شهيد وعشرات الإصابات في النقب بعد مداهمات لقوات الاحتلال
الأربعاء 18 كانون الثاني 2017 - 10:14 ص 2596 0 أبرز الأخبار |
اشتعل النقب الفلسطيني (جنوب فلسطين التاريخية) بمواجهات عنيفة دفاعًا عن الوجود الفلسطيني فيه، وتهويده، وقدّم منذ ساعات صباح اليوم شهيدًا (يعقوب موسى حسين أبو القيعان)، وعشرات الإصابات بين المواطنين بينهم رئيس القائمة المشتركة في "الكنيست" أيمن عودة، حيث أصيب بعيارين مطاطين في الرأس والظهر وجرى نقله مع باقي المصابين إلى مشفى "سوروكا" في بئر السبع، فيما تحدثت أنباء عن مقتل أحد عناصر قوات الاحتلال بعملية دهس في المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم الأربعاء قرية أم الحيران بالنقب المحتل بهدف هدم المنازل، واجهها السكان بمواجهات تصدت لهم فيها قوات الاحتلال بعنف.
وقال رئيس اللجنة المحلية لقرية أم الحيران، رائد أبو القيعان: إن الشاب يعقوب موسى حسين أبو القيعان بالعشرينات من عمره، استشهد وأصيب عدة أشخاص بجراح وصفت بين المتوسطة والخطيرة في قرية أم الحيران بالنقب، برصاص الاحتلال التي اقتحمت القرية بغرض تنفيذ عمليات هدم فيها.
في ما ذكرت متحدثة باسم شرطة الاحتلال أن الشاب الفلسطيني قتل بالرصاص فيما قتل أحد أفراد الشرطة خلال تنفيذ عملية دهس في القرية.
واتهمت الشرطة في بيانها الشهيد أبو القيعان بـ'الإرهاب' والانتماء إلى تنظيم 'داعش'، حيث رجحت أنه ينشط أيضا في الحركة الإسلامية الجنوبية.
ووفق مصادر محلية؛ فإن قوات كبيرة من أجهزة أمن الاحتلال حاصرت القرية وداهمتها، وقتلت الشاب أبو القيعان فيما أصابت آخرين بجروح متفاوتة بينهم رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، حيث أصيب بعيارين مطاطين في الرأس والظهر.
وبحسب روايات سكان القرية؛ فإن الشاب أبو القيعان خرج من منزله وقاد سيارته صوب مدخل القرية، حيث تجمهر الأهالي هناك بمسعى لمنع قوات الاحتلال والجرافات "الإسرائيلية" من اقتحام القرية، فبادرته شرطة الاحتلال بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاده فيما أدى إطلاقها النار والرصاص المغلف بالمطاط على المتجمهرين، إلى إصابات في صفوفهم.
وقال شهود إن قوات كبيرة معززة بجرافات وآليات اقتحمت أم الحيران وأطلقت وابلا من الرصاص باتجاه سيارة مسرعة عند مدخل القرية؛ مما أدى إلى استشهاد سائقها، بعدما تمكن من دهس مجموعة من قوات وشرطة الاحتلال التي أقرت لاحقا بمقتل أحد أفرادها.
وأضافت مصادر اعلامية محلية أن الأهالي خرجوا عن بكرة أبيهم استجابة لنداءات عبر مكبرات الصوت من مسجد البلدة في محاولة للتصدي لقوات الاحتلال.
ومنذ ساعات الفجر، أطلق الشبان نداءات عبر مسجد القرية للتصدي لقوات الاحتلال وإفشال مخططها بهدم المنازل، بينما انتشرت قوات الاحتلال بكثافة في القرية، وحاصرت المسجد وأطلقت قنابل مسيلة للدموع وأعيرة معدنية وحية تجاه المتظاهرين المحتجين على خطط الهدم والتهجير.
وناشدت اللجنة الشعبية لأهالي القرية التي ترفض "إسرائيل" الاعتراف بها، وتصر على هدم منازلها وتشريد سكانها، قيادات وناشطي القوى الوطنية والأحزاب السياسية الوقوف إلى جانبهم من أجل منع تنفيذ جريمة هدم 12 منزلا لأهالي القرية، وحذروا من أن الهدم والإخلاء يتهدد قريتهم في أي لحظة بعد أن حوصرت فجر اليوم الأربعاء، من قوات الشرطة والأمن التي شرعت بإخلاء العائلات والاعتداء على النساء والأطفال.
ويقطن حوالي 400 فلسطيني قرية أم الحيران بالنقب المحتل، المهددة عمليا بالهدم تماما بعد قرار محكمة الاحتلال العليا بإجلاء سكانها الفلسطينيين تمهيدا للبدء في إقامة مستوطنة يهودية على أنقاضها.
ووفق تقديرات المتابعين؛ فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر التعجيل بهدم كل المنازل في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48م، التي بُنيت دون ترخيص في محاولة لاسترضاء المستوطنين بعد أن قررت المحكمة العليا إجلاء المستوطنين من مستوطنة عامونة بالضفة الغربية المحتلة قبل عدة أسابيع.
في السّياق، حمّل عدد من قيادات النقب حكومة الاحتلال مسؤولية الدماء التي سالت صباح اليوم في بلدة أم الحيران، وطالبوها بإخلاء قواتها فورا من البلدة وإلا تسببت بما هو أسوأ ما قد ينذر بانفجار الاوضاع برمتها.
وقال النائب طلب أبو عرار: "اتواجد الان داخل قرية ام الحيران، والمشهد هنا اشبه بحالة حرب، واطالب الحكومة بإخلاء قواتها كي يتم الوصول إلى هدوء نسبي، الناس هنا محاصرون لكنهم يقفون على اقدامهم ويرفضون استهدافهم والمس بهم".
وقال رئيس لجنة التوجيه العليا في النقب، سعيد خرومي: "لم يسمحوا لنا بالدخول بعد إلى القرية، تم ادخال النواب العرب، ونحن نقف على حاجز بعيد عن البلدة، قوات الشرطة تتواجد بأعداد كبيرة جدا، فالبلدة والمنطقة كلها مغلقة، جريمة نكراء كبيرة ارتكبتها المؤسسة الإسرائيلية، حذرنا سابقا ان اخلاء البيوت وهدمها سيؤدي إلى كوارث وهذا ما حدث في ظل هذه الحكومة العنصرية الفاشية".
وأضاف خرومي: "معلوماتنا تفيد بوجود شهيد الى الان وعدة جرحى، نحن الان بصدد اجتماع في الساعات القريبة وبحث التطورات".
ووصف القيادي الشيخ أسامة العقبي، ما يحدث بأنه جريمة كبيرة وهي "هجمة عنصرية من قبل حكومة يمينية متطرفة، تريد ان تخلعنا من جذورنا ومن أرضنا، وهذا ما كان نحذر منه، نقول لهم البيت خط أحمر، لكن هذه الحكومة لم تسمع صوت العقلاء في النقب، وبالتالي نرى الان نتائج بطشهم واجرامهم".
وأضاف، أنه في ظل التباس الوضع والغموض ومحاصرة القرية، فإننا ندعو أهلنا في كل النقب والداخل الفلسطيني إلى مؤازرة ام الحيران ونصرتها، وقال إن لجنة التوجيه ستعقد قريبا اجتماعا عاجلا مع لجنة المتابعة العليا للخروج بتصورات واضحة وقرارات تتلاءم مع فظاعة وحجم الجريمة.