مرهج ينتقد الصمت الدولي والعربي تجاه القدس
الأربعاء 13 شباط 2013 - 2:30 م 4981 0 أخبار المؤسسة |
بشارة مرهج - نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية
وسط الهموم الضاربة انتخابيًا وأمنيًا، من المفيد التنبه قليلاً إلى ما يجري حالياً في القدس المحتلة من ممارسات مخيفة لها تداعيات وارتدادات على الأوضاع الداخلية لكل قطر عربي فضلاً عن أوضاع الأمة نفسها.
فالقدس مدينة السلام تستباح اليوم في قداستها وتذبح على مسمع من الأقصى الجريح وكنيسة القيامة المنسية من مراكز الإيمان المسيحي.
العدو الصهيوني الذي يهيمن على الأراضي المقدسة بدعم من واشنطن وقوى الاستبداد يواصل خططه لتهويد بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، يسرق الموارد، يغلق المدارس، يروج المخدرات، يهدم البيوت، يشوه الأثار، يزيف المعالم، يسجن المناضلين، يحاصر المتاجر، يصادر المزارع، يقتل الأطفال.
هو اليوم لا يستخدم الطائرات الحربية لتحقيق أغراضه وإنما يشن حربًا أدهى. إنها حرب التطهير العرقي وتحويل الحياة في القدس إلى شقاء دائم، شقاء بلا أفق أو طوق نجاة.
القدس درة المدائن وموئل المؤمنين تئن اليوم تحت حرب الرغيف والمسكن والمستشفى والمدرسة. حرب القهر والعنف والإهانة. حرب الصلافة والعجرفة والعنصرية. لا بل حرب الإهمال والتجاهل والتسويف، فلا العدو تفتر همته ولا الصديق يستجيب لنداء.
صراحةً، القدس وحدها منذ ستةٍ وأربعين عامًا، تجالد وتجاهد في وجه التشويه والتهجير والتوطين. إنها حرب ضروس بوجه مال ينسكب بمئات الملايين نحو مشاريع تنحر القدس بالسكين وإلى جماعات تحتل البيوت ولا تخجل، وإلى جرافات تحفر ولا تهدأ، تم يتكلمون عن القدس والمقدسات ولا يقدمون لها سوى النزر اليسير وكأن المال موقوفٌ للدور والقصور والسياحة والسفر والأسواق والنفاق، ممنوع أن يصل إلى المستشفيات ورياض الأطفال وبيوت المسنّين. ممنوع أن يصل لمن يحمي السور العتيق بصدره، ويذود عن القدس بقلبه. أما إذا نهض الداعي وهتف مستصرخًا الضمائر، مستثيرًا الهمم، مذكّرًا بما غاب قالوا له: 'إذهبْ وربك وقاتلا'. 'ألا تبّت يدا أبي لهب وتب'. ستة وأربعون عامًا والقدس تتجرع المرارة والتنكيل مع إشراقة كل شمس، فلا تطيب قهوة الصباح ولا تشرق بسمة الأطفال في الساحات. وحدها الهراوات تحتل الميادين، تلاحق الحجّاج والمؤمنين وكأنّ العالم في سبات عميق، لا يعرف كيف يُنصف ولا يعرف كيف يستفيق.
البيوت تُهدمُ أمام أصحابها والجدار النحاسي يهتك الشوارع ويفصل ما بين أبناء الحي الواحد والشارع الواحد والبيت الواحد.
بالمقابل سيل من تصريحات واستنكارات وشروح على المتون تكتب من جديد لغة التقاعس والانتظار.
لن نناشد بعد اليوم المجتمع الدولي الشاهد على القرارات المتراكمة، والساكت على الحقوق المهدورة. لن نناشد بعد اليوم الذين نهبوا خيراتنا وقسّموا أوطاننا ودعموا أعداءنا.
نناشد الأطفال والأجيال الجديدة أن تصدق انتماءها وتشهر إيمانها وتحمي شرفها وتنهض لاستعادة القدس من أيدي العتاة والطغاة وشذاذ الآفاق. فالقدس عاصمة فلسطين الأبدية تحب من أحبها وتلعن من خذلها.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data201322-088qpt479.htm
الكاتب: publisher