المرأة المقدسية في عيون نساء العرب

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 آذار 2015 - 12:12 م    عدد الزيارات 5690    التعليقات 0    القسم التفاعل مع القدس، شؤون المقدسيين، أبرز الأخبار

        


هبة الجنداوي– خاص لموقع مدينة القدس
بيروت في 25 أّذار 2015

في شهر آذار من كلّ عام، يحتفل العالم في كلّ أصقاع الأرض، باليوم العالمي للمرأة، حيث يعقدون المؤتمرات والمحاضرات، ويقيمون الندوات والأنشطة والرّحلات احتفاءً بما سطّرته المرأة من إنجازات سياسية واجتماعية واقتصادية رفعت من شأنها عالياً في أذهان الأجيال الماضية والحاضرة.
وفي الوقت الذي كان فيه أولئك يتغزّلون بتلك الإنجازات التي مرّت عليها سنوات طوال، تجد المرأة الفلسطينية المرابطة في القدس والمسجد الأقصى تحتفل بذلك العيد على طريقتها الخاصة حيث ترسم في سماء الكون بطولاتٍ تختصر فيها تاريخ النساء في كلّ الأزمنة.

وفي هذا السياق، وتقديرًا لجهود المرأة المقدسية، قمنا في موقع مدينة القدس بسلسلة من الاتصالات والمقابلات مع مجموعة من الناشطات العربيات لنرى المرأة المقدسية بعيونهن.

روان الجعفيل (17 عاماً تسكن مدينة صيدا جنوب لبنان على بعد 200 كيلومتر من مدينة القدس المحتلة)، وردًا على سؤالنا عن رأيها بصمود المرأة المقدسية فتقول:" أتذكر كلمات تلك المرأة المقدسية التي راودها الاحتلال عن بيع بيتها المجاور للمسجد الأقصى فقالت لهم آتوني بتفويض من مليار مسلم حتى أبيعه .... إنها المرأة المقدسية، التي كانت وما زالت في نظري رمزاً للمرأة القويّة العنيدة، التي لا تهاب من سرق حقها وحق المسلمين أجمعين. 
تضيف روان:" باسم المرأة اللبنانية أحيي المقدسيات المرابطات اللواتي يُدافعن نيابة عنّا عن الأقصى والمقدّسات، وبفيض عطاءاتهنّ لأقصانا الجريح أخجلن الرجال قبل النساء، وحملن الأمانة، في الوقت الذي نجد فيه أقواماً باعوا الأقصى وفلسطين وجميع الثوابت الوطنية".

 

 

وفاء موعد نازحة سورية إلى لبنان تقول "من خلال ما عشته في بلدي من قتل ودمارٍ وتهجير وآلامٍ كثيرة، كلّ ذلك جعلني أتذوق معاناة المرأة الفلسطينية الصّامدة، خاصّةً المقدسيّات المرابطات في الأقصى، اللواتي يتعرّضن للضرب والشتم والتعذيب والنفي والإبعاد كل يوم، لكنهنّ صابرات لا يأبهنّ للخطر المحيق بهنّ".
وتصف موعد، المقدسيّة خديجة خويص- التي أبعدتها قوات الاحتلال قسراً عن المسجد- بـ"القدوة والمثل الحقيقي للنساء الرّائدات، الحرائر، الغيورات على حقهنّ وقضيّتهنّ، ودينهنّ"، اللواتي تركن وراءهنّ سفاسف الأمور في الدنيا لأجل مسرى الحبيب.. بأمثالهنّ حقاً نحن نقتدي"..

عمق المأساة التي يتعرّض لها المسجد الأقصى والمقدّسات، عزّز في قلب المرأة المقدسية الشعور بالانتماء الكبير للأرض ومقدساتها، فدفعت الغالي والرّخيص لتكون في صفوف المرابطين على عتبات الأقصى، لتَهبه بعضاً من حياتها، فكانت الأسيرة، والشهيدة، والمناضلة، والمرابطة، والأم التي أرضعت أبناءها لبن الثورة والغيرة على الأرض والعرض.. فوهبت حياتها من أجل المسرى وكرامة المسلمين.

 

وفي صدّد ذلك، تصف المصرية رقية المهداوي التي تسكن منطقة أسوان( 880 كيلومتر عن مدينة القدس) المرأة المقدسية بأنها "أخت الرجال" وصانعة الرجال والأبطال.
"فحرائر القدس بأفعالهم الرائعة، وأخذهم مسؤوليّة أمّة بأكملها على عاتقهم، يشبهون بذلك والدة السلطان صلاح الدين الأيوبي، التي كانت تحرص على أن تناديه "قم يا فاتح بيت المقدس"، فزرعت في رأسه غرساً طيباً، فأينع نصراً وفتحاً وتمكيناً للمسلمين... فبزرعكنّ يا حرائر سيبزُغ أملٌ، وفجرٌ وضّاء يمحو آثار الدنس عن عتبات الأقصى وكل بقعة في الأرض المباركة"، تقول المهداوي وهي على ثقةٍ باقتراب فجر النصر والتحرير.

بدورها، اعتبرت الناشطة الجزائرية نورا عساف (25 عامًا من سكان مدينة بسكرة التي تبعد 2750 كيلومتر عن مدينة القدس المحتلة) أن المرأة المقدسية استطاعت أن تفعل ما لم تفعله أي من نساء العالم، فقد حصلت أولاً على تلك المساواة مع الرجل من حيث أنها تعرضت إلى الاعتقال والضرب، والتحقيق في مراكز الاعتقال الصهيونية، فحوالي 40 امرأة مقدسية اعتقلهن الاحتلال منذ بداية العام الحالي.
أقول للنساء المقدسيات لا تأبهن لأي شيء فنحن معكنّ ونعمل لأجلكنّ، وما صمودكنّ إلّا كسرٌ للعنجهيّة الصهيونية التي تسعى لكسر إرادتكن".

كما كان لميساء معروف (25 عامًا من سكان إمارة أبوظبي)، رسالةً وجهتها للنساء المقدسيات، حيث قالت "في الوقت الذي تجد فيه الفتيات مشغولات بالأزياء والموضة، والمسلسلات، وأحدث التليفونات.. نجد النساء المقدسيات قد غفلن عن تلك الأشياء ليجعلن الأقصى المبارك أولى اهتماماتهنّ.
وتعبّر ميساء عن إعجابها بالمرأة المقدسيّة من خلال هذه الكلمات الصادقة "حقيقةً تدهشني تلك الفتاة المقدسية التي ما زالت في مقتبل عمرها لكنّ القضية التي تحملها يعجز الكثير عن حملها. تراها ترابط في الأقصى، تواظب على الانتساب إلى مصاطب العلم فيه، حتى تكون الدرع الحامي له.. دائماً ما أتمنى لو كنت معكن أقوم بما تقومون به لحماية مسرى الحبيب، فكل ما في الأرض سيفنى وسيبقى عملكنّ في ميزان حسناتكنّ بإذن الله".

 

لكن لأحلام خالد الجنداوي (30 عامًا) رسالة مختلفة بعض الشيء إذ بدأت بلوم نفسها وتقصيرها الكبير بحق شعبها قائلةً: "أنا لاجئة فلسطينية هنا في لبنان، أعيش بعيدة عن وطني فلسطين، قلبي يتفطّر على نساء وطني، وكلّما شاهدت المرابطات في المسجد الأقصى بعزيمتهنّ وقوّتهنّ تلك رغم ما يتعرّضن له من أذى الاحتلال، أشعر بألم شديد لأنهنّ وحدهنّ يدفعن ثمن حبّ فلسطين ومقدساتنا، ونحن ليس بمقدورنا أن نفعل شيئاً سوى الدعاء لهنّ ولجميع المرابطين في الأقصى.. أنتن يا حرائر شعبي تاج فوق رؤوسنا والله".

 

 

"كل أولادي فداءً للقدس والأقصى ولن تُضعفوا عزيمتنا".. قالتها أم رأفت العيساوي أم الشهيد والأربعة أسرى، يوماً من قلب المحكمة الصهيونية، قالتها بقلبٍ واثقٍ بنصر الله، وروحٍ تعانق القدس ومسرى الحبيب وتهمس إليه "أن لا عاش فينا من غفلت عيناه عنك يوماً ما".

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »