تقرير "حال القدس 2012": قراءة في مسار الأحداث والمآلات
الجمعة 1 شباط 2013 - 1:52 م 4899 0 أخبار المؤسسة |
تقرير "حال القدس 2012": قراءة في مسار الأحداث والمآلات
تضييق الخناق على القدس والمقدسات وإطلاق يد الاستيطان
أصدرت مؤسسة القدس الدولية "تقرير حال القدس 2012: قراءة في مسار الأحداث والمآلات" وفيه عرض لأبرز تطورات مشروع التهويد في القدس خلال عام 2012 واستشراف لما ستؤول إليه الأحداث خلال المرحلة القادمة.
يحدّد التقرير أولاً طرفي المواجهة في القدس المتمثليْن في دولة الاحتلال وأذرعها من جهة أولى والمقدسيين، مدعومين من فلسطينيي الـداخل بشكل أساس، من جهة أخرى. ويحاول التقرير توضيح المشهد المقدسي من خلال الإضاءة على محاور ثلاثة: حركية الصراع على الأرض، وأبرز تطورات المشروع التهويدي والمعسكر المقابل المفترض به حماية المدينة.
ويتناول التقرير ضمن المحور الأول قضية الصراع على الأقصى وهويته ويشير وفي هذا السياق إلى محاولات الاحتلال منازعة المسلمين في حقهم بالمسجد الأقصى من خلال خطوات عدة يتجلى أبرزها في خروج فكرة التقسيم الزمني للمسجد من دائرة الهمس إلى الحديث العلني، حتى من قبل نواب في برلمان الاحتلال (الكنيست)، يضاف إلى ذلك تزايد وتيرة اقتحامات الأقصى من قبل سياسيين ومتطرفين يهود، ومحاولة إضفاء مسحة يهودية على محيط الأقصى من خلال بناء الكنس في محيطه دون إغفال الحفريات تحت المسجد والتي بلغ عددها 47 موقعًا. ويبين هذا المحور أيضًا تكثيف الاحتلال للضغوط التي يمارسها بحق المقدسيين من اتبّاع سياسات تسعى إلى إفقارهم وعزلهم وكسر صمود الأسرى منهم والانقضاض على رموزهم السياسية والتهديد المستمر باقتحام الأقصى في كل عيد يهودي دون إغفال التضييقات والانتهاكات بحق المقدسات المسيحية في المدينة التي كان أبرزها حجز رصيد الكنيسة الارثوذكسية على خلفية فواتير المياه المتراكمة على كنيسة القيامة واستمرار استهداف الكنائس والأديرة في إطار حملات "جباية الثمن".
أما في ما يتعلق بتطورات المشروع التهويدي، فيسلط هذا المحور الضوء على تزايد الكلام السياسي والقضائي على فكرة "المعبد" والتوجه الشعبي في الأوساط الإسرائيلية إلى المطالبة بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى وتأييدهم لمشاريع الاستيطان التي بلغت حدّا متقدّمًا خلال العام الفائت إذا ما قورنت بالأعوام الماضية.
أما المعسكر الفلسطيني والعربي والإسلامي فيظهر التقرير ضعفه، كما يبرز تزايد البيانات التي تشجب وتدين وتستنكر دون أن تقدم خطوات عملية لدعم القدس والأقصى. ويقدم المحور صواريخ M75 التي وصلت إلى القدس خلال عملية "حجارة السجيل" كبقعة ضوء قد تفيد في تعزيز خيار المواجهة لدى المقدسيين. وفي مواقف اللاعبين الدوليين، يبين التقرير أبرز تطورات كل من الموقف الأمريكي والأوروبي والروسي خلال 2012، وهي مواقف تغازل الجانب الإسرائيلي وتصب في مصلحته على حساب القدس والمقدسيين.
بناء على التطورات الأحداث عام 2012، يحاول التقرير تحديد أبرز الاتجاهات التي يبدو أن القدس ستسير باتجاهها ولا سيما تعزّز الجهد الإسرائيلي لتقسيم المسجد الأقصى بموازاة تعزّز الأصوات المتجهة إلى الطروحات المتطرفة ما قد ينتج تفجّرًا في حركية المواجهة في المدينة. يضاف إلى ذلك إمكانية تصاعد خيار المقاومة بعد المعادلة التي طرحتها صواريخ M75 ونمو المقاومة الشعبية مع ظاهرة القرى الافتراضية التي انتشرت كرد على عمليات الاستيطان في القدس.
وفيما يلي أبرز التوصيات التي يختم بها التقرير وهي تشكل الحد الأدنى اللازم لمواجهة المد التهويدي والمخاطر التي تحيق بالقدس والاقصى:
1. العمل على تشكيل مظلة دعم وتعزيز عربي وإسلامي للموقف الأردني الراعي للمقدسات في مواجهة التهديد بنزع الحصرية الإسلامية عن المسجد، وتعزيز الموقف الأردني بصفته ممثلاً للعالم العربي والإسلامي في حماية المقدسات.
2. تبني استراتيجية دعم لصمود المقدسيين، تُعرّف الصراع في القدس بوصفه صراع تحرّر في وجه احتلال، وتوجيه المال العربي والإسلامي بشكل واقعي فعال لدعم هذا الصمود، في المجالات الحياتية الحيوية من تعليم وإسكان ودعم اقتصادي واجتماعي.
3. تبني موقف رسمي واضح تجاه تقسيم المسجد، وإعادة تأكيد الحق الإسلامي الخالص في المسجد بكامل مساحته.
4. لا بد للحركات والأحزاب والقيادات من تخصيص هيئات شعبية في كل بلد تتفرغ للدفاع عن القدس، ومتابعة أوضاعها، وتدعو للتحرك الشعبي الفعال إزاء أي اعتداء تتعرض له.
5. توجيه الجهود نحو الهدف المشترك وهو مواجهة التهويد، وتجنب أي موقف أو عمل من شأنه
نقل التناقض إلى الساحة الداخلية.
الكاتب: publisher