في "انتفاضة القدس": اعتقال 450 فلسطينيًّا بتهمة التحريض على "فيسبوك"
السبت 7 تشرين الأول 2017 - 3:58 م 3431 0 مواقف وتصريحات وبيانات، شؤون الأسرى المقدسيين، انتفاضة ومقاومة، أبرز الأخبار |
رصد مركز أسرى فلسطين للدراسات يعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين اعتقال 450 فلسطينيا بتهمة "التحريض" عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، خلال فترة "انتفاضة القدس" قبل عامين.
واتهم المركز، في تقرير له، سلطات الاحتلال بخلق ذرائع جديدة لتبرر اعتقال الفلسطينيين من بينها الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً الـ"فيسبوك".
وأوضح المركز بأن الاحتلال وبعد اندلاع انتفاضة القدس استغل ما ينشره الشبان الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي كذريعة لاعتقالهم وتوجيه تهم التحريض لهم وإصدار بحق العديد منهم أحكام بالسجن الفعلي واخرين بالسجن الإداري، وبينهم عدد من الصحفيين والاطفال والنساء، حيث لا تزال الأسيرة "صباح فرعون" من القدس تخضع للاعتقال الإداري بحجة التحريض وجدد لها 4 مرات متتالية.
وأضاف المركز "بأن الاحتلال أنشأ في العامين الأخيرين وحدة الكترونية خاصة لمتابعة كل ما ينشره الشبان الفلسطينيين وخاصة الناشطين منهم، واعتبر تمجيد الشهداء واعاده نشر وصاياهم، أو فضح جزء من جرائم الاحتلال عبر فيديوهات، أو الدعوة لاستمرار المقاومة، أو حتى استخدام كلمات بعينها تحريض عليه أو استعداد نفسى مسبق من هذا المواطن لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال فيقوم باعتقالهم والزج بها خلف القبان وإصدار أحكام بحقهم .
ولفت التقرير الى أن النيابة العسكرية تقدم للمحكمة ملف الأسير المتهم بالتحريض متضمنا العشرات من الأوراق التي قامت بطباعتها عن صفحته الشخصية، والتي تقول بأنها عبارات تحريضية ودليل على استعداد هذا الشخص للمساس بأمن الاحتلال وتطالب المحكة بإصدار عقوبة قاسية بحقه لأنه يشكل خطرا في حال لم يتلقى عقوبة ردعية.
وبيّن التقرير بأن محاكم الاحتلال أصدرت المئات من الأحكام ضد أسرى اعتقلوا على خلفية التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي خلال العامين الماضيين تراوحت ما بين عدة أشهر أو عدة سنوات بينهم أطفال ونساء، حيث أمضت الصحفية "سناء دويك" من القدس حكماً بالسجن لمدة 6 أشهر، بتهمه التحريض لأنها استخدمت في عملها الصحفي كلمات مثل "الانتفاضة" و"الشهداء" وهي مصطلحات متعارف عليها ومستخدمة بكثرة في الإعلام الفلسطيني والعربي، بينما فرض الاعتقال الإداري بحق الأسيرة المحررة "سعاد عبد الكريم رزيقات" (28عامًا)، من الخليل وجدد لها مرتين بتهمه التحرض .
كذلك أصدرت حكما بالسجن الفعلي لمدة 11 شهر بحق الطفل أحمد سعيدة (17 عاماً) من القدس، بعد أن ادانته بالتحريض على الفيسبوك عبر حسابه الشخصي بعد ان كتب منشوراً حول عملية الطعن التي حصلت قرب "باب السلسلة" بالقدس.
وقال المركز في تقريره بأن الاحتلال لم يكتفى باعتقال المئات من الفلسطينيين بكافة شرائحهم بتهمه التحريض عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي إنما امتدت انتهاكاته لحقوقهم بمنعهم من استعمال الـ"فيسبوك" لفترات معينة، حيث اشترطت على الأسرى الذين يطلق سراحهم بعد اتهامهم بالتحريض بعدم استخدام صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك" لفترات تصل إلى عدة اشهر بجانب الغرامة المالية أو الحبس المنزلي، لمنعهم من التحريض على تلك المواقع كما تدعى.
واعتبر المركز أن اعتقال الفلسطينيين على خلفية التعبير عن الرأي، تخالف كافة المواثيق الدولية والاتفاقيات والمعاهدات التي تتيح للإنسان حرية التعبير عن رأيه ومعتقداته بأي طريقة يراها مناسبة، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1966، والميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان سنة 1950، وطالب المجتمع الدولي الذى وقع على تلك الاتفاقيات والنصوص أن يتدخل لحمايتها من الانتهاك من قبل الاحتلال دون رادع .