شركات الاتصالات الصهيونية تنهب أموال المقدسين ولا رقيب
الثلاثاء 25 كانون الأول 2012 - 9:14 ص 2829 0 أرشيف الأخبار |
بسط سيطرة شركات الاتصالات الصهيونية ومنع وجود شركة اتصالات فلسطينية في مدينة القدس، أمر يحتوي بطياته على العديد من المشكلات التي يواجهها المقدسيون يوميًا، والتي أدت إلى تراكم مئات وآلاف الشواقل عليهم قيدت حركتهم وأعاقت سفرهم مرات عديدة.
وكان تسجيل مستوطنين اسطوانة صوتية تحتوي على ألفاظ نابية مسيئة للنبي محمد وللإسلام وللعرب، آخر تجاوزات ارتكبت بحق المقدسيين وتجاوزتها الشركات الصهيونية والتي ردت أنها "حرية شخصية"، طالبة من المشتكين التوجه إلى شرطة الاحتلال التي رفضت شكواهم باعتبارها غير موثقة بدلائل.
"لو أن مقدسيًا سجل هذه الاسطوانة، لزج في السجن ونال أقصى عقاب"، كما قال عواد أبو قلبين (78) عامًا، مشيرًا إلى أن الوقوف بوجه هذا الاستفزاز يحتاج لوقفة جماعية تتبناها جهة رسمية للضغط على شركات الاتصالات الصهيونية لتمنع هذه الاعتداءات.
وأضاف أبو قلبين، "كم أتمنى وجود شركة اتصالات فلسطينية بالقدس تنقذنا من ما نتعرض له من استغلال ونصب"، وأوضح أنه عانى مشاكل عديدة مع شركة "بلفون" الصهيونية انتهت بمقاطعتها بعد تسديد آلاف الشواقل المفروضة عليه ظلمًا، "توهمنا هذه الشركات بعروض رخيصة الثمن وذات خدمة جيدة وعندما نتورط بالاشتراك بها نصدم بالمعاملة السيئة جدًا من الموظفين وبفواتير ذات تكلفة مرتفعة". مضيفًا "كنت أسدد الفواتير أولا بأول، وبعد مدة تأتي فاتورة بذريعة أنني لما أسددها وعندما أواجههم بوصل الدفع يقولون أن خطأ فيه".
وبين أبو قلبين أن سلطات الاحتلال تدعي أن اللغة العربية إحدى لغاتها الرسمية، ولكن في الحقيقة لا تستخدمها بمعاملاتها الرسمية وبلافتات الشوارع،" عندما توجهت للشركة أطلب أن أتعامل مع موظف يتحدث العربية، وأنا متأكد العديد منهم يتحدثون بها ولكنهم رفضوا ذلك، إضافة إلى أن الفواتير تصل لنا باللغة العبرية التي لا نفقه منها شيئا"، مضيفًا "كل لافتات الشوارع أزيلت واستبدلت باللغة العبرية، وعندما أذهب مثلًا لنابلس أتوه ولا أعلم أين أنا".
من جهته، ذكر الباحث الميداني فخري أبو ذياب أن المستوطنين يلصقون لافتات على سيارة عليها رقم هاتف للاستفسار عن شرائها، ويكون مظهر السيارة يؤشر على تكلفتها القليلة التي لن يلتفت إليها سوى المقدسي، وعندما يتصل يصدم باسطوانة صوتية تحتوي على ألفاظ بذيئة موجهة للرسول محمد وللإسلام وللعرب. "يستخدم المستوطنون أيضًا دليل الهاتف ويختارون أرقامًا عشوائية يتصلون عليها ويوجهون لأصحابها ألفاظا لا تليق أن يسمعها أطفالنا ونساؤنا".
وأشار أبو ذياب إلى أنه في حال ارتكاب مواطن مقدسي ذلك، لقلبت سلطات الاحتلال المدينة حتى تجده، وتفرض عقابًا جماعيًا على المقدسيين، " يوجد تراض بين سلطات الاحتلال ومؤسساتها حتى إذلال المقدسي ونهب نقوده واستغلالها في تهويد المدينة".
وأوضح أبو ذياب، أن شركات الاتصالات الصهيونية تفرض مبالغ خيالية على المواطنين، "إذا أراد المقدسي الاعتراض يجبرونه على الدفع ثم التوجه إلى المحكمة التي تقف دائمًا مع المؤسسات "الإسرائيلية"، "طالبتني إحدى الشركات بدفع (13) ألف شيقل ومنعت زوجتي من السفر حتى اضطررت لدفع المبلغ".
من جانبه، ذكر مدير مركز سلوان قتيبة عودة أن المستوطنين يحاولون استفزاز مشاعر المقدسين بأي طريقة، وتسجيلهم هذه الاسطوانات تطاول كبير يطال المقدسيين يوميًا. "لا نعلم كيف نضع حدا لانتهاكات المستوطنين في ظل وقوف مؤسسات الاحتلال إلى جانبهم".
موضحًا أن المركز تلقى العديد من الشكاوي من الفتية والأطفال الذين أكدوا أنهم يتلقون اتصالات مزعجة بأوقات غير مناسبة ويسمعون ألفاظا نابية مسيئة للرسول محمد وللإسلام.
"الشكوى الفردية لا تستجاب، نحن بحاجة لوقفة جماعية لاستعادة حقوقنا المنزوعة". قال الباحث الميداني مازن أبو قلبين، مبينًا أن من الصعب أن يواجه المقدسي شركات الاتصالات الصهيونية المدعومة من سلطات الاحتلال، مؤكدًا على أن المقدسي لا يستطيع التملص من الفواتير المكلفة والوهمية التي تصله، "قدمت لمؤسسة آفاق طلبًا لوصل خط هاتف وإنترنت وحتى الآن لم تصله الشركة، إلا أنها تطالبني شخصيًا بدفع (2500) شيقل ثمن تركيب وتهددني بالملاحقة القانونية".
مؤسسات الاحتلال من ضمنها شركات الاتصالات العبرية والمستوطنون ينفذون انتهاكاتهم واعتداءاتهم اليومية لعلمهم اليقين أن المقدسي لا يتوجه لمحاكم الاحتلال التي لم ولن تنصفه أبدًا.
المصدر: خاص مدينة القدس - الكاتب: publisher