ضمن الندوة التي أقامتها مؤسسة القدس الدولية يوم أمس الأحد 9-12-2012، في معرض بيروت الدولي للكتاب الـ 56 أصدرت المؤسسة سلسلة من التوصيات لدعم القدس والمقدسيين حيث قال مدير عام المؤسسة الاستاذ ياسين حمود خلال كلمته: "إن المدقق في برامج مشروعي التهويد والتثبيت سيلاحظ أننا أمام مشروع تهويدي يتقن أصحابه التخطيط والعمل بكل قوة وطاقة وإمكانيات من أجل تحقيق أهداف هذا المشروع. إن جُلَّ المخططات النظرية والشعارات السياسية والدينية لدى الاحتلال سرعان ما تتحول من الدائرة النظرية إلى الدائرة العملية مشفوعة بميزانيات وأشكال الدعم المختلفة.
وفي المقابل فإن مشروع التثبيت لا يعدو كونه شعارات ونظريات، قد يرافقها بعض الدعم والمواقف المتقدمة، ما يثير تساؤل حول حقيقة وجود هذا المشروع في ميدان العمل أصلًا.
وأمام هذا الواقع إننا في مؤسسة القدس الدولية نشير إلى بعض التوصيات التي نراها مهمة في سبيل بناء مشروع يستطيع مواجهة مشروع الاحتلال:
1- إعداد استراتيجية سياسية تجعل من القدس عنوانًا دائمَ الحضور في مواقف الحكومات والهيئات الرسمية، بالإضافة إلى القوى والأحزاب العربية والإسلامية والفلسطينية على وجه التحديد. وينبغي على هذه الاستراتيجية السياسية أن تلحظ الأبعاد القانونية لقضية القدس، وأن تبحث عن أوراق القوة في الوطن العربي والإسلامي التي نستطيع من خلالها الضغط على الاحتلال وداعميه، كما ينبغي على هذه الاستراتيجية أن تسعى لحمل قضية القدس إلى المحافل الدولية لدفع المنظمات والهيئات الدولية إلى تبني مواقف داعمة للقدس ورافضة للاحتلال.
2- إعداد استراتيجية إعلامية تعيد للقدس صدارتها على وسائل الإعلام المختلفة، وهذا يحتم إنجاز خطاب مختص بقضية القدس نظرًا لخصوصيتها على أن يراعي هذا الخطاب تنوع الجمهور من عرب وغير عرب.
3- إعداد استراتيجية تنموية خيرية تشكل داعمًا مثبتًا لأهل القدس على أن يشمل الدعم قطاعات القدس كلها من تعليم وإسكان وصحة ومقدسات وجوانب اجتماعية واقتصادية ومعيشية وغير ذلك. وفي هذا الإطار يمكن أن تدخل مشاريع التوأمة بين المدن والعواصم العربية ومدينة القدس، ونحن هنا لا نتحدث عن دعم جزئي لمشاريع هنا أو هناك إنما نتحدث عن استراتيجية متكاملة تقف في وجه الاحتلال الذي يسعى إلى إنهاك المجتمع المقدسي وإضعاف قدرته على الصمود والثبات والمواجهة.
4- إعداد استراتيجية ثقافية تكرس القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، وتسعى هذه الاستراتيجية إلى استخلاص واستخراج كنوز القدس المعرفية والثقافية، ومن ثم تعميمها ونشرها في الأوساط المختلفة، وتستدعي هذه الاستراتيجية الثقافية استنفار الأدباء والشعراء والفنانين والمبدعين وشريحة الشباب تحديدًا والجامعات والمدارس والمعاهد والصروح العلمية المختلفة، وضمن هذه الاستراتيجية تدخل مسألة تأسيس المعاهد لتدريس المعارف المقدسية.