انتكاسة اقتصادية وتجارية تصل حد الكارثة
القدس تعيش حصارًا غير مسبوق
الإثنين 19 حزيران 2017 - 10:19 ص 3703 0 شؤون المقدسيين، أبرز الأخبار |
تواصل قوات الاحتلال فرض اجراءاتها القمعية العسكرية غير المسبوقة وسط القدس المحتلة وبلدتها العتيقة لليوم الرابع على التوالي، خاصة في المنطقة الممتدة من باب العمود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة)، ومنطقة المُصرارة التجارية وشارع نابلس، مروراً بشارع السلطان سليمان ومغارة "الكتان"، وصولاً الى منطقة باب الساهرة وشارع صلاح الدين.
وكان رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، أعلن باب العمود منطقة عسكرية مغلقة؛ يحظر التنقل أو الاقتراب منها، أو فتح المحال التجارية المتاخمة لها.
كما أوعز نتنياهو لأجهزته الأمنية بتشديد الحراسة الأمنية في القدس، خاصة منطقة باب العمود بحيث يمنع دخولها إلا بعد تفتيش دقيق.
جاءت هذه الإجراءات عقب العملية الفدائية المزدوجة في المنطقة بين بابي العمود والساهرة مساء الجمعة وأسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان من محافظة رام الله، ومقتل مجندة بقوات الاحتلال.
وبموجب هذه القرارات، شلّت قوات الاحتلال حركة المواطنين من وإلى القدس القديمة ومقدساتها ومسجدها الأقصى، وحاراتها وأسواقها التاريخية-وعادة ما تكون في ذروتها في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان واستعدادا لإحياء ليلة القدر والتسوق لعيد الفطر-وذلك بفرض حصار عسكري محكم حول المنطقة، ونصب متاريس حديدية على بابي العمود والساهرة، ونشر دوريات راجلة ومحمولة وخيالة فيها، وأخرى راجلة داخل القدس القديمة، وتوقيف الشبان والنساء وحتى الأطفال واخضاعهم لتفتيشات مهينة واستفزازية بواسطة كلاب "بوليسية" متوحشة، فضلاً عن منع دخول سكان الضفة الغربية للمدينة المقدسة؛ الأمر الذي أصاب الأجواء الرمضانية والتعبّدية والحركة التجارية بشكل كبير في المدينة المقدسة.
وكانت قوات الاحتلال استباحت يوم أمس المسجد الاقصى، واعتدت على المصلين والمعتكفين بداخله، وحطمت وأتلفت أبواب وشبابيك الجامع القبلي الأثرية، وأطلقت القنابل الغازية السامة، واعتقلت عددا من المصلين، ومنعت دخول المواطنين الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين عاما، الى المسجد الاقصى، في الوقت الذي وفّرت فيه الحراسة والحماية لعصابات المستوطنين في اقتحاماتها الجدية للمسجد المبارك وسط حالة من التوتر الشديد والفوضى العارمة.
من جانبه، ناشد مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني جموع المواطنين ممن يستطيع الوصول الى القدس بضرورة شد الرحال والتواجد في المسجد الاقصى للتعبد والصلاة والاعتكاف برحابه الطاهرة وللذود عن حرمته.
ورغم اجراءات الاحتلال-غير المسبوقة- في القدس، الا أن آلاف المواطنين من مختلف منطق القدس والداخل المحتل منذ عام 48 على أداء صلاتي العشاء وقيام الليل "التراويح" في المسجد الأقصى، كما أدى بضعة آلاف أخرى من المواطنين صلاة الفجر من هذا اليوم.
كما تسود حالة من التوتر الشديد وسط مدينة القدس التي حولها الاحتلال الى ثكنة عسكرية، تطغى فيها المظاهر العسكرية على المظاهر الرمضانية والحياة الطبيعية في المدينة.
وفي خطوة تتعلق بعملية الجمعة الازدواجية، شرع الاحتلال اليوم الاثنين بإزالة الأشجار من "بستان سليمان" بشارع السلطان سليمان بين بابي العمود والساهرة.
وكان تجار المدينة المقدسة، خاصة في القدس القديمة وتخومها ومحيطها قد استعدوا مبكرا لفترة عيد الفطر، وباتوا الآن يضربون كفاً بكف خشية من انتكاسة اقتصادية وتجارية تصل حد الكارثة قد تحل بهم في حال استمر حصار المنطقة وفرض الاجراءات العسكرية عليها.