تشهد مدينة إسطنبول حراكًا واسعًا استعدادًا لانطلاق "الملتقى الدولي الرابع للأوقاف العاملة للقدس"، الذي يعقد بالمدينة في مايو/أيار المقبل، بمشاركة 50 مؤسسة وقفية وجمعية خيرية من خارج تركيا.

ويهيمن ملف تمكين المقدسيين اقتصاديًا وإعمار المدينة على فعاليات الملتقى الذي تنظمه المديرية العامة للأوقاف في تركيا والبنك الإسلامي للتنمية بجدة والمعهد الدولي للوقف الإسلامي بماليزيا.

وكان "وقف الأمة" نظم نهاية الأسبوع الماضي لقاءً تحضيريًا استعدادًا لانطلاق الملتقى الدولي، وعقد الاجتماع مع المؤسسات الوقفية والمنظمات العاملة للقدس وفلسطين في تركيا، لتوحيد الجهود وتنظيم خطط العمل التي ستعرض في الملتقى الدولي.

ويأتي المؤتمر المقرر أن ينعقد تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استجابةً لقرارات قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول بتاريخ 15 أبريل/نيسان 2016.

وأكد المشاركون في اللقاء التشاوري ضرورة بناء شراكات مع المؤسسات الوقفية الحاضرة في الملتقى، وتفعيل دورها في حث الواقفين والمتبرعين وأصحاب رؤوس الأموال على دعم المدينة المقدسة.

ويعمل منظمو ملتقى الأوقاف على تقريب خلاصاته من الواقع قدر الإمكان، وتحويل نتائجه إلى مشاريع تخدم القدس، عبر إشراك عشرين شخصية مقدسية في مداولاته، وعقد ورشات عمل بهدف الخروج بقائمة موحدة لاحتياجات المدينة المقدسة، ثم تحديد الأولويات واعتمادها من قبل الجميع.

ويهدف الملتقى إلى تفعيل واقع الأوقاف المقدسية في العالم، عبر التعريف بالاحتياجات الأساسية للمدينة، والاحتياجات اللازمة لدعم ثبات سكانها فيها، بالإضافة إلى تطوير مناهج عمل إدارية واستثمارية، وتحديد الشراكات الاستراتيجية وسبل التعاون لتعزيز الموارد والاستثمارات لصالح القدس.

وقال رئيس مجلس إدارة وقف الأمة مصطفى نزار دميرجي إن نظام الأوقاف أثبت قدرته على حل المشكلات التي تواجه المجتمعات والدول، وإن دوره ازدهر في أزمنة الضعف الإداري والمالي كالذي تعيشه أغلب الدول الإسلامية اليوم.

وتقوم فكرة الأوقاف العاملة للقدس على امتلاك وتأسيس منشآت وعقارات ومرافق تقدم خدمات للجمهور بمقابل مالي (ريع) يتم إنفاقه على مشاريع خاصة بمدينة القدس.

ويوضح دميرجي  لـ "الجزيرة نت" أن النظام الوقفي ازدهر في العديد من الدول والمجتمعات الإسلامية، ومن بينها فلسطين ومدينة القدس، التي تشكل الأوقاف ما نسبته 67-80% من مرافق بلدتها القديمة ومنشآتها.

وأشار إلى أن وقف الأمة نظم عدة ملتقيات تخصصية لدراسة واقع أوقاف القدس عن كثب، من خلال الدراسات والأبحاث وورش العمل والبرامج التدريبية، التي شكلت إطار عمل حقيقي لكيفية دعم أوقاف المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلها المرابطين في أكنافها.

ووفقًا لمعطيات رسمية تركية، فإن الأوقاف المخصصة للقدس تنتشر في العديد من دول العالم، وتقدر قيمتها الإجمالية بملايين الدولارات، الأمر الذي يتطلب تبادل الخبرات بين المؤسسات المالكة لمشاريع الأوقاف وأصولها.

وتشارك في ملتقى أوقاف القدس الرابع مؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص في دول العالم الإسلامي، وموظفو المؤسسات الوقفية والخيرية والإغاثية والاجتماعية، والخبراء والباحثين في مجال علوم الشريعة والاقتصاد والقانون والمالية والاستثمار في الجامعات المحلية والعربية والعالمية.

كما يشارك فيه رجال أعمال في قطاع المصارف الإسلامية والمؤسسات المالية والاستثمارية والتنموية، وعاملون في المؤسسات والمنظمات العربية والدولية المعنية بتنمية الأوقاف.

من جهته، أكد مختص التسويق الداخلي في "وقف الأمة" إسماعيل تزل أن ملتقى أوقاف القدس سيناقش أربعة محاور أساسية، هي واقع الاحتياجات المقدسية، دور الأوقاف المقدسية في العالم في دعم صمود المقدسيين، دور الشراكات الاستراتيجية في تطوير الأصول الوقفية المقدسية، إضافة إلى مبادرات مقدسية من واقع الأوقاف المقدسية في العالم.

وأشار إلى أن هذه المحاور تشمل نقاش مقترحات المشاريع التي يمكن أن تستفيد من قطاع الأوقاف، ومشروع حصر الأوقاف المقدسية خارج فلسطين، ودور القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات والأفراد في دعم المشاريع المقدسية.

وكالة صفا