في القدس...بسمة الطفولة تواجه رعونة العسكر

تاريخ الإضافة الخميس 12 آذار 2015 - 11:55 م    عدد الزيارات 9560    التعليقات 0    القسم التفاعل مع القدس، شؤون المقدسيين، أبرز الأخبارالكلمات المتعلقة العم زوزو، محمد أبوسمرة، طفولة، مهرج، فرح

        


 خاص لموقع مدينة القدس 

بالرغم من تواجدهم المكثف إلا أن أعين أطفال القدس لم تألفهم، فكيف تألفهم؟ وهم ليسوا أبناء هذه الأرض؟، شذاذ الآفاق كما يحلو للعديد من المقدسيين تسميتهم، يحملون البنادق والقنابل، مرتدين الزي العسكري، متحكمين بمداخل ومخارج المدينة المقدسة، نعم إنهم جنود الاحتلال، أعداء الإنسانية والطفولة.


يحاولون إرهاب الأطفال المقدسيين وإخافتهم، ونشر التوتر فيما بينهم، ساعين لكسر ارتباطهم بمقدساتهم، واضعين العراقيل في طريقهم للقدس، محاولين ربط زيارة القدس بشعور من الخوف يعملون على نشره بين الأطفال كلما ذهبوا إلى زيارة مسجدهم ومسجد أجدادهم المسجد الأقصى المبارك.


ففي طريقك إلى القدس ترى أولئك المسلحين ذوي الملامح الغربية، الذين يوقفونك لساعات طويلة محاولين إظهار قوتهم، ورعونتهم، علّهم ينجحون بثنيك عن العودة مرة أخرى، غير مكترثين بمشاعر الأطفال الذين نصت جميع الديانات السماوية والقوانين الدولية والشرائع المحلية على حمايتها وإبعادها عن أي ملمح من ملامح العسكرية والتهديد والوعيد، لكن شيئاً من ذلك لم يلتزم به جنود الاحتلال ظانين أن ذلك سيساعدهم على نهب وسرقة حق الفلسطينيين بالمسجد الأقصى المبارك.


وأمام قتامة ذلك المشهد، تشرق بسمة مقدسية، محاولة تبديد كل الغيوم السوداء التي ينفثها أعداء الإنسانية في طريق الأطفال المقدسيين، إنه "العم زوزو" كما يحلو للأطفال تسميته، مهرج القدس، ابن القدس، سلاحه البسمة وخفة الدم.

 

كنت حريصاً على تأدية صلاة الظهر جماعة في المسجد الأقصى المبارك، وكنت أشاهد الاطفال بجوار قبه الصخرة والمسجد القبلي يحاولون اللعب، لكن لا يوجد شيء يلعبون به

إنه الشباب "محمد أبو سمرة" الذي بدأ برسم البسمة على شفاه أطفال الأقصى منذ أن كان ابن خمسة عشر ربيعاً يحدثنا عن ولادة فكرة "العم زوزو" قائلاً (عندما كنت ابن خمسة عشر عاماً، كانت مدرستي مجاورة لأسوار مدينة القدس، وكنت حريصاً على تأدية صلاة الظهر جماعة في المسجد الأقصى المبارك، كنت أشاهد الاطفال بجوار قبه الصخرة والمسجد القبلي يحاولون اللعب، لكن لا يوجد شيء يلعبون به، فيجلسون في حالة من الحزن خاصة بعد مشوارهم الطويل للوصول إلى المسجد الآقصى).


ويضيف "أبو سمرة" (بدأت اللعب معهم من دون زي ولا مهرج وعندما انتهت السنة الدراسية جائت عطلة الصيف ودعيت للمشاركة في الأنشطة الصيفية كمرشد للأطفال في المخيم الصيفي مسوؤل عن الألعاب الترفيهيه والرياضة، ومن هنا بدأ مشواري).


وعن ظهور شخصية "العم زوزو" يذكر "أبو سمرة" أحد الأسباب لظهور تلك الشخصية المحببة للأطفال المقدسيين (في أحد الأنشطة داخل المسجد الأقصى، وأنا أحاول تسلية الأطفال والتخفيف عنهم، رأيت دمى فارتديتها وبدأت مشواري مع أطفال الأقصى ومن هنا بدأت أبدع بالأفكار وهذه نعمة وفضل من الله عز وجل).

إصرار والدتي التي كانت تؤكد لي على ضرورة تقوية صلة الأطفال المقدسيين بالمسجد الأقصى بمختلف الطرق


ويؤكد "أبو سمرة"أن من أهم الأسباب التي كانت تدفعه إلى الاستمرار بالعمل على شخصية "العم زوزو" هي والدته، فيحدثنا عن ذلك قائلاً (إصرار والدتي التي كانت تؤكد لي على ضرورة تقوية صلة الأطفال المقدسيين بالمسجد الأقصى بمختلف الطرق، وأن طريق الفرح والابتسامة من الطرق الناجحة في ذلك، كان السبب الأساسي في استمراري بعملي بشخصية العم زوزو).

شيئاً فشيئاً أخذت شخصية "العم زوزو" بالتطور فأصبحت كدرع يحمي أطفال المدينة من سياسات التهديد والتخويف التي يتعرضون لها في طريقهم إلى المسجد الأقصى، البسمة ترسم على وجه الأطفال، وبعض الألعاب خفيفة الظل على الفلسطينيين ثقيلة الظل على المحتلين، الذين ما إن يجدوا طريقة لمضايقة الفلسطينيين حتى يبتكر الفلسطينيون طريقة لمقاومتها، فيضيف "أبو سمرة" (بدأ مشروع "العم زوزو" بالتوسع من عام لآخر ومن مخيم لأخر، فمحبة الأطفال لتلك الشخصية دفعني لتحسين أدائي فبدأت بالتدريب مع أهل بيتي مع أمي وأبي وأخوتي لتحسن أدائي، وبالإضافة إلى ذلك كنت مرشداً لمجموعة من الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9-15 عاماً).

قد نجح أبناء القدس مرة أخرى بابتكار سلاح جديد للدفاع عن أطفالهم، سلاح البسمة، تلك البسمة التي تواجه البدقية


هكذا هم أبناء القدس، مبدعين دوماً بابتكار الأساليب والأفكار التي تنبع من تجذرهم العميق في أرضهم وأرض أجدادهم، فبعد أن اعتمد الاحتلال على نشر عناصره على طول الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، وبعد العشرات من الحواجز التي من شأنها اخافة أي طفل في العالم، حيث تعامل تلك الحواجز الأطفال على أنهم متهمون، كما تعمل على مضايقة أهلهم خلال الرحلة إلى المسجد الأقصى، ساعية لنشر السلبية والخوف، علها تمنع الأطفال من العودة للمسجد الأقصى، إلا أن الابتسامة التي كان يزرعها "العم زوزو" على شفاههم كانت تحول دائماً دون نجاح تلك المحاولات.


فكيف لمحتل أن ينجح بقهر شعب سخر كل شيء للدفاع عن مقدساته؟، فقد نجح أبناء القدس مرة أخرى بابتكار سلاح جديد للدفاع عن أطفالهم، سلاح البسمة، تلك البسمة التي تواجه البدقية.

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »