باسم "المتسللون":
فيلم وثائقي يرصد معاناة الدخول إلى القدس
الأربعاء 12 حزيران 2013 - 9:37 ص 2635 0 أرشيف الأخبار |
يروي المصور الفلسطيني خالد جرار في فيلمه "المتسللون" مشاهد حية لفلسطينيين، أثناء محاولتهم الدخول إلى مدينة القدس المحتلة، عبر تسلقهم جدار الفصل العنصري الذي يحاصر المدينة، بعيداً عن الحواجز الرسمية، حيث أمضى في تصويره أكثر من أربع سنوات.
ويحمل هذا الفيلم اسم "المتسللون" وهو الوصف الذي أطلقته (إسرائيل) على اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948، منذ أخرجوا منها عام النكبة، ويقول جرار "في العام 1948 يوم النكبة، كثير من الفلسطينيين هربوا إلى لبنان وسوريا، وحينما حاولوا العودة تم منعهم، وأطلقت عليهم إسرائيل مصطلح (متسللون) كأنهم غرباء عن أرضهم".
والتقط المصور جرار صوره الحية، من مختلف النقاط التي يحفظها الفلسطينيون عن ظهر قلب، في بيت حنينا، وبير نبالا، والزعيم، وقلنديا البلد، وحوسان، ويقول "طوال كل هذه المدة رصدت محاولات الدخول للمدينة من كافة المناطق المعروفة للفلسطينيين التي تحظى برقابة صهيونية دائمة".
ووضعت سلطات الاحتلال منذ العام 2000 حواجز على جميع الجهات المحيطة بالقدس، حيث باتت توصف هذه الحواجز بالممرات الحدودية الدائمة.
ويتضمن الفيلم، الذي عرض على مسرح القصبة، مشاهد لمحاولات شبان ورجال ونساء الدخول إلى مدينة القدس متجاوزين الجدار والحواجز، ويخطف الأنظار مشهد سيدة تدعى أم صخر جوبية، وهي تحاول الاتصال مع ابنتها في بيت حنينا من تحت الجدار الحديدي الذي أقامته سلطات الاحتلال هناك، وفصل الجدار الحديدي الأم عن ابنتها في العام 2009 حينما أغلقت إسرائيل منفذاً في منطقة بيت حنينا، ولم تر الأم ابنتها منذ ذلك الحين.
وقال المصور جرار إن أم صخر جوبية توفيت قبل أقل من عام، ولم يعرف بعد ما إذا تمكنت الابنة من وداع أمها أم لا، وترتفع وتيرة محاولات الدخول إلى المدينة في شهر رمضان من كل عام، وهو الأمر الذي دفع سلطات الاحتلال إلى السماح بين الفينة والأخرى بالدخول دون تصريح، لكنها كانت تحدد الأعمار للرجال والنساء، ما فوق الخمسين.
ويرصد المصور جرار بكاميراته مشاهد من ساعات الفجر وعند المساء وفي وضح النهار، تظهر مطاردات بين حرس الحدود وشبان يحاولون دخول المدينة، كما يروي الفيلم حالات نصب واحتيال يتعرض لها الكثير من الفلسطينيين، من قبل سائقي حافلات يعرضون عليهم نقلهم الى وسط المدينة لقاء مبالغ خيالية، لكنهم يتركونهم في نهاية المطاف في منطقة خارج حدود القدس.
ويظهر الفيلم عشرات الشبان وهم ينتظرون مكالمة هاتفية من منسقين على الطرف الآخر من الجدار يمتهنون إدخال الناس إلى المدينة المقدسة، ثم تأتيهم الإشارة ويتدافعون نحو مركبة بيضاء اللون، ويصعد نحو 50 شاباً على متن هذه الحافلة.
ويعرض الفيلم عائلات من أطفال ونساء ورجال، وهم يمرون نحو مدينة القدس، عبر مستنقع من المجاري تحت الأرض، وتسمع أصوات بكاء الأطفال، ويتنقل المصور، في كاميرته مجدداً لصور شبان وهم يستخدمون الحبال والسلالم للقفز عن الجدار الفاصل، وكذلك صور لأطفال يهربون الكعك عبر فتحات أوجدوها في الجدار، ليباع الكعك في مدينة القدس.
الكاتب: publisher