من ينقذ سوق العطارين من عيون المستوطنين ؟!

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 تشرين الثاني 2012 - 9:17 ص    عدد الزيارات 3241    التعليقات 0    القسم أرشيف الأخبار

        


بضائع تكدست، وتجار يتسامرون مع بعضهم البعض بعد غياب طويل لزبائنهم، وطريق طويل شق سوق العطارين، ليبيت مقتصرًا على السياح والمستوطنين المتفرجين بين الحين والآخر.
فبعد أن تقطع ما يزيد عن اثنين كيلو متر من باب العامود، وتمر من سوق خان الزيت الذي يعج بالمشترين والسياح دومًا، تصل إلى سوق العطارين أو ما ستطلق عليه "سوق الأشباح" حيث لن ترى عند مرورك سوى محال اقتصر الحضور فيها على أصحابها. وعلى الرغم من انقراض المشترين، إلا أنك تراها مفتوحة لاستقبالك حتى السادسة مساءً، قبل أن يصبح السوق مرتعًا للمستوطنين، "ما يجعلنا متمسكين في محالنا هو عقيدتنا الدينية عن تمليك ممتلكاتنا لغير المسلمين"، قال أبو إياد النتشة صاحب محل ملابس فتح قبل (90 عامًا) في السوق.
فتجار البلدة القديمة بشكل عام والعطارين بشكل خاص، يواجهون بأدنى مقومات الصمود ما يفرضه الاحتلال من حصار بالضرائب والغرامات واعتداءات المستوطنين، إضافة للغلاء، وهجران المقدسي للسوق الفلسطيني في القدس، وتوجهه إلى المجمعات التجارية غربي القدس المحتلة. وتابع النتشة مستهجنا، "نسمع الشعارات الطنانة التي يتغنى بها المسؤولون عن دعم صمود المقدسي، ولا نرى شيئًا، بل ثمة تشجيع للتجار المقدسيين للخروج من القدس وإنشاء محالات تجارية في رام الله وبيت لحم والخليل ، ويتوقع التجار أن تأتي قوات الاحتلال وتصادر محالهم بحجة تراكم الضرائب التي تصل إلى مئات آلاف الشواقل كما فُعل سابقًا مع التجار الفلسطينيين في عكا ويافا، ذلك بالإضافة لما يعرضه المستوطنين من ملايين الشواقل مقابل محال وبيوت البلدة القديمة، فقال النتشة، "ما نطلبه هو أن يدعمنا المسؤولون بعرض البضائع بطريقة أرخص لنستطيع منافسة مول "رامي ليفي" الاستيطاني ونجذب المشترين ليحيوا من جديد البلدة القديمة".
ولمحل سلهب للأحذية الواقع في وسط السوق، معاناة أخرى مصادرة الاحتلال سوق الصبرا الواقع خلف سوق العطارين من آل نسيبة قبل ( 20 عامًا)، ومصادرة أسطح المحال وتحويلها لملاعب أطفال وكنس ومزارات يهودية، محمد مصطفى سلهب قال: " لاحظت أنه يوجد تسريب ماء من سطح المحل جراء قيام مستوطنة بزراعة نباتات، ولدى محاولتي معرفة السبب هددتني بمسدسها بإطلاق النار علي إذا خرجت للسطح مرة أخرى".
كما ويعتبر جدار الفصل العنصري أكبر هم للبلدة القديمة، وما أدى لتراجع وضعها الاقتصادي، حيث بات التسوق منها مقتصر على من يستطيع دخول القدس من حملة الهويات الزرقاء. قال سلهب" عندما تمنح التصاريح يتوجه الزائرون إلى المولات الصهيونية والتسوق منها حيث الأسعار المغرية أحيانًا والتنوع بالسلع، وذلك يعود إلى قلة الضرائب المفروضة على المستوطنين هناك والتسهيلات المقدمة لهم". وخلال تجولك في سوق العطارين تلمح على يسارك سوق الخواجات المشتهر بتجارة الأقمشة، حيث الوضع الاقتصادي للمحال ازداد سوءًا، ما أدى لإغلاق العديد منها، وحيد الإمام صاحب محل لبيع الأقمشة قال: "سوق الخواجات كان مزدهرًا بحضور القرويين القادمين من القرى المحيطة بالقدس والمدن الأخرى، وبعد حرمانهم من الوصول أصبح السوق مهجورًا، وأغلقت أغلب محاله لأن أصحابهم غير قادرين على الإيفاء بالتزاماتهم". سوق العطارين وسوق الخواجات، السوقان الوحيدان في البلدة القديمة اللذان لم يستطع المستوطنون حتى الآن الاستيلاء على محالهما، ما يستدعي خطة إنقاذ طارئة وسريعة من المسؤولين والمواطنين لدعم صمود التجار، والحيلولة دون بيع محالهم للمستوطنين مقابل ما يعرضونه من مغريات مادية تصل إلى عشرات ملايين الشواقل.


الكاتب: publisher

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »