الأشبال الفلسطينيون.. فرحة مسروقة في العيد

تاريخ الإضافة الجمعة 8 تموز 2016 - 6:23 م    عدد الزيارات 1851    التعليقات 0

        


 يستقبل الأطفال الفلسطينيون الأسرى "عيد الفطر" عازمين على المحاولة جاهدين بكل ما أوتوا من قوة، لتجاهل حدود الزمان والمكان والذهاب بخيالاتهم بعيدا إلى حيث تتلاشى قضبان الأسر ولا وجود للسّجان الإسرائيلي؛ فعوضا عن أن يحصي هؤلاء "عيدية" الأهل والأقارب لهم في هذه الأيام، يعدّون الساعات والدقائق ليمضي العيد سريعا، وهو الذي بات مناسبة ثقيلة يخيّم الحزن فيها عليهم، معلناً فشل محاولاتهم أمام الاحتلال الذي يمعن في انتهاكاته ضدّهم لسرقة فرحتهم والتنغيص عليهم بشتى الطرق والوسائل.

وهذا العيد تحديداً لا يمرّ كسابقه على بعض العائلات الفلسطينية التي شتّت الاحتلال شملها باعتقال أبناءها وحرمانهم من قضاء العيد مع ذويهم، أو حتى السماح لهم بزيارتهم.

ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي في سجونه حوالي 7 آلاف فلسطيني، بينهم أكثر من 500 طفل يعانون يومياً من أسوء أنواع الاضطهاد والتعذيب.

أدهم الزعتري؛ طفل مقدسي حرمه الاحتلال رؤية ذويه واللقاء بهم قبيل العيد، يوم الإثنين الماضي، الخبر الذي كان له أشّد الأثر وأقساه عليه وعلى والدته التي أُصيبت بحالة اكتئاب وعمدت إلى تمزيق ملابس العيد التي ابتاعتها لطفلها، وكانت تطمح لرؤيته وإعطاءه إياها خلال الزيارة التي كانت مقرّرة قبل أيام.

يبلغ أدهم من العمر 14 عاماً، وتم اعتقاله ثلاث مرات على يد قوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، إلا أنه في كل مرة كان يتم الإفراج عنه بكفالة مالية أو يتم إخضاعه للحبس المنزلي، غير أن المرة الرابعة كانت الأصعب؛ فتمّ اختطافه على يد قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في بلدة الرام شمالي القدس، بتاريخ الثامن عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2015.

يقول أنور الزعتري (والد الأسير) في حديث لـ "قدس برس"، "جاءني ذلك الاتّصال من أحد ضبّاط الاحتلال يطلب منّي الحضور فوراً إلى أحد مراكز شرطة الاحتلال شمال القدس، وبالفعل حضرت سريعاً وتم التحقيق معه أمامي، كان طفلي مُجهداً فقد تعرّض للضرب أثناء اقتياده في دورية الاحتلال، لكن لا كدمات أو آثار ظهرت عليه، في محاولة لترويعه".

ويُضيف والده أن الاحتلال اتّهمه في البداية برشق الحجارة تجاه قوات الاحتلال، وكان يُفترض أن تكون محكمته الأخيرة خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، إلّا أن الاحتلال لفّق له تُهمة جديدة تتضمن التسلل إلى بيت أحد المستوطنين في البلدة القديمة ورش غاز الفلفل باتجاههم، كما يدّعي وجود شهود عيان على الحادثة، ليتم بعد ذلك تحديد محكمة له في الـ 27 من شهر أيلول/ سبتمبر القادم.

أدهم ذلك الطفل الصغير، عانى طويلاً من محاكم الاحتلال التي قامت بتأجيل البتّ في قضيته أكثر من مرة؛ حيث مَثُل أمام المحاكم ما يزيد عن ثلاثين مرّة، بدلاً من أن يمثُل أمام الآلاف للمشاركة في لعبة كرة القدم التي يعشقها، وهو الحائز على جائزة أفضل لاعب خلال عام 2013 على مستوى أبناء جيله في كرة القدم.

جاء العيد؛ فذهبت والدته يكل فرح وحماس تبتاع له الملابس الجديدة وحضّرت نفسها للتوجّه لزيارته في سجن "مجدو" الإسرائيلي، غير أنها سرعان ما دخلت حالة من الحزن والإحباط، بعد تلقيها مكالمة هاتفية علمت فيها بقرار الاحتلال حرمانها من الزيارة، وفق تصريحات والده أنور الزعتري.

ويُضيف الزعتري لـ "قدس برس"، "لا عيد هذا العام لدينا؛ فكيف يأتي العيد في ظل غياب أدهم ودون رؤيته أو الإطمئنان عليه".

اليوم يقبع أدهم في سجن "مجدّو"، لكن قبل نقله إليه كان يقبع داخل "مركز إصلاحي" إسرائيلي، هو سجن حقيقي - كما يقول والده - والخوف عليه يتضاعف بشكل أكبر من السجن، فهو يعيش مُجبراً بين السجناء الجنائيين.

ويوضّح والده أنه حارب الاحتلال من أجل خروج طفله من هذا المكان، فنفسيّة أدهم تعبت للغاية، بخلاف حالة الاكتئاب والعزلة، حيث تم نقله تحت الضغط في شهر كانون ثاني/ يناير الماضي إلى سجن "هشارون"، ثم إلى "مجدّو".

أدهم أحد أطفال البلدة القديمة في القدس المحتلة، والتي عملت قوات الاحتلال على استهداف أبنائها كونها الأقرب إلى ساحة المواجهة والمسجد الأقصى؛ فمارست بحقهم سياسة الإبعاد والسجن الفعلي بتهم رشق الحجارة والـ "مولوتوف" والدفاع عن المسجد الأقصى، ناهيك عن تلفيق تهم أخرى.

قدس برس

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »