حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين أهالي القدس من قيام سلطات الاحتلال بتغييرات في تَعرِفة “الأرنونا”، حيث عمدت البلديّة إلى إرسال بلاغات لبعض سكان المدينة المقدسة تُعلِمَهُم فيها بأن العقار خاصتهم سيتم تعريفه على أنه “عقار سكن غير مستخدم"، وقد برّرت البلديّة أن الهدف من وراء هذا الإجراء هو تحفيز أصحاب العقارات الفارغة على تأجيرها أو بيعها لمن ليس لديهم مسكن.
وقال المجلس: إن هذا الهدف المعلن لبلدية الاحتلال يخفي وراءه أهدافاً ضمنية، تتمثل في إحصاء الأبنية الفارغة، وبالتالي محاولة السيطرة عليها لإحلال قطعان مستوطنيها مكان السكان الفلسطينيين الذين قد يكونون خارج البلاد للعمل أو الدراسة، مطالباً أبناء القدس بأخذ الحيطة والحذر من هذه الخطوة التي تسعى من خلالها حكومة الاحتلال إلى تفريغ المدينة من سكانها من خلال سحب هوياتهم، بحجة أن مركز حياتهم خارج المدينة المقدسة.
وجاء في بيان للمجلس: تأتي هذه الإجراءات الجائرة مع مواصلة انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك بمحاولات تقديم ما يسمى بقرابين “الفصح العبري”، في إطار قيام جماعات الهيكل المزعوم بتدريبات افتراضية على ذبح القرابين في سفح حي جبل الزيتون المُطل على القدس القديمة والمسجد الأقصى، وذلك بمشاركة كبار حاخامات اليهود ومباركتهم، معلنين خلال احتفالاتهم عن نيتهم تحويلها إلى أمر حقيقي على أنقاض الأقصى، لا قدر الله تعالى، وعلى وجه الخصوص مكان قبة الصخرة، ناهيك عن استمرار الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، التي تتم عبر مجموعات تنفذ جولات استفزازية ومشبوهة في رحابه ومرافقه، تحت حماية سلطات الاحتلال التي تتوسع في منع المصلين المقدسيين من الوصول إليه.
وأضاف البيان: تواصل إجراءات إبعاد بعضهم عنه قسرياً، والاعتداءات الغاشمة على حراس المسجد الذين تصدوا لقطعان المستوطنين الذين اقتحموه، وحاولوا أداء طقوسهم الدينية خلال جولاتهم الاستفزازية في باحاته، في محاولات يائسة لإثبات وجود لليهود فيه، وفي المقابل حث المجلس كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى أن يبذل أقصى الجهود لشد الرحال إليه، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته، مع التأكيد على تمسك أبناء شعبنا بمسجدهم مهما تطلب ذلك من ثمن وتضحيات إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.