مخطوطات الأقصى.. كنوز تتحدى السرقة والضياع

تاريخ الإضافة الإثنين 9 شباط 2015 - 8:24 ص    عدد الزيارات 5943    التعليقات 0    القسم شؤون المقدسيين، أبرز الأخبار

        


يُعتبر الحفاظ على المخطوطات الإسلامية والعناية بها بصورة علمية ووفق أحدث المعايير العالمية مهمّة عظيمة تتوارثها الأجيال باعتبارها إرث تاريخي وكنوز ثمينة غدت عماد الحضارة الإسلامية الزاخرة، والتي قامت على أساس متين من العلم والمعرفة .


واكتسبت المخطوطات داخل المسجد الأقصى المبارك، والتي تعود أصولها للفترة المملوكية والعثمانية مكانة متميزة لارتباطها بهذا المسجد، وازدادت رفعة بتنوع مواضيعها ومصادرها وندرة نُسخها.


وحرص المجلس الإسلامي الأعلى في القدس المحتلة على جمعها ورعايتها في وقت مبكر من عشرينيات القرن الماضي، لتكمل المهمة من بعده دائرة الأوقاف الإسلامية بالمدينة، والتي صنفت ضمن مكتبة الأقصى أكثر من 4000 مخطوط إسلامي، حرصت على صيانتها وحفظها.


ورغم أهميتها وتنوعها إلا أنها واجهت مخاطر كثيرة، أدت لتلف وضياع الكثير منها عبر العصور، وفق ما يقول رئيس قسم المخطوطات والتراث الإسلامي في المسجد الأقصى رضوان جمال عمرو .
وأبرز هذه المخاطر تمثلت في تعرضها للتآكل بفعل القوارض والحشرات ونمو الميكروبات الدقيقة داخل بنية المخطوط وتراكم المخلفات العضوية بين دفّتيه، وكذلك التعرض للتلوث بالغازات المختلفة وارتفاع نسبة حموضة الأوراق والجلود وتكسدها، والتخزين الخاطئ في أجواء غير مناسبة.
حملة شرسة
ويؤكد عمرو أن التراث العربي والإسلامي في المدينة المقدسة يتعرض منذ عقود لحملة شرسة تستهدف اجتثاثه وتهويد معالمه، واحباط محاولات إحياءه والحفاظ عليه.
ولحفظ وصيانة هذه الكنوز، جرى في عام 2008 افتتاح مركز ترميم المخطوطات في مبنى المدرسة الأشرفية المملوكية الرائعة، الواقعة في منتصف الرواق الغربي للأقصى، وذلك برعاية من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.


وتعرض المركز منذ إقامته لعدة اعتداءات إسرائيلية ولحملة تضييقات في محاولة لثنية عن أداء رسالته السامية في الحفاظ على التراث الإسلامي المخطوط كما يؤكد عمرو.
وتمثلت أبرز هذه الاعتداءات في استدعاء موظفي المركز للتحقيق باستمرار، والتضييق عليهم في الوصول إليه، وخاصة خلال فترة إغلاق الأقصى، والتضييق في إدخال المعدات والمواد اللازمة للترميم إلى داخل الأقصى، وكذلك تأخير أعمال ترميم وصيانة مبنى المدرسة الأشرفية.
ويلفت إلى أنه جرى أيضًا افتتاح نفق إسرائيلي أسفل الرواق الغربي مرورًا تحت مبنى المدرسة ومركز المخطوطات، مما سبب تصدعات في المبنى.
ويضم المركز قرابة أربعة آلاف مخطوط إسلامي من مختلف العصور الإسلامية تعتبر جميعها من أهم المخطوطات الإسلامية حول العالم الإسلامي لتنوعها العلمي والمعرفي، ولارتباطها التاريخي بالأقصى.


تسرب وضياع
ويشير عمرو إلى أن الكثير من مخطوطات القدس والأقصى تعرضت للتسرب والضياع عبر العصور نتيجة تكرار احتلال المدينة، وتبدل السيادة عليها باستمرار.
وما بين عامي 1948-1967، تعرضت آلاف المخطوطات والوثائق والكتب والآثار الإسلامية بالمدينة للنهب والسلب من قبل خبراء آثار إسرائيليين، وقد تم نقلها إلى مستودعات الجامعة العبرية، ثم إلى الأرشيف الوطني الإسرائيلي في بلدة دير ياسين غربي المدينة.


وحول الهدف من إقامة المركز، يقول عمرو إنه يعمل على العناية بكافة المقتنيات الورقية التاريخية في الأقصى من مخطوطات ووثائق وسجلات وخرائط قديمة ولوحات أثرية، والعمل على فهرستها وتصويرها وترميمها وحفظها بصورة علمية، ووفق أحدث المعايير والمعدات العالمية المختصة في مجال الترميم.


ويضيف أنه يعمل أيضًا على نشر الوعي بأهمية التراث الإسلامي المخطوط، وكيفية الحفاظ عليه وصيانته في أوساط المهتمين بهذا المجال.
ويوضح أن الاحتفاظ بمجموعة مخطوطات الأقصى يتم وفق معايير علمية دقيقة تراعي حساسية المخطوطات وتأثرها بالجو المحيط بها من حيث الإضاءة وحرارة الجو ورطوبته، مؤكدًا أن المخطوطات الموجودة حاليًا في المسجد باتت في مأمن، ويتم الاحتفاظ بها وترميمها بشكل ممتاز.


ووفق عمرو، فإن المخطوط يمر حسب صعوبة حالته في 15مرحلة معالجة على الأقل، قد تستغرق هذه المراحل أسبوعًا واحدًا من العمل، وأحيانًا عام كامل.
وتشمل المخطوطات علوم الفقه والشريعة والتفسير وحديث وعلوم القرآن، وكذلك الرياضات والطب والفلك والعلوم واللغة العربية.
ويصنف مركز المخطوطات، بحسب منظمة اليونسكو، بأنه الأول على مستوى بلاد الشام، والرابع عالميًا، حيث يعمل فيه عشرة من خبراء علم الترميم المحترفين، والذين يصنفون كأحد أفضل طواقم الترميم على مستوى العالم العربي.


مشاريع مستقبلية
وعن مشاريع المركز المستقبلية، يؤكد عمرو أن المركز يطمح خلال السنوات القادمة إلى إنشاء مكتبة رقمية عالية الجودة، تضم كافة مخطوطات الأقصى، لإتاحة الإفادة منها لجميع الباحثين حول العالم، كما يتطلع إلى تأسيس وحدة لتحقيق المخطوطات، ومضاعفة عدد خبراء الترميم العاملين فيه لتسريع خدمة هذا الموروث العظيم.


ويقول "سنبقى رأس الحربة في الدفاع عن تراثنا العربي والإسلامي في القدس والأقصى، وأن مهمتنا باتت أكثر أهمية وإلحاحًا في ظل ما تعانيه المدينة من حصار وتهويد".
ويشدد على ضرورة تكاتف جهود العاملين في هذا القطاع الهام ضمن استراتيجية مدروسة وواضحة المعالم من أجل حفظه وإحياءه والنهوض به من جديد.

المصدر: وكالة صفا
 












منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »