الأقصى خلال 2014: ساحة صراع وصمود "الجزء الثاني"

تاريخ الإضافة الإثنين 13 نيسان 2015 - 11:00 ص    عدد الزيارات 3386    التعليقات 0    القسم شؤون المقدسات، أبرز الأخبار

        


الأقصى خلال 2014: ساحة صراع وصمود "الجزء الثاني"
بقلم براءة درزي

 

الجزء الثاني
تتالت الأحداث بشكل متسارع عام 2014، وفيه كثّف الاحتلال محاولاته لتحقيق التقسيم الزماني على أرض الواقع، من خلال مقترح وضعه تحت السيادة الاسرائيلية، إضافةً لإغلاق وحصار المؤسسات العاملة للمسجد الأقصى، ولم ينته هذا العام إلا بالهبة الشعبية التي أعادت خلط الأوراق ورسم المشهد في المسجد الأقصى خاصة والقدس بشكل عام من جديد.

الأقصى في الكنيست: هاجس السّيادة والتقسيم الزمني
في إطار المساعي التي تبذل على المستوى السياسي لإحكام السيطرة على الأقصى، ناقش الكنيست في شباط/فبراير 2014 اقتراحًا يتعلق بوضع المسجد تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة لأن ذلك "جزء من السيادة على القدس" وفقًا لعضو الكنيست موشيه فيجلين (ليكود) الذي تقدم بالاقتراح. و

على الرغم من انتهاء الجلسة من دون التصويت على الاقتراح إلا أن ذلك لا يعني أن سعي الاحتلال لبسط سيادته على الأقصى طويت صفحته مع انتهاء الجلسة حيث تتكرر التحذيرات من أعمال الصيانة التي يقوم بها موظفو الأوقاف في المسجد ناهيك عن التعرض لسيادة الأوقاف الإسلامية على المسجد عبر التعرّض بشكل مستمر لموظفي الأوقاف من حراس وسدنة واحتجازهم أو إبعادهم عن المسجد.


وإذ عجزت ميري ريغف، رئيسة لجنة الداخلية والبيئة، عن السير باتجاه تشريع الاقتحامات وإقرار التقسيم الزمني للأقصى فقد أقرّت في آذار/مارس إنشاء لجنة فرعية برئاسة النائب ديفيد تْسور للتحقق من التزام الشرطة بقرار الحكومة لجهة تخصيص ثلاث ساعات ونصف يوميًا لاقتحامات المستوطنين. وقدّمت اللجنة تقريرها في حزيران/يونيو حيث أوصت بإبقاء الوضع في الأقصى على ما هو عليه مع توسيع صلاحيات قائد الشرطة لجهة التحكم في الدخول إلى المسجد وتنفيذ الاعتقالات.

استهداف المؤسسات العاملة للأقصى
لم يتوقف الاحتلال عند حدود استهداف المرابطين ورموز المسجد الأقصى عبر الإبعاد عن المسجد أو حتى عن المنع من دخول القدس المحتلة بل حرصت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي على إغلاق عدد من المؤسسات العاملة لأجل الأقصى بحجة ارتباطها بالحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، والتي تسعى بعض الجهات الإسرائيلية إلى تصنيفها حركة إرهابية. فأغلق الاحتلال في 3/9/2014 مؤسسة عمارة الأقصى في الناصرة (الداخل الفلسطيني المحتل) التي ترعى برنامج مصاطب العلم وتلعب دورًا مهمًا في رفد المسجد بالمرابطين، ولا سيما في الصباح حيث تزداد الاقتحامات.
كما استهدف الاحتلال حافلات "مسيرة البيارق" التي تسيّرها مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الأقصى فأقدمت عناصر من قوات الاحتلال والمخابرات على اعتراض حافلة تقل مصلين من منطقة سخنين في 24/9/2014 بعد أن كانت الشرطة احتجزت في 8/9/2014 سائقين من سائقي الحافلات في منطقة وادي الجوز/الصوانة وجرى التحقيق معهما لساعات طويلة امتدت إلى منتصف الليل.

الحراك الشعبي يخلط الأوراق في الأقصى
دفع الحراك الشعبي الذي شهدته القدس في النصف الثاني من العام المنصرم إلى تسليط الضوء على الاقتحامات "الاستفزازية" التي ينفذها عدد من أعضاء الكنيست وبشكل خاص أوري أرئيل (حزب البيت اليهودي)، وميري ريغف وتسيبي حوتوفلي وموشيه فيجلين (ليكود). وإزاء تصاعد المواجهات في أحياء القدس المختلفة كانت التوصيات من جهات أمنية بوقف هذه الاقتحامات لما يمكن أن تؤدي إليه من خروج الأمور عن السيطرة. وفي هذا الاتجاه كان موقف وزير الأمن يتسحاق أهرونوفيتش الذي قال بأن "أيًا كان من يحاول تصعيد الأمور في الأقصى من اليمين أو اليسار أو الحركة الإسلامية أو فتح أو المنظمات الإسرائيلية اليمينية، بما في ذلك أعضاء الكنيست، فنحن قادرون على منعهم من دخول الأقصى". وعلى المستوى الأمني، قال قائد شرطة الاحتلال الحنان دانينو في 25/11/2014 إنّ قرار المدعي العام بالسماح لعضو الكنيست موشيه فيجلين بالدخول إلى الأقصى هو قرار خاطئ حيث إنه "من الخطأ السماح لشخص يعتبر من رموز تغيير الوضع القائم في الأقصى بدخوله".
كما اتصل كل من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين ورئيس الحكومة ببعض أعضاء الكنيست لحثّهم على تخفيف حدة لهجتهم في ما عنى الأقصى. وعلى المستوى الديني دعا حاخام السفارديم الرئيس يتسحاق يوسف اليهود إلى "وقف محاولاتهم لزيارة جبل المعبد" وذلك لاستعادة الهدوء في القدس ليعيد التذكير بأن "اليهود ممنوع عليهم دينيًا الصعود إلى جبل المعبد".

نتنياهو: ما من نيّة لتغيير الوضع القائم في الأقصى
حاول نتنياهو خلال العام الفائت إمساك عصا الأقصى من الوسط فهو من جهة أولى لم يمنع (وهو لا يستطيع أن يمنع) الاقتحامات والتصريحات التي تستهدف الأقصى، حتى تلك التي ينفذها أعضاء الليكود، ومن جهة أخرى لا يستطيع مراقبة هذه التطورات من دون إرسال رسائل "طمأنة"، تحديدًا إلى الجانب الأردني الوصي على الأقصى كجزء من وصايته على المقدسات في المدينة المحتلة ولا يستطيع أن يحتمل تفجر الوضع الأمني في القدس كردة فعل يقوم بها المقدسيون إزاء اقتحامات الأقصى. ولذلك فإن نتنياهو كان حريصًا عند كل "مبالغة" في استهداف الأقصى أن يؤكد عدم وجود أي نية لدى الحكومة لتغيير الوضع القائم في الأقصى منذ عام 1967. وهكذا، فقد حاول الموازنة بين أمرين:

إفساح المجال أمام المنادين ببناء "المعبد" وفرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وتوسيع الاقتحامات وتشريعها من جهة، وبين ما قد يؤدي إليه ذلك من ردة فعل على المستوى العربي والإسلامي من جهة أخرى. وهو أكد هذا الأمر في 27/2/2014 عقب مناقشة السيادة على الأقصى في الكنيست، وكذلك في 26/10/2014 خلال اجتماع لمناقشة الظّروف الأمنية في القدس المحتلة، وفي 6/11/2014 خلال اتصال هاتفي بملك الأردن.

يشكل المسجد الأقصى المبارك محور الصراع مع الاحتلال، وشرارة انطلاق الهبة الشعبية والعمليات الفدائية النوعية في القدس، وأمام هذا التغوّل الصهيوني على المسجد، يقوم المصلون بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية بالدفاع عنه والذود عن مقدساته، ومكابدة الاعتقال والطرد والقتل بثبات قل نظيره ومثيله، فهل سيتغير الواقع في عام 2015 وتعلو وتيرة التفاعل مع الجرائم المتتالية في حق واحد من أهم مقدسات المسلمين في فلسطين؟!!!.
 

 

لقراءة الجزء الأول من المقال... اضغط على الرابط التالي quds.be/2fj

المقال ورد في تقرير حال القدس السنوي 2014 " قراءة في مسار الأحداث والمآلات" الذي أصدرته مؤسسة القدس الدولية في أذار 2015

- لقراءة التقرير كاملًا .... اضغط على الرابط التالي: quds.be/q7

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »