تنتظر مخطوطات المسجد الأقصى أن يتم ترميمها على يد طاقم فلسطيني شاب، تم تخريجه قبل أيام بعد تدريب مكثف استمر قرابة الست سنوات، بالتنسيق وزارة الأوقاف الأردنية، ومنظمة “اليونسكو”، وبدعم فني ومالي وتقني من النرويج.
وقال مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو، إن الطاقم مكون من 10 متدربين شبان في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، أغلبهم يحملون درجة الماستر في تخصصات الإدارة والعلوم والدراسات الإسلامية المعاصرة، والثقافة الإسلامية.
ولفت عمرو، في تصريحات صحفية الى أن التدريب كان عمليا ونظريا في مجال ترميم المخطوطات الإسلامية والوثائق القديمة، وجميع المواد الورقية الأثرية القديمة، بما في ذلك اللوحات وسجلات المحاكم القديمة والخرائط.
وأوضح عمرو، أن التدريب الأهم تمثل في كيفية الحفاظ على الأوراق القديمة، إذ يوجد مخزون هائل من المخطوطات في المركز تحتاج للترميم بعناية شديدة، مضيفًا، أن التدريب يشمل كل أساسيات علم الترميم والتصوير الاحترافي والمعالجة المخبرية الكيميائية واليدوية، وكذلك البيولوجية.
ورأى أن أهمية هذا التدريب ترجع لأهمية الوثائق المتعلقة بالمسجد الأقصى، مضيفًا، نحن في حالة صراع ثقافي وهذه الخبرات التي نكتسبها من هذه التدريبات من شأنها الحفاظ على التراث العلمي والثقافي الذي يتعرض للتهويد.
ويأمل الفريق المدرب في الحفاظ على الموروث الإنساني وحمايته من الضياع، وإفشال محاولات الاحتلال السيطرة عليه وطمسه، وأن يكون قادرًا على نقل المعرفة إلى كل المهتمين بمدينة القدس، لإيجاد ثقافة الاهتمام بترميم المخطوطات.
ويعد مركز المخطوطات في الأقصى هو الأول في فلسطين ضمن المعايير الدولية برعاية اليونسكو التي صنفته في المركز الأول بالشرق الأوسط، والرابع عالميًا، من حيث التجهيزات.
وأشار عمرو إلى أن المركز نجح سابقًا في ترميم خريطة قديمةٍ ومعقدة جدًا ولأول مرة، بأيدي فلسطينية، وقد استغرق العمل على ترميمها أشهرًا طويلة، إضافة لترميم سجلات المحكمة الشرعية، مشددا على أن ذلك يتم بشكل علمي واحترافي.