الذكرى الثالثة لعمليّة "أبو جمل" البطولية
الأحد 19 تشرين الثاني 2017 - 4:12 م 2627 0 انتفاضة ومقاومة، شؤون المقدسيين، أبرز الأخبار |
صادفت أمس الذكرى الثالثة لاستشهاد الفلسطينييْن غسان (27 عامًا) وعدي (22 عامًا) أبو جمل، وهما ابنا عمومة، ومُنفّذا العملية الفدائية باستخدام “السواطير” والأسلحة، في الكنيس اليهودي بمدينة القدس المحتلة
في الثامن عشر من نوفمبر. 2014، وقعت العملية وأدت إلى مقتل 6 مستوطنين يحمل ثلاثة منهم الجنسية الأميركية وآخر يحمل الجنسية البريطانية، والخامس هو شرطي بقوات الاحتلال قضى متأثراً بإصابته في العملية، وقبل نهاية أكتوبر الماضي لقي الحاخام يحيئيل روثمان حتفه متأثراً بجراحه.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تبنّت العملية، التي توعّد بعدها على الفور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"إجراءات حاسمة" للحدّ من العمليات الفدائية ضدّ "الإسرائيليين".
من جانبه، قال معاوية، شقيق غسان: "“كان غسان وعدي يعملان معي، كانا شديدا الحرص على التفاني والإخلاص بالعمل وانجاز المهمات الموكلة قبل الوقت المحدد… ودومًا كانت السياسة تطغى على أحاديثهما، سيّما في أوقات التصعيد الصهيوني ضدّ غزّة وارتقاء شهداء فيها. كما كانا يُشاركان في مواجهات القدس باستمرار".
وأضاف: "في أحد أماكن العمل حاصر غسان وعدي مستوطنًا شتمَ الفلسطينيين، فما كان منهما إلّا ورفعا عليه (مجراد- أداة تُستخدم في الدهان)، ما استدعى منّي التدخّل، وبعدها نقلتهما لمكان عمل آخر، إلّا أنّهما ردّا في الوقت والمكان المناسبيْن".
وتابع قائلا: "كنت دائم الدعوة لعديّ ليجدَ الفتاة المناسبة للزواج منها، وأنا أتكفّل بالمصاريف، إلّا أنّ جوابه المُعتاد كان: لسّة بدري".
وقال: يوم العملية حتى اللحظة الأخيرة لم يكن هناك أي ملامح أو تصرفات غريبة منهما، أفقتُ من نومي وشاهدت العملية على التلفاز، وبعد دقائق سمعت أصوات مختلفة في محيط المنزل، نزلت إلى فناء البيت، وعلمت من عيون الناس ونظراتهم أن المنفذيْن غسان وعدي".والدة غسّان، قالت "نيالهم الشهداء، هم حماة القدس."
والد عُديّ، قال عقب العملية، هدم الاحتلال 6 منازل للعائلة، حوّلها لركامٍ، تماماً كالذي لحِق بمنازل مخيّم الشجاعية بغزّة في العدوان الأخير.. يستطيع الاحتلال تدمير كل شيء إلّا إرادة الحياة والبقاء والمقاومة فينا".
يذكر أن هذه العائلة المناضلة لم تتلقّ أي مساعدة لدعم صمودها وهي تعاني الأمرين، مرارة فقدان أبنائها ومرارة تضييق الاحتلال ومحاولته الدائمة كسر عزيمتها بشكل يومي.
وهو ما ازدادت وتيرته بشكل أكبر بعد استشهاد علاء أبو جمل والتحاقه بالشهيدين عدي وغسان، وهو ما يُسجل تقصيراً واضحاً على كل الفعاليات والمنظمات والمؤسسات الرسمية والأهلية، التي سبق وأبدت استعدادها لدعم صمود أبناء المدينة المقدسة وعائلات الشهداء.