بلال وبهاء شباب القدس الثائرون للأقصى
الخميس 13 تشرين الأول 2016 - 2:33 م 8148 0 انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين |
بلال وبهاء شباب القدس الثائرون للأقصى
تقرير خاص لموقع مدينة القدس
عام كامل مرَّ على تلك العملية البطولية التي نفذها الشابان الفلسطينيان بهاء عليان وبلال أبو غانم والتي شكلت حينها مسارًا جديدًا في انتفاضة القدس المستمرة حتى اليوم المشتعل غضبًا ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي سرق الأرض والوطن ودنس الأقصى والمسرى.
الشهيد بهاء عليان
شاب فلسطيني (22عامًا) من حي جبل المكبر في القدس المحتلة، سعى دائمًا لتطوير القدس ثقافيًا واجتماعيًا وعمل على إنشاء أكبر سلسلة قراءة حول أسوار القدس بمشاركة نحو 7000 فلسطيني بهدف التشجيع على المطالعة، له بصمة كبيرة في القدس المحتلة من خلال مبادراته الشبابية والإعلامية، كان ناشطًا على مواقع التواصل الاجتماعي وأحد القائمين على عدد من الصفحات المقدسية، أطلق حملة لجمع التبرعات لغزة عبر تويتر ، كما دشن مجموعة البهاء التي ضمت ثلاثة مشاريع (مطبعة ومنتدى شبابي وألعاب للأطفال)، واضعًا نصب عينيه تطوير الإمكانيات الثقافية والاجتماعية لشباب القدس.
الأسير بلال أبو غانم
شاب فلسطيني من سكان حي جبل المكبر في القدس المحتلة، (22عامًا) ولد وعاش في حي المكبر، درس الشريعة الاسلامية بجامعة القدس، وأشرف على مركز لتحفيظ القرآن الكريم لأطفال الحي، تعرض للاعتقال لمدة 14 شهرًا في سجون الاحتلال الصهيوني قبل تنفيذ عمليته. امتنع عن قتل الأطفال وكبار السن من المستوطنين، لإيمانه أن المقاومة الفلسطينية تقوم على أسس دينية وحضارية.
وقال بلال في رسالة له من داخل السجن، إننا "لم نحرص على القتل العشوائي في العملية التي قمنا بتنفيذها في القدس لأجل القتل فقط، وإنما جاءت عمليتنا ردًا على اقتحامات المسجد الأقصى، واستهداف النساء من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه الذين استهدفناهم في الحافلة، لقد قمنا بإنزال مجموعة من الأطفال، وكبار السن قبل الشروع في تنفيذ العملية".
في صباح يوم الثلاثاء 13/10/2015 استيقظ بلال حازمًا قراره، لبس ثيابه وطلب من أمه أن تساعده بأغلاق أزرار قميصه:" زبطيلي اياهم يما أنا رايح على العرس".
انطلق بلال وبهاء الى محطة الحافلات في جبل المكبر شمال واستقلا الباص رقم 78 الممتلئ بالمستوطنين الصهاينة، وبعد أن سار أمتارًا قليلة بدأ بلال بإطلاق النار باتجاه المستوطنين وبدأ الشهيد بهاء عليان بمهاجمتهم، حيث أسفرت العملية عن مقتل 3 مستوطنين وجرح أكثر من 20 أخرين.
ارتقى بهاء عليان شهيدًا وأصيب بلال أبو غانم بــ 4 طلقات بجسده، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال التي حكمت عليه بـالسجن ل 3 مؤبدات و60 عامًا إضافيًا (أي ما يساوي 257 سنة) مع دفع غرامة مالية بمليون و900 ألف شيكل (600 ألف دولار أميركي).
وتعقيباً على استشهاد الشهيد بهاء عليان علقت الصحفية نجوى الحمدان على خبر استشهاده:" أذكر صوته جيداً عندما صرح عن نشاط (أطول سلسلة قارئه حول أسوار القدس) كان يحمل في جعبته كل العمر والحياة والفرح وبدأ برمي نكت تتعايش مع أجواء برنامجي الصباحي فتغلب علينا بروحه ".
لم يسلم والد بهاء من إجراءات الاحتلال وسلوكياته الاستفزازية التي حرمته من تشييع ابنه فور استشهاده، فأقدمت على احتجاز جثمان بهاء لأكثر من 300 يوم في ثلاجاته، وفرضت شروطًا قاسية على عائلته خلال التشييع أبرزها أن يتم تشييع بهاء منتصف الليل بحضور 25 شخص فقط، ومن أبرز الوصايا التي نشرها بهاء قبل استشهاد، وعرفت لاحقًا بالوصايا العشر لبهاء " لا تجعلوا مني رقمًا من الأرقام تعدوه اليوم وتنسوه غدًا ... أراكم في الجنة".
استشهد بهاء واعتقل بلال، ويستمر من بعدهما نضال الشباب الفلسطيني المستمر في انتفاضته حتى نيل الحرية والكرامة من دون احتلال ينغص حياتهم ويسرق حقوقهم.