شارك عشرات الآلاف من مواطني القدس المحتلة والداخل المحال عام 48، اليوم بصلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم اجراءات الاحتلال المشددة في المدينة، واستمرار حصارها للبلدة القديمة.

وقال مراسلنا ان اجراءات الاحتلال شملت نصب متاريس وحواجز عسكرية على بوابات البلدة القديمة والمسجد الاقصى وتسيير دوريات راجلة في القدس القديمة، وأخرى راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع والطرقات المتاخمة والمحاذية لسور القدس التاريخي، في حين حلقت طائرة مروحية ومنطاد راداري استخباري في سماء المدينة المقدسة لمراقبة المصلين.

واحتجزت قوات الاحتلال مئات البطاقات الشخصية التي تعود لمصلين من فئة الشبان خلال دخولهم الى المسجد الاقصى من أبوابه الرئيسية "الخارجية".

من جهته، أصدر الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا، في خطية الجمعة بالأقصى، فتوى شرعية أكد فيها بأن "التدريس للمناهج "الإسرائيلية" والتعامل معها حرام شرعا، وآثم من يتعامل به ويُدرسه أو يَدرسه".

وقال: "يأثم كل من يدرس مناهج الاحتلال، ومن أيّد ويؤيّد تدريسها وكل من يرسل ابنه أو ابنته إلى المدرسة التي تدرس هذه المناهج".

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال "لا تزال ممعنة في تطبيق مناهجها التي تتعارض مع ديننا وقيمنا وتاريخينا، وتقدم الآن الامتيازات وإغراءات لتطبيق مناهجها على طلابنا."

من جهة ثانية، ندّد الشيخ صبري بهدم سلطات الاحتلال المنازل في القدس والقرى الأخرى، واصفا ذلك بالأعمال الإرهابية والانتقامية غير الإنسانية.

كما استنكر الشيخ عكرمة تجريف الاحتلال مقبرة الشهداء التي هي جزء من المقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية، مؤكدا أن المقابر لها حرمتها في جميع الأديان، مبيناً أن أرض المقابر لدى المسلمين، أرض وقفية لا يجوز الاعتداء عليها.

وأكد الشيخ صبري أن الاعتداءات على المسجد الأقصى لم تتوقف، منددا بتقديم الاحتلال شكوى ضد دائرة الأوقاف الاسلامية دون أي مبرر.

وشدد على رفض المسلمين قرار محكمة الاحتلال بإغلاق مبنى باب الرحمة في الأقصى حتى إشعار آخر، مؤكدا أن المبنى هو جزء لا يتجزأ من الأقصى.

وقال: إن هذه المحكمة ليست صاحبة صلاحية ولا ذات اختصاص لإصدار مثل هذه القرارات، مضيفا أن مبنى باب الرحمة هو مصلى من مصليات الأقصى وهو جزء لا يتجزأ منه.

وجدد تأكيده على "أن المسجد الأقصى أسمى من ان يخضع لأي قرار من المحاكم ولا لأي قرار سياسي احتلالي"، مشددا على "أنه لا تفاوض حوله ولا تنازل عن أية ذرة تراب منه".