سمسار العقارات في القدس.. طُرد من الحركة الاسلامية وعمل مع طارق عباس وماجد فرج

تاريخ الإضافة الثلاثاء 31 أيار 2016 - 6:29 م    عدد الزيارات 3200    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين

        


 

كشف أحدث عملية تسريب عقارات الفلسطينيين في القدس المحتلة عن طبيعة وحجم النشاط الكبير الذي تقوم به جمعيات استيطانية يهودية لنقل ملكية هذه العقارات إليها بطرق مستترة، وفي مقدمتها جمعية “العاد” التي تتخذ من حي واد حلوة في سلوان جنوب الاقصى مقراً عاماً لها، وتقود من هناك شبكة خطيرة ومعقدة من العملاء والسماسرة المحليين للاستيلاء على مزيد من عقارات المقدسيين ليس في سلوان فحسب، بل في البلدة القديمة أيضاً وفي أحياء متاخمة لها يعتبرها "الإسرائيليون" جزءاً مما يسمونه "الحوض المقدس"، وتشمل أحياء جبل الزيتون، الصوانة، الطور، الشيخ جراج، وواد الجوز.

ويتزعم هذه الشبكة اثنان من غلاة المتطرفين اليهود؛ الأول يدعى ديفيد بيري، الذي صدم قبل ثلاثة أعوام بسيارته متعمداً طفلين مقدسيين في العاشرة من عمرهما وقذفهما أمتاراً في الهواء مدعياً تعرضه للرجم بالحجارة من قبلهما. أما الثاني فهو أرييه كينغ، عرّاب الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة، ويقطن في مستوطنة معاليه هزيتيم في قلب حي رأس العامود في القدس، ويقوم بجولات شبه يومية على أحياء في البلدة القديمة وما جاورها بحثاً عما يسميه “أملاكاً يهودية مغتصبة من قبل العرب لتخليصها منهم”.

ويتعدى نشاطه حدود البلدة القديمة وأحياءها إلى أحياء تُتاخم رام الله وتقع خلف جدار الفصل العنصري في كفر عقب وسمير أميس. وعادةً ما يدخل إلى هذين الحيين متخفياً ومستقلاً دراجة نارية، ليسلم عشرات العائلات الفلسطينية هناك إخطارات يُطالبها فيها بإخلاء منازلها لأنها شيدت على أراض مملوكة ليهود.

ويبدو أن عملية التسريب الأخيرة التي شارك فيها بيري وكينغ، وجهات ودوائر “إسرائيلية” شبه رسمية، كانت الأعقد، واستغرقت وقتاً طويلاً قبل أن يتم توقيعها في شهر يوليو/تموز الماضي، بعدما تم الإيقاع ببعض قاطني تلك العقارات والمقيمين فيها كمستأجرين، بالتعاون مع سماسرة محليين، من بينهم سمسار من بلدة الطيبة داخل فلسطين المحتلة عام 1948 كانت “الحركة الإسلامية” فصلته من صفوفها، فانتقل إلى العمل لصالح نجل الرئيس الفلسطيني طارق عباس واللواء ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية، وعن طريقهما بيعت تلك العقارات إلى أوساط يهودية متطرفة.

وتحدثت بعض المعلومات عن تورط أحد الأشخاص من سلوان ذاتها، ويُقال إنه معتقل أمني سابق ومقرب من حركة “الجهاد الإسلامي”، وكان على خلاف مع زوجته، وهي شقيقة قيادي فتحاوي كبير، قام ببيع بيته إلى أحد الأشخاص من بلدة سلوان بنحو مليون شيكل، وحين انتهى خلافه مع زوجته حاول استرداد البيت إلا أن المشتري طلب ربحاً على صفقة البيع الأولى، وهو ما تم فعله، وبعدما استرد البيت قام بتأجيره، ثم أخلى قاطنيه منه، قبل أن يقتحمه المستوطنون، فجر الثلاثاء الماضي، من دون عناء.

وفي تقرير له عن ملابسات ما جرى، أصدر “مركز معلومات واد حلوة”، الثلاثاء الماضي، بياناً، أكد فيه أن “المنازل التي تم الاستيلاء عليها تتضمن (10 مبان وشققاً سكنية منفردة)، وتعود المنازل، حسب المعلومات المتوفرة للمركز لعائلات: بيضون، الكركي، أبو صبيح، الزواهرة، العباسي، الخياط، قراعين واليماني. ويتوقع أن تكون بعض المنازل قد سُربت من بعض السكان، بطرق ملتوية”.

ويستنكر المركز الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة في البلدة، وقال في بيانه، إنه “حتى لو تم تسريب هذه المنازل السكنية فهي عملية استيلاء غير شرعية على المنازل العربية، فالتي تنفذها هي جمعية (العاد) الاستيطانية والتي تطبق وعلى مدار السنوات الماضية أجندتها بطرق مختلفة”.

وطالب المركز السلطة الفلسطينية والمؤسسات والقوى الوطنية والإسلامية بمحاسبة المُسربين قانونياً وملاحقتهم، كما طالب السكان بمقاطعتهم.

ولفت إلى أن عدد البؤر الاستيطانية في سلوان ارتفع ليصبح 29 بؤرة استيطانية، 26 منها في حي واد حلوة. ويشير إلى أن جمعية “العاد” استولت على أول منزل في سلوان عام 1987، ثم شنت حملة استيلاء واسعة عام 1991.

ويفيد مواطنون بأن حالة من السخط والغضب تسود أوساط السكان الفلسطينيين في بلدة سلوان حيال ما يصفونه بتقاعس السلطة الفلسطينية عن ملاحقة مسربي العقارات لليهود، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بحقهم. فيما يجدد المفتي العام السابق للقدس والديار الفلسطينية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، فتوى سابقة له بتحريم بيع العقارات لغير المسلمين، ومقاطعة من يتورط بيعها وتسريبها”.

وبدأ المواطنون في البلدة وأوساط رسمية فلسطينية تحركاً قانونياً لمحاولة إبطال الصفقة وكشف بعض ما خفي من تفاصيلها. وفي هذا السياق، التقى المحامي محمد دحلة، الذي عُهد إليه بمتابعة ملف العقارات المسربة في سلوان، مساء الثلاثاء الماضي، عدداً من العائلات التي سرّبت منازلها، وجرى فحص بعض الوثائق التي تظهر بعض عمليات الشراء والبيع، فيما سيشرع على الفور في اتخاذ إجراءات قضائية ضد كل من تورط بعملية التسريب ومحاولة إبطالها.

ويموّل المليونير الأميركي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش، المقيم في الولايات المتحدة، معظم عمليات الاستيلاء على عقارات المقدسيين في البلدة القديمة من القدس وأحيائها، إذ يرصد سنوياً نحو مئة مليون دولار لصالح الجمعيات الاستيطانية اليهودية الناشطة في مجال الاستيلاء على العقارات، ومن أبرزها “العاد” و”عطيرت كهانيم”. ويقود الجمعية الاستيطانية الأخيرة متتياهو دان، المعروف بتطرفه وبمسؤوليته عن الاستيلاء عن عشرات العقارات في البلدة القديمة، ويعدّ الذراع التنفيذية لموسكوفيتش، في القدس.

ويتهدد الاستيلاء عشرات المباني الأخرى، إن لم يكن المئات بعد تفعيل قانون "حارس أملاك الغائبين" على الأملاك الفلسطينية المتروكة في القدس، أو المملوكة لمواطنين فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية يُنظر إليهم أيضاً كغائبين.

وكثيراً ما يوجه المقدسيون اللوم إلى السلطة الفلسطينية لتقصيرها في تخصيص الموارد المالية اللازمة لدعم صمودهم في القدس، والحفاظ على عقاراتهم وممتلكاتهم، ما يسهل تسريب هذه العقارات من قبل فلسطينيين تستغل "إسرائيل" وجمعياتها الاستيطانية ضائقتهم الاقتصادية الخانقة لتستولي على عقاراتهم من خلال سماسرة محليين يدّعون أنهم ينتمون إلى جهات وطنية أو إسلامية، ليكتشف هؤلاء بعد فوات الأوان وقوعهم ضحايا لعمليات تضليل مقصودة. وهو ما قد يتضح في صفقة التسريب الأخيرة، إذ يقول الفلسطينيون إن من اشتراها منهم هو شخص محسوب على الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، بيد أن الأخيرة نفت صلتها بهذا الشخص. وتقول مصادر مقربة منها إن المذكور لا تربطه في هذه المرحلة أي صلة بالحركة، التي يدرك المقدسيون جيداً أنها أكثر من تعمل من أجل القدس والاقصى. 

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »