استهداف سلوان لحسم معركة الأقصى
الإثنين 10 أيلول 2012 - 11:48 م 2643 0 أرشيف الأخبار |
تعتبر بلدة سلوان الخاصرة الجنوبية لأسوار المسجد الأقصى، وتشكل جبهة النضال الوحيدة بالقدس المحتلة التي لم تنل منها سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها المنطقة العازلة ذات السيادة والسيطرة الفلسطينية. وتسعى إسرائيل لحسم معركة القدس والمسجد الأقصى من خلال استهدافها لبلدة سلوان بالذات.
وعمقت سلطات الاحتلال من حفرياتها على امتداد الأسوار الجنوبية التي طالت القصور الأموية والآثار العربية والإسلامية في مسعى منها لطمس الآثار وتزييفها.
كما صعدت من استهداف البشر بسلوان بإصدار أوامر إخلاء للمنازل والتلويح بهدم عشرات المنازل بذريعة انعدام التراخيص. وأصدرت أوامر بمصادرة مسطح أراضي مقبرة الرحمة بالجهة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى.
وأطلق مركز معلومات وادي حلوة حملة للتنسيق مع مختلف الحركات الفلسطينية لتفعيلها وتجنيدها بمعركة سلوان، في حين تواصل “مؤسسة الأقصى” توثيقها لاعتداءات الاحتلال على المقدسات والآثار والحضارة العربية والإسلامية.
ومن جهته، يعقد الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين بالقدس والمركز الحقوقي -عدالة- الأربعاء القادم، مؤتمرا صحفيا حول رفض لجان التنظيم الإسرائيلية قبول اعتراضات الفلسطينيين بالمدينة على الخريطة الهيكلية القطرية التي تستثني الوجود الفلسطيني بالمدينة ومخطط الاحتلال لما يسمى “القدس الكبرى”.
تطهير عرقي
وأبدى مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام مخاوفه من مغبة خسارة الفلسطينيين المعركة الدائرة بسلوان وعلى الأسوار الجنوبية للمسجد الأقصى، “لما تمثله سلوان من درع واق هو الأخير المتبقي للمقدسيين حول أسوار البلدة القديمة”.
وقال في حديثه للجزيرة نت، إن القدس المحتلة بمقدساتها وآثارها وسكانها بحاجة في هذه المرحلة إلى وقفة جدية وأفعال من العرب والمسلمين والفلسطينيين كذلك، “بعيدا عن الشعارات والتصريحات والشجب والاستنكار”.
وقال إن سلوان تتعرض لعملية تطهير عرقي بالهدم والطرد والإبعاد والسجن والمساومة من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تستعين بالعملاء لتفتيت وحدة الصف والنيل من الحراك الشعبي المتواصل، حسب قوله.
ولفت صيام إلى أن إسرائيل تخوض العديد من المعارك مع أهالي القدس خاصة، والشعب الفلسطيني عامة، وأنها نجحت في توزيع الصراع لإضعاف نضال الشعب الفلسطيني في سعيها لحسم معركة القدس لصالحها.
وأضاف “لا بد من إعادة ترتيب الأوراق والبيت الفلسطيني من خلال التنسيق وتركيز الجهود لإغاثة أهالي سلوان”.
الأقصى والهيكل
وتحرك سلطة الآثار الإسرائيلية في الوقت ذاته مشاريع تنقيب وحفر لشبكات الأنفاق على امتداد الأسوار الجنوبية للأقصى وبلدة سلوان وأحياء وادي حلوة والبستان.
وزعمت إسرائيل أنها عثرت على مواقع أثرية تعود إلى عهد الهيكل الأول والثاني، وهو ما دفع بعض الجمعيات الاستيطانية والتيارات اليهودية إلى المطالبة ببناء الهيكل المزعوم في ذلك المكان.
وأكد مدير مؤسسة الأقصى المهندس زكي اغبارية أن سلطات الاحتلال صعدت من استهدافها للآثار العربية والإسلامية حول أسوار الأقصى والبلدة القديمة، عبر تدمير وطمس للآثار من العهدين الأموي والعباسي، لافتا إلى أن أعمال الحفريات والتنقيب بمنطقة القصور الأموية تعتبر الأشرس والأخطر.
ودعا اغبارية في حديثه للجزيرة نت، العالم العربي والإسلامي إلى الخروج عن صمته ومواجهة المشروع الصهيوني بالقدس المحتلة، لإفشال مخططات الاحتلال الهادفة إلى فرض الأمر الواقع، مؤكدا ضرورة اعتماد مشاريع تعبوية وجماهيرية بالعالم العربي نصرة للقدس والأقصى، “ولإيقاف مسلسل التدنيس والانتهاك الإسرائيلي للأقصى وللمقدسات الإسلامية والعربية”.
المصدر: الجزيرة - الكاتب: publisher