"اسرائيل" تنتهج سياسة الإبعاد عن الأقصى للتفرّد به وتخشى "الله أكبر"

تاريخ الإضافة الجمعة 6 شباط 2015 - 3:05 م    عدد الزيارات 4587    التعليقات 0    القسم شؤون المقدسيين، أبرز الأخبار

        


 

تقرير خاص لموقع مدينة القدس
بيروت في 6 شباط 2015

صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الآونة الأخيرة من سياستها باستهداف المسجد الأقصى المبارك بكل الوسائل، وبتقاسم الأدوار بين ذراعها المتقدم "الشرطة" والجماعات اليهودية المتطرفة المنضوية في اطار "منظمات الهيكل" المزعوم، وباتت سياسة إبعاد العاملين في الأقصى، وروّاد المسجد من المواطنين سياسة ثابتة تأخذ منحىَ تصاعدياً كعقابٍ للمرابطين والمرابطات بهدف القضاء على تصديهم للمستوطنين، والتفرّد بالأقصى المبارك، ولا تُفرّق هذه السياسات التصاعدية بين رجل وامرأة، وبين كهلٍ طاعن بالسن وشبلٍ قاصر صغير، وبين عاملٍ وحارسٍ ومسؤول.

 

رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري كانت طالته مثل هذه القرارات وأصدر الاحتلال بحقه قرارات إبعاد عن الأقصى لفترات متفاوتة رغم أنه يعمل خطيباً في المسجد الأقصى منذ أكثر من ثلاثة عقود.

ووصف الشيخ صبري، في حديث خاص لموقع مدينة القدس، هذه السياسات بـ"الانتقامية والكيدية التي تستهدف بالدرجة الاولى المسجد الأقصى"، مؤكداً أنها سياسات تتعارض مع كافة القوانين الدولية والشرائع السماوية، وتعتبر انتهاكا لحقوق الانسان في التعبد.

وأوضح الشيخ صبري أن الاحتلال يلجأ لهذه القرارات بمناسبة وبدون مناسبة لكنه يضاعف عمليات إبعاد المرابطين عن الأقصى عشية وخلال فترات الأعياد اليهودية.


وعادة ما تتراوح فترات الابعاد عن الأقصى ما بين أسبوعين لتصل الى عدة أشهر رغم عدم وجود مصوغات قانونية لهذه القرارات، وعادة ما تُلصق سلطات الاحتلال بمن تُبعدهم تهمة "الاخلال بالنظام العام، والشغب، وتعطيل عمل الشرطة".

 

ومن أبرز المُبعدين عن المسجد الأقصى رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح الذي لُقب بـ"شيخ الأقصى" نظراً لخدماته للمسجد المبارك وفضحه أساليب الاحتلال في استهداف أولى القبلتين وثالث المساجد التي تُشدّ اليها الرّحال.

وما زالت سلطات الاحتلال تُبعد "شيخ الأقصى" عن القدس والأقصى لفترات تلجأ الى تجديدها تلقائياً.
ولا توجد احصائية حقيقية لعدد المبعدين عن المسجد الأقصى المبارك، لكن تم حصر ما بين 70-80 مقدسيا وفلسطينياً مبعدون خلال الفترة الحالية، العديد منهم مبعد منذ شهر آذار ونيسان الماضي خلال فترة الاعياد اليهودية وتم تجديد منعهم، كما انضم شبان ونساء جدد الى قائمة المبعدين عن الأقصى.

 

 

دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، والتي تتولى الاشراف على ادارة وصيانة شؤون الأقصى من خلال تبعيتها للحكومة الأردنية، أبدت استنكارها أكثر من مرة لهذه السياسات.
في حين أوضح القائم بأعمال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني بأن الاحتلال أبعد في الآونة الأخيرة تسعة حُرّاسٍ من العاملين في المسجد الأقصى، لفترات متراوحة، واثنان من موظفي دائرة الإعمار.

ووصف الشيخ كسواني هذه السياسات بـ "الظالمة"، والتي تُمارس تمارس ضد موظفي الأوقاف في محاولة لإخراج الأوقاف وإنهاء دورها، مُشدّداً على أن كل ما تقوم به سلطات الاحتلال في الأقصى لن يعطيها أيّ حق فيه.

وأوضح كسواني في حديث خاص لموقع مدينة القدس "أن سياسات الاحتلال في الأقصى من إغلاق معظم الأبواب وتحديد الأعمار ومنع المسلمين من الدخول اليه هي ممارسات تفرض بقوة السلاح وبحماية من قوات الاحتلال، وهذا لا يعطيها حقاً في المسجد".
ولفت مدير الأقصى الى خطورة سياسة الابعاد المتصاعدة في الآونة الأخيرة، والتي طالت العشرات من النساء والشبان والأطفال.

 

وتسعى سلطات الاحتلال الى اقتطاع أوقاتٍ زمنية لصالح المستوطنين في الأقصى تمتد من الساعة السابعة والنصف صباحاً، وحتى الـ 11:30 وهو ما يُطلق عليه تسمية "التقسيم الزماني"، والذي يهدف لتفريغ المسجد من المسلمين، لإتاحة الوقت الكافي والراحة للمستوطنين اليهود باقتحام الأقصى وكأنه خالٍ من المصلين والمسلمين، وذلك لضمان عم الاعتراض على الاقتحامات والاحتجاجات عليها.

من جانبه، شدّد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى على رفض أهل القدس وفلسطين ومن خلفهم كافة المسلمين في أرجاء المعمورة لسياسات الاحتلال التي تستهدف حُرمة ومكانة المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً، في حديثٍ لموقعنا، أن "كل ممارسات الاحتلال لا تعطيه أي حق في المسجد المبارك"، مُشدّداً على أن المسجد الأقصى حقٌ خالص للمسلمين، ولا يخضع لأي مساومات".

وأكد أن المسلمين في كافة أرجاء المعمورة لا يمكن أن يتخلوا عن مسجدهم الأقصى الذي هو جزء من عقيدتهم وآية في كتاب الله، وسيأتي اليوم الذي ستأتي به جحافل المسلمين لتحريره من الاحتلال.
وتحاول سلطات الاحتلال من خلال سياسات الابعاد التي تنتهجها بشكلٍ تصاعدي في الآونة الأخيرة بث الرّعب والفزع في صفوف روّاد الأقصى لمنعهم من مجرد التفكير بأي خطوة احتجاجية ضد اقتحامات المستوطنين في الأقصى، إلا أن هذه السياسات، وحسب جهات أمنية تابعة للاحتلال، بدأت تأتي بنتائج عكسية أظهر خلالها الفلسطينيون مدى تمسكهم بمسجدهم وتحديهم لقرارات الاحتلال، وأيقنوا أن هذه السياسات تدل فقط على أن المسجد الأقصى في خطر حقيقي ي ستوجب من الجميع الذود والدفاع عنه.

أمّا السلاح الوحيد الذي يبث الرّعب في صفوف المستوطنين وشرطة الاحتلال على حدٍ سواء فهو صيحات وهتافات "الله أكبر...الله أكبر"، التي تستفزّهم وتخيفهم وتوتر أعصابهم وتدفعهم لمهاجمة المصلين والاعتداء عليهم واعتقال عددٍ منهم ثم اتخاذ قرارات بإبعادهم عن المسجد لفترات.


ورغم كل محاولات وقرارات الاحتلال بملاحقة روّاد المسجد وتوفير سبل الراحة لاقتحامات المستوطنين إلا أن الحقيقة التي تبقى ساطعة ولا يمكن تغييرها بأن المستوطنين وقوات الاحتلال تشعر خلال اقتحاماتها للأقصى بأنها كعصابات اللصوص تحاول سرقة وقتٍ وزمنٍ لتجسيد أسطورة وخرافة بات الكل يعي مدى مقاومة الفلسطينيين وكل المسلمين لها والإصرار على إحباطها، ولا يمكن أن يستقر الأمن والاستقرار في القدس بخاصة، والأراضي الفلسطينية بعامة إلا بزوال الاحتلال وإبعاده وإبعاد عصابات مستوطنيه عن المسجد الأقصى الذي شرّف الله أهل المدينة وأكنافها ليكونوا في طليعة المدافعين عنه وعن حرمته.

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »