قررت محكمة الصلح الإسرائيلية بمدينة القدس، مساء الخميس، تجميد القرار القاضي بإخلاء عائلة شماسنة من منزلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، حتى إشعار آخر.

وجاء القرار، خلال الجلسة التي عقدتها المحكمة للنظر في الطعون التي قدمه محامي العائلة سعيد غالية، حيث استند في الطعون على قرار الإخلاء إلى معلومات جديدة حول عدم وضوح "رقم الحوض والقطعة" التي يقع في منزل شماسنة والتي يطالب بإخلائها والسيطرة عليها لصالح المستوطنين، وفقا لما أورده موقع عرب 48. 

وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر، إن قاضي المحكمة وجه كل من محامي العائلة ومحامي المستوطنين إلى "دائرة الإجراء الإسرائيلية" للبدء بالإجراءات الفنية بتحديد قطعة الأرض، إلا أن محامي المستوطنين رفض القرار وطالبها بإصدار قرار فوري حول ادعاء محامي العائلة. 

وأجل القاضي النظر بالموضوع لإشعار آخر، وعليه فإن قرار الإخلاء الصادر ضد عائلة شماسنة يعتبر مجمدا لحين قرار آخر للمحكمة، بحيث أن تجميد قرار الإخلاء ليس بالضرورة أن يكون لصالح العائلة، وذلك بالاستناداً إلى بعض النقاط الفنية المتعلقة بالحوض وقطعة الأرض، بحسب عبد القادر. 

وتابع عبد القادر: "نأمل أن يمكن التأجيل محامي العائلة الاستناد إلى معلومات وأوراق جديدة تؤدي إلى الغاء أو تأجيل قرار الإخلاء لفترات طويلة. 

وجددت سلطات الاحتلال في هذه الأيام عملية تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وذلك بعد تجميد لسنوات لمخطط تفريغ الحي من الفلسطينيين بسبب الحراك الشعبي المتواصل والضغوطات الدولية، إذ سلمت سلطات الاحتلال عائلة شماسنة إخطارا يلزمها بإخلاء المنزل فورا وبموجب قرار صادر عن المحكمة العليا واستنفاذ كافة الإجراءات القضائية. 

وهجرت عائلة الحاج أيوب شماسنة من منزلها في قرية قطنة خلال نكبة عام 1948، وتوجه حاليا التشريد والتهجير ونكبة ثانية، عقب قرار إخلاء العائلة من المنزل الذي يقع في الحي الغربي من الشيخ جراح "كبانية أم هارون" حيث يقطنون فيه منذ ما يقرب من 50 عاماً. 

ويعيش في المنزل المكون من غرفتين ومنافعهما الحاج أيوب شماسنة 82 عاماً وزوجته عاماً، وابنهما محمد وزوجته وأولاده الستة (أكبرهم 22 عاماً وأصغرهم 11 عاماً)، أي أنه يأوي 10 أشخاص في مساحة لا تتجاوز 65 مترا مربعا. 

المنزل الذي تقطنه عائلة شماسنة كان مملوكا قبل عام 1948 لسكان يهود، وبعد النكبة انتقلت ملكية جميع المنازل التي كانت مملوكة لليهود إلى 'حارس أملاك العدو' التابع للحكومة الاردنية، وبعد احتلال القدس عام 1967 انتقلت ادارة تلك المنازل إلى 'حارس أملاك الغائبين'؛ لكن عائلة شماسنة تقيم في المنزل منذ عام 1964 وقد كانت تدفع أجرة الإقامة فيه للسلطات الأردنية، ثم واصلت دفع الإيجار لسلطات الاحتلال التي جددت عقد الإيجار بعد الاحتلال، ومنحت العائلة صفة مستأجر محمي منذ عام 1968. 

إلا أنه وفي عام 2011 توجهت إدارة 'حارس املاك الغائبين' إلى المحكمة من أجل إخلاء عائلة شماسنة بدعوى انتهاء عقد الإيجار عام 2008، ولم تشر إلى أن العائلة كانت تدفع الإيجار حتى بعد ذلك العام، وفي المقابل ردت عائلة شماسنة بأنها تعيش في المنزل منذ عام 1964 وهي محمية في عقود الإيجار بعد الاحتلال، وقدمت الوثائق التي تثبت قيامهم بدفع الأجرة في عقد عام 1977، واثباتات اقامتهم فيه منذ عام 1972، لكنها لم تستطع إثبات الإقامة قبل عام 1968.