ما زالت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب للقناة العبرية الثانية والتي قال فيها: "إن حائط البراق (غرب المسجد الأقصى) مكان مقدس لليهود وليس لأحد الحق في منازعتهم عليه"، تثير موجة من السخط والغضب والاستنكار على المستويات الشعبية والمؤسساتية والفصائلية.

وأصدرت الهيئة الاسلامية العليا في القدس بيانا خاصاً أمس أكدت فيه أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، بما فيه حائط البراق، هو للمسلمين وحدهم بقرار رباني، وهو يمثل جزءا من عقيدة مليار وثمانمائة مسلم في العالم.

في الوقت نفسه، طالب نشطاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حركة فتح بإصدار بيان توضح فيه موقفها من هذه التصريحات، كما طالبت الرجوب بالتراجع عن تصريحاته، والاعتذار للشعب الفلسطيني عنها، علماً أن الرجوب نفى هذه التصريحات يوم أمس، إلا أن نشطاء التواصل الاجتماعي نشروا له شريط فيديو يتضمن تصريحاته وترجمة حرفية له تؤكد تصريحاته المُستهجنة.

واستنكرت عدد من الفصائل تصريحات الرجوب وقالت إنها تعتبر تنازلا عن حق تاريخي فلسطيني، وجريمة وطنية بحق الثوابت الوطنية.

فقد اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي تصريحات الرجوب بأنها "كلاما خطيرًا يُمهد للاعتراف بيهودية الدولة ويشكل تعديًا على الثوابت، وأن عقل فريق أوسلو التفاوضي (الأمني والسياسي) يجهل المقدس، كل شيء عندهم قابل للتفاوض وهذه مجلبة الكوارث”، على حد تعبيره.

في حين قالت حركة حماس: "إن التصريحات تمثل جريمة وطنية تحمل في طياتها إساءة للشعب الفلسطيني ومقدساته، وإنها رسالة واضحة للاحتلال بالتنازل رسميا عن ثابت مقدس ووطني وتاريخي طمعا في الحصول على الفتات".

وأكدت حركة المجاهدين الفلسطينية على أن "حائط البراق جزء من المسجد الأقصى وجزء من مدينة القدس المباركة التي هي إسلامية خالصة ولا تقبل القسمة”، وأوضحت بأنها تحوي “مخالفة شرعية وقومية ووطنية".

وقالت حركة الأحرار الفلسطينية في بيان لها: "إن ثوابت شعبنا ليست قربانا يقدم للصهاينة لنيل ورقة الاعتماد"، مضيفة أن "تصريحات الرجوب سقوط وطني وأخلاقي خطير يفضح دور قيادة السلطة وإمعانها في المتاجرة بثوابت شعبنا والتنازل عن حقوقه"، على حد تعبيرها.

من جانبه، قال النائب في المجلس التشريعي حسن خريشة في تصريحات صحيفة: "إن من يريد أن يتنازل لـ"إسرائيل" فليتنازل من ماله الخاص، وأطالب الرئيس محمود عباس لجم أي قيادي يصرح لوسائل الإعلام العبرية بالتنازل عن حائط البراق".

في حين قالت كتلة التغيير والإصلاح كتلة حماس البرلمانية: "إن اعتبار حائط البراق ملك للصهاينة جريمة وطنية وتجاوز خطير لإرث شعبنا وحقوقه التاريخية، ويشكل إساءة لنضال شعبنا الفلسطيني".

بدوره، قال القيادي بحركة الجهاد، الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان: ان "النفي والتراجع عن تصريحات الرجوب يكون بتصريح منه وقيادة فتح بالتأكيد على إسلامية حائط البراق والاعتذار عن تصريحاته لـ"القناة الثانية" العبرية".