح الطفل الصغير بشيء ثمين بين يديه، لا يدرك ما هو فاعل به".
وأضاف: "قادة الإحتلال اليوم يعلمون علم اليقين، أنّ الفلسطينيين اليوم التقفوا الكرة، وأنّ الخطوة التالية هم بلا شك أصحابها، وأنّ أحد أهم أسباب ثباتهم وصمودهم أنهم انتبهوا أكثر من ذي قبل، أنّ القدس فعلاً آية في القرآن، بل هي في "وسط" القرآن.. في صدر "سورة الإسراء".. وأنها قد شرفها الله فسماها "مسجداً" في وقت لم يكن فيها بناءً لمسجد .. غير كهف تعلوه صخرة مشرفة، تدنست بفعل الإهمال والتقصير في حق قدسيتها عهداً طويلاً.. إلى أنْ أسري إليها رسول العالمين صلى الله عليه وسلم فزادها تشريفاً.. ثم تلاه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، ليرفع عنها الأوساخ بثوبه الطاهر".
وتابع الوزير أبو عرفة: "لقد شرف الله القدس وسماها "المسجد الأقصى المبارك"، في حادثة الإسراء، قبل الهجرة إلى المدينة بعام واحد، وحيث لم يكن معروفاً للمسلمين سوى المسجد الحرام.. وكأنّ كلمة "الأقصى" والتي معناها "الأبعد"، تشي - كما يشير إلى ذلك الأستاذ بسام جرار - بأنّ هناك مسجداً "قصيّاً" سيكون دون ذلك البعد، أما ذاك البعيد فسيكون الأقصى، وتحققت النبوءة بعد الإسراء بسنة واحدة، حيث هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبنى فيها مسجده النبوي الشريف . "
وقال: "لكنّ حنق بعض اليهود وحقدهم تعاظم، بعدما ورث العرب والمسلمون في الجزيرة العربية النبوات .. فكان ختامها في "محمد بن عبد الله" من ولد النبي إسماعيل بن إبراهيم، وليس من بني إسرائيل كما تمنى اليهود ومكروا. ثم أورثَ الله المسلمين الأرض المباركة "القدس"، أرض النبوات، التي أبى اليهود أنْ يدخلوها لمّا أمرهم بذلك رسول الله موسى عليه السلام، فقالوا: "يا موسى، إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون!!"، بينما دخلوها، لما احتلوها في العام 1967، عاصين لله ظالمين لعباده، مفسدين للحجر والشجر والمقدسات. وتنبأ القرءان بإفسادهم هذا في "ذات السورة" التي شرف الله فيها "القدس" وأسماها بأحبّ أسماء المواقع إليه، "بيوت الله"، ونزل في إفسادهم قوله تبارك وتعالى: "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب، لتفسدنّ في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً"، سورة الإسراء الآية 4".
وأوضح "أن القدس وأكنافها ذكرت في القرءان مراراً، وبأسماء وأوصاف شتى، ففي معرض بيان دفاعه عن نبييه إبراهيم ولوط عليهما السلام، ذكرها سبحانه وتعالى بصفتها "المباركة للعالمين": "وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين، ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين"، سورة الأنبياء ألآيتين 70/71، وفي معرض بيان نعمته على نبيه سليمان عليه السلام، الذي أنكر اليهود عليه الرسالة والنبوة، وأثبتها له القرءان، قال سبحانه :"ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره، إلى الأرض التي باركنا فيها، وكنا بكل شيء عالمين"، سورة الأنبياء 81" .
وأردف المهندس أبو عرفة يقول: "وعرف العرب القدس كونها بؤرة الشام ومركزها، فمن حديث "زيد بن ثابت الأنصاري" رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا طوبى للشام يا طوبى للشام.."، وفي الشام تمام أمر الدين وظهوره.. فكما أنّ مكة مبدأ الخلق وأول الأمر، فكذا بيت المقدس والشام حيث منتهى الخلق، ففيهما يجتمع الأمر للمهدي المنتظر، وفيها يحشر الناس يوم القيامة".
وأضاف: "ومما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم للقدس وأهلها، ما رواه "أبو ذرّ الغفاري" رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله أيهما أفضل: أمسجد رسول الله صلى الله عليه سلم، أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أنْ يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض، حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا". وهو حال الصراع اليوم، كما هو جليّ، بين المقدسيين المستضعفين العزل من جهة، وبين آلة الدمار والاحتلال الصهيوني من جهة أخرى. بحيث بات من أصعب الأمور، أنْ يكون للمقدسيّ مسكناً "بحيث يرى منه بيت المقدس!". وبينما يكمن همّ الاحتلال الأول في تفريغ القدس ومحيط المسجد الأقصى من أهلهما وسكانهما، تجد المقدسيين المرابطين يحرصون أنْ يكون لهم مسكناً "يروا منه البيت المقدس"، فيسكنون الغرفة الواحدة والمخزن الصغير والمغارة النائية، في وسط جبال سلوان والثوري والطور ، بشرط أنْ يظل الأقصى في مرمى نظرهم وتحت عيونهم".
وتابع يقول: "وتتوالى الأحداث، لتشهد هذه الأيام مسيرات مليونية، تعبّر عن هذا الحبّ الأبديّ بين العرب والمسلمين وبين بيت المقدس، مقابل ادعاء صهيوني بحبّ هذه المدينة المغتصبة، وتدنيس من قبل الإحتلال استمر لأربع وستين سنة إفساداً وتدميراً وتشويهاً وتحريفاً، وبحثاً عن آثار لمزاعم قالت أنّ هناك بقايا هيكل في مكان ما، كان مبنياً في زمن ما، في صورة ما !!، فهل تصمد هذه المحبة الصهيونية الزائفة، وهذه المزاعم الباحثة عن المجهول، في وجه المسيرات المليونية القادمة من أنحاء مختلفة من العمق العربي الإسلامي، والمفعمة بالمحبة والحماسة والرجاء للمدينة ومسجدها ؟ الأيام القادمة ستحكم أيّ الفريقين أصدق وأولى بالقدس وطهرها".
المصدر: خاص: موقع مدينة القدس - الكاتب: publisher