تصريح صحفي لرئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية
القرضاوي يدعو قادة الأمة وحكامها إلى موقف مشرِّف تجاه الأقصى يحفظه لهم التاريخ
السبت 8 شباط 2014 - 2:54 م 4743 0 أخبار المؤسسة |
تصريح صحفي لرئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية
القرضاوي يدعو قادة الأمة وحكامها إلى موقف مشرِّف تجاه الأقصى يحفظه لهم التاريخ
خاص موقع مدينة القدس
الدوحة في 7-2-2014
أقدمت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ اليوم الجمعة (7/2/2014) على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، ومحاصرتهم داخل المسجد القبليّ. هذا الانتهاك الخطير أسفر عن عشرين جريحًا بالرصاص المطاطيّ والقنابل التي ألقاها جنود الاحتلال تجاه المصلين داخل الأقصى.
وهذا الاعتداء لم يكن دخيلاً على مشهد القدس والأقصى الذي يزدحم بالاقتحامات والاعتداءات المستمرة على القدس والمقدسات والمقدسيين. ولكنّ الخطير في الاعتداءات الأخيرة أنها باتت تحمل بلا شكّ توجهًا إسرائيليًّا عمليًّا لحسم مصير الأقصى وتقسيمه بين المسلمين واليهود.
إنّ ما حصل اليوم داخل الأقصى من محاصرة للمصلين واعتداء عليهم وعلى حرمة المسجد هو الترجمة المباشرة للحركة المحمومة والمتسارعة التي تقوم بها كتل وشخصيات متعددة في الكنيست الإسرائيلي والمحاكم الإسرائيلية لتشريع تقسيم الأقصى، مدعومة بائتلاف عريض من المنظمات اليهودية المتطرفة التي تتبنى الفكرة نفسها.
إنّ المسجد الأقصى والقدس ككل مقبلة على موجة اعتداءات غير مسبوقة في سبيل تحقيق الهدف الإسرائيلي المتمثل بفرض الوقائع حسب الرؤية الإسرائيلية والتي تشمل تقسيم الأقصى تمهيدًا للسيطرة عليه، وهذا يستدعي بلا شك موجة تحركات مضادة تدافع عن القدس والأقصى والمقدسيين الصامدين في مدينتهم.
إنني أدعو قادة هذه الأمة وحكامها إلى موقف مشرِّف يحفظه لهم التاريخ، وأقلّ ما نتوقعه منهم رفع الغطاء عن أي مفاوضات للتنازل عن القدس والثوابت الفلسطينية، ورفع سقف مواقفهم السياسية الرافضة للعدوان الإسرائيلي المفتوح، وتفعيل قراراتهم لنصرة المدينة. كما أدعو جميع إخواني العلماء في هذه الأمة إلى أن يعيدوا للأقصى حضوره في مواقفهم، ويحرضوا الجماهير على القيام بما يستطيعون لنصرته، وأدعو الأحزاب والمنظمات في عالمنا العربيّ والإسلاميّ إلى التحرّك متّحدين في كل المجالات الإعلامية والثقافية والدينية والسياسية والجماهيرية لإحداث موجة غضب عارمة توقف غطرسة الاحتلال واعتداءاته. إنّ الاحتلال حشد كل طاقته لتنفيذ مخططاته التهويدية، وآن الأوان لتوحيد كل الجهود ولنعيد توجيه بوصلة الأمة نحو القدس من جديد، ولا تترَكها وحدها في مواجهة الاحتلال الغاشم.
الكاتب: publisher