غياب مهرجان الأقصى في خطر للمرة الأولى من 20 سنة… ما هي الأسباب؟
السبت 10 أيلول 2016 - 10:41 م 2270 0 |
منذ 20 عاما وفي هذه الفترة بالذات من كل عام، تعودنا ان نسمع ونرى التحضيرات لمهرجان الأقصى في خطر، هذا المهرجان الذي اصبح حدثا محليا وعالميا، ينتظره الجميع بفارغ الصبر.
هذه التحضيرات التي ترفقها حملة اعلامية واسعة يعرف بها الصغير والكبير, والذكر والأنثى, ويهتم لها مسلمو العالم. لن تكون هذا العام…
هذا الامر حدا بالبعض التساؤل عن مصير المهرجان هذا العام, بعد غياب التحضير وزخم الاعلام المألوفين كل عام؟!…
صحيفة المركز توجهت لبعض الشخصيات التي شاركت في هذا المهرجان على مر السنين, ممن كانت لهم صبغة ودور معين في هذا المهرجان, لنسلط الضوء على اهمية هذا المهرجان, وماذا سيكون في حال لم يقام؟!…
الشيخ كمال خطيب: “مهرجان الأقصى واحد من اسباب حظر الحركة الاسلامية”
وفي حديث مع الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، المنبثقة عن لجنة المتابعة للجماهير العربية، عن الاسباب التي منعت اقامة مهرجان الأقصى الـ21 قال:” في العام الماضي 2015 كان المهرجان ال 20 تحت عنوان الأقصى في خطر، هذا المهرجان الذي اكتسب شهرة وحضورا, ليس فقط على مستوى الداخل الفلسطيني وإنما اصبح حدثا عالميا يترقبه، الفلسطينيون والعرب والمسلمون عبر الفضائيات، التي راحت تنقله في كل سنة نقلا مباشرا، نحن على قناعة ويقين، ان من اهم اسباب حظر الحركة الإسلامية الذي صدر يوم 17-11-2015 فانه، يعود لدور الحركة الاسلامية المبارك في احياء قضية القدس والأقصى، وخلق حالة من الوعي والالتفاف حول هذه القضية، ونقلها من ان تكون قضية لأهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس لتصبح قضية كل الشعب الفلسطيني بل كل العرب وكل المسلمين. ومن اهم وسائل هذه اليقظة والالتفاف كان مهرجان الأقصى في خطر الذي كانت انطلاقته الاولى في العام 1996 فيبدو ان هذا المهرجان ودوره وتأثيره اضافة الى ما واكب ذلك من خدمة للقدس والأقصى وأعمال الترميم ومسيرة البيارق وغيرها، من اهم اسباب حظر الحركة الاسلامية”.
هل سيفتقد ابناء شعبنا لهذا المهرجان؟
الشيخ كمال خطيب:” هذه السنة الاولى التي فيها لن يكون هذا المهرجان في ظل قرار الحظر الظالم وإغلاق المؤسسات التي كانت تشرف وتعد لهذا المهرجان، ومهرجان الأقصى في خطر كان ينتظره ابناء شعبنا الفلسطيني بشوق ولهفة لأنه كان يعتبر المهرجان الأضخم في كل الوطن الفلسطيني، ولان رسالته كانت في غاية الأهمية, الذي اريد ان أقوله: ” استطاعت المؤسسة "الاسرائيلية" ان تحظر الحركة الاسلامية وتغلق مؤسساتها، لكنها ابدا لن تستطيع وحتما ستفشل في مشروعها الاسود بحق المسجد الأقصى المبارك, لان المسجد الأقصى المبارك لم يكن في عهدة ولن يكون امانة عند الحركة الاسلامية وحدها, وإنما هو عهدة عند كل ابناء شعبنا الفلسطيني الذين لن يفرطوا فيه ولن يتركوه فريسة سهله للمشاريع الصهيونية السوداء، لذلك نحن رأينا ونرى كل يوم استمرار مشاريع الزيارات والرباط والاعتكاف وشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك”.
ما هي رسالتك لأبناء شعبنا؟
الشيخ كمال خطيب:” ان المسجد الأقصى المبارك مصدر فخرنا وعزنا ومصدر البركة التي نعيش نحن فيها وحولها في هذه الارض المباركة فلنستمر في اداء دورنا في الحفاظ عليه والدفاع عنه، مهما كان الثمن والتضحيات ، وأما المؤسسة "الاسرائيلية" فإنني احذرهم من ان استمرار حالة العبث والصلف والاستهداف بحق المسجد الأقصى المبارك فإنما هو الجنون بعينه، لأنه لن يكون اليوم الذي فيه سنفرط بالمسجد الأقصى المبارك، لن يكون الأقصى هيكلا ولا معبدا ولن يكون قابلا للقسمة بين اثنين لأنه الأقصى الواحد للأمة الواحدة وليس غير ذلك. صحيح انه لن يكون في هذه السنة مهرجان الأقصى في خطر، لكني على يقين اننا وخلال سنوات قريبة وقريبة جدا ان شاء الله فانه سيكون مهرجان فتح القدس وتحرير الأقصى من الاحتلال الصهيوني، تماما كما كان يوم حررت القدس من الاحتلال الصليبي. مهرجان القدس والأقصى الكبير هو يوم ستكون القدس عاصمة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة القادمة ان شاء الله، ليدرك عند ذلك من يتربصون بالأقصى ويخططون له سوءا انهم كانوا مجرد صبيان ومراهقين لا يعرفون عواقب تصرفاتهم وأفعالهم”.
رسالتك للمؤسسة "الاسرائيلية"
المسجد الأقصى ليس قضية سياسية مجردة وإنما هو عقيدة وثابت من ثوابتنا وبالتالي فان مراهنة المؤسسة "الاسرائيلية" ان بحظر الحركة الإسلامية فان الأقصى سيضيع فانه واهم وجاهل.لان الثوابت والمعتقدات لا يسري عليها قانون التقادم وان شعبنا سيبدع في إيجاد كل الوسائل التي بها سيدافع عن المسجد الأقصى.
محمد زيدان :”خسارة يجب تعويضها”
محمد زيدان “ابو فيصل”-رئيس لجنة المتابعة السابق، تحدث عن عدم اقامة المهرجان هذا العام:” عدم اقامة المهرجان لأسباب معروفة، هو خسارة كبيرة لقضية المسجد الأقصى المبارك لان المهرجان كان يطلع العالم وخاصة العالم العربي والإسلامي، على المخاطر والأخطار التي تهدد المسجد الأقصى, والتي لم يكشفها أي مؤتمر آخر, إلا من خلال هذا المهرجان والمؤتمر العالمي. نعم نحن اليوم سنفتقد للكثير من المعلومات والرسائل وطرق المحافظة على المسجد الأقصى المبارك. من خلال هذا المهرجان تم الكشف عن الكثير من المخططات السرية التي تحيكها المؤسسة "الإسرائيلية" والتي كان من المقدر ان تلحق الضرر بالمسجد الأقصى المبارك، هذا المهرجان كان يفتح عيون العالم العربي والإسلامي على تلك المخططات والمخاطر، هذا المهرجان جمع العرب والمسلمين في البلاد، مع اهلنا في الخارج من كانوا يتابعون المهرجان عبر الفضائيات العالمية، وهو كان بمثابة لقاء كبير يلتقي فيه الناس على هدف واحد وهو حماية المسجد الأقصى. اعتقد ان الخسارة الكبيرة ستنعكس علينا بفقداننا للكثير من الرسائل التي كان يبعثها هذا المهرجان من خلال الفعاليات والخطابات، واعتقد انه يجب ان يكون هنالك دراسة عن كيفية تعويض تلك الخسارة والرسائل التي يحملها هذا المهرجان الى العالم”.
حاتم عبد القادر: “لن يسكتوا صوت الأقصى!”
من جانبه قال حاتم عبد القادر وزير شؤون القدس سابقا ومسؤول ملف القدس في حركة فتح، عن عدم اقامة المهرجان هذا العام:” هذا المهرجان بمثابة رسالة سنوية يرسلها الفلسطينيون للعالم العربي والإسلامي ان الأقصى في خطر، وهو كان الوسيلة الوحيدة التي كانت ترسل رسائل واضحة وتطالب العالم العربي والإسلامي ان يتحمل مسؤولياته تجاه المسجد الأقصى المبارك، والحديث عن الأقصى في خطر ليس مجرد شعار انما هو حقيقة واقعة.. كلنا يعلم الاسباب التي منعت اقامة المهرجان منها حظر الحركة الإسلامية. ذلك القرار التعسفي، يأتي ضمن حلقة في المخطط "الاسرائيلي" لتهويد مدينة القدس وفرض امر واقع جديد على المسجد الأقصى المبارك وإسكات أي صوت فلسطيني يرسل الى الخارج، الاحتلال كان يدعى ان هذا المهرجان تحريضي، وقرار الحظر ليس قضائيا بل سياسيا…. عدم اقامة المهرجان هذا العام لا يعني اسكات الصوت الفلسطيني من داخل القدس والمسجد الأقصى المبارك وهذا الصوت سيبقى قائما عبر رسائل ووسائل أخرى. وإذا ظن الاحتلال ان هذه وسيلة لإخماد هذا الصوت، وعزل المسجد الأقصى عن العالم العربي والإسلامي فهو مخطئ، لان المسجد الأقصى مركز الصراع الأساسي, لان سلطات الاحتلال تحاول تحويل الصراع من صراع سياسي الى صراع ديني، بل تسعى لتحويل القدس من عاصمة سياسية الى عاصمة دينية لليهود في كل انحاء العام. في النهاية قضية الأقصى ستبقى هي الاساس وهي رأس الحربة في هذا الصراع، نحن سوف نبقى في الميدان نعوّل على المرابطين من ابناء شعبنا الذين يتصدون ببسالة لاقتحامات المستوطنين.
الأب صالح خوري: “سنشتاق لمؤتمر اعتدنا عليه”
وذكر الأب صالح خوري، راعي طائفة الروم الارثوذكس في سخنين، وهو من احد المشاركين في هذا المهرجان ” معروف ان الاماكن الدينية المقدسة سواء الاسلامية والمسيحية، التي لا نفرق بينها ونعتبرها اماكن مقدسة هي عربية في القدس وهي رمز وشعار لنا، هي بمثابة وجودنا، ولها كرامتها وكل شيء في سبيلها بالنسبة لنا هو رخيص، لذلك نحن ننظر لهذه الاماكن المقدسة كرموز لنا، حقنا الابدي والشرعي ان نعبر عن تعاطفنا في كل حدث وتمسكنا واهتمامنا بوجودنا من خلال هذا المهرجان الذي اعتدنا ان نشارك فيه في كل سنة ، ونعبر عن تعاطفنا مع أهدافه… وبناءا عليه ارى ان حرمان الانسان ان يعبر عن مشاعره تجاه نفسه، ووجوده تجاه رموزه ليس بالعمل الديمقراطي. شعبنا العربي الاصيل يحب ويقدس الديمقراطية ، ويسعى لها ويستنكر كل عمل يمنع الديمقراطية، عليه كلنا امل ان يعطى المجال لنا ان نعبر عما نؤمن به”.
وأكمل الاب خوري:” السلطات التي تكبت حقنا في التعبير، نؤكد لها ان هذا غير عادل وليس مقبولا لا دينيا ولا ديمقراطيا ولا اجتماعيا. اعتقد انه ينقصنا في هذه المرحلة نحن اهل الداخل وأهل في الضفة والعالم العربي الانفتاح على قضايانا من خلال ايجاد قنوات معينة لإيصال شعورنا نحن اهل الداخل وما نعاني منه للخارج..عدم اقامة المهرجان هذا العام سيترك اثرا سلبيا في نفوسنا، فنحن نؤمن بالديمقراطية، فالله خلق اللسان حتى نعبر فيه، واهم تعبير هو احترام الآخر وشعوره فالاحترام يجب ان يكون متبادلا”.
الشيخ حمدان: مهرجان الأقصى كان محطة تاريخية مهمة في مسيرة المسجد الأقصى
الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية ام الفحم والذي لم يتوان مرة عن تكريس العمل البلدي لاحتضان المهرجان اكد على الخسارة جراء غياب المهرجان وقال :” اولا اؤكد على ان مدينة ام الفحم لها تاريخ جدا مشرف ومميز مع مهرجان الأقصى ، وقضية الأقصى على مدار 20 سنة مضت ، ولا شك ان هذا يشكل محطة تاريخية مهمة في مسيرة المسجد الأقصى المبارك ، ولا شك ان كل من يعلم اهمية وتأثير المهرجانات على مستوى الاهل في الداخل وعلى مستوى الخارج كونه كان منقولا عبر الفضائيات ومن خلاله تم التأكيد على رسالة واضحة وهي تعني ان يكون حضور دائم لقضية الأقصى لحياة كل مسلم على الاطلاق وبالذات على مستوى اهلنا في الداخل .
ويؤكد الشيخ حمدان ان غياب مهرجان الأقصى لا يعني ان ينقطع التواصل مع الأقصى قائلا:” في الوقت ذاته اؤكد انه اذا غاب المهرجان فان قضية الأقصى لن تغيب ، الأقصى له حضوره في قلوبنا وعقولنا وعيوننا ، ونامل ان يبقى هذا الشعور على مستوى اهلنا في ام الفحم وفي الداخل وفي كل بقاع الارض على مستوى كل مسلم .”
الشيخ اشقر: مهرجان الأقصى كان خير رسالة تربطنا بالأقصى المبارك
الشيخ صالح اشقر امام مسجد ابو عبيدة واحد المنظمين سابقا لمهرجان الأقصى اشار الى انه يفتقد التجهيزات لإعداد وتنظيم المهرجان هذا العام وقال:”باعتقادي مهرجان الأقصى سيترك فراغا كبيرا بين الجماهير التي اعتادت ان تحضر المهرجان وان تكون جزءا منه ، الحديث عن اشخاص منذ ان رات اعينهم النور وهم من اوائل الحاضرين للمهرجان والان هم اباء لأطفال كان من المفترض ان يشاركوا في المهرجان ايضا ، بالإضافة الى ذلك فان مهرجان الأقصى كان خير رسالة تربط الداخل الفلسطيني بالأقصى ، بل وتربط العالم الاسلامي الخارجي فيه ، مهرجان الأقصى كان المنصة التي تتداول من خلاله الخطابات حال الأقصى ومن خلاله يقدمون له الدعم ، وكانت الفضائيات تنقل المهرجان صوتا وصورة حتى يكون طريقا لتواصل العالم الاسلامي مع الأقصى .”
ويضيف الشيخ اشقر ان غياب المهرجان هذا العام يشعره بنقص ما ، مشيرا الى انه كان من اوائل الحاضرين لمهرجان الأقصى منذ البداية وانه اعتاد ان يكون جزءا من تنظيم المهرجان ، ان كان ذلك داخل المهرجان او في الطرقات المؤدية له او بمشاركة فنية ، وعن الآراء التي استقطبها غياب المهرجان هذا العام يقول الشيخ اشقر :”بشكل عام اراء الناس متفاوتة لكن اجمالا ، الجماهير كانت تهتم بقضية الأقصى بشكل مختلف، واكثر من القضايا الاخرى،لذا فغالبية الآراء تنظر بسلبية الى غياب المهرجان .
وقال اشقر مختتما :” ارى انه من واجب المجتمع الفلسطيني في الداخل ان يبحث عن بديل ليتبنى فعالية كهذه بالنظر الى اهميته التي يشهد لها التاريخ ، المهرجانات اعدادها غطت كل الجوانب وكانت شاملة وخير عمل يخرج باسم الداخل الفلسطيني لذا علينا ان نعيد بناءه من جديد .”
كيوبرس/ صحيفة المركز