مدير عام مؤسسة القدس الدولية ياسين حمود يحذر من مشروع صهيوني للسيطرة على الجهة الشرقية للمسجد الأقصى
الخميس 1 شباط 2018 - 8:44 م 5207 0 أخبار المؤسسة، أبرز الأخبار |
دعا مدير عام مؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود إلى دعم المقدسيين وحماية هوية مدينة القدس العربية التي تعاني من الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية التهويدية، لا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالدو ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وقال حمود في مؤتمر "القدس المدينة التي قدسها الوحي" الذي تنظمه رئاسة الشؤون الدينية التركية في اسطنبول:" إن قرار ترمب جاء ليمنح الاحتلال الإسرائيلي مشروعيةً لحُكمه العدوانيِّ على المدينةِ بهدف منح فائض قوةٍ للكيانِ الصهيونيِّ لإلغاء الحقِّ الإسلاميِّ والعربيِّ والفلسطينيِّ".
وأضاف:" منذ أن وَطِئت أقدام الجيش الاستعماريِّ البريطانيِّ ثرى القدسِ الطاهرِ غازيةً مُعتديَةً، فُتحَ بابُ الصراعِ على هويةِ القدسِ ومقدساتِها من جديدٍ، بعدَ سبعمائةِ عامٍ من تمتُّعِها بالأمنِ والاستقرارِ والطُّمأنينةِ تحتَ السيادةِ الإسلاميةِ، فُتحَ البابُ على صراعٍ حضاريٍّ تاريخيٍّ بينَ حضارةِ القوةِ وحضارةِ الحقِّ، بين جيوشِ المادةِ والثروةِ بحديدِها ونارِها، تُحاولُ الأولى أن تُخضِعَ الثانيةَ، لكنَّ مائةَ عامٍ من العدوانِ لم تتمكنْ من تحقيقِ الحسمِ، إذْ رافقَتْها مائةُ عامٍ من الصمودِ والمقاومةِ والتحدي، مائةُ عامٍ لم يخضَعْ فيها الحقُّ للقوةِ الغاشمةِ، ولم تخضَعْ فيها القيمةُ والفكرةُ للمادةِ والثروة.
وتابع حمود:" كانَ الصراعُ مفتوحاً على نهايتينِ: إما أن تنتصرَ الهويةُ الاستعماريةُ الغربيةُ وأداتُها الصهيونيةُ فتفرضَ على المدينةِ روحَها وثقافَتها ومستوطنيها، وإما أن تنتصرَ في المدينةِ الهويةُ العربيةُ الإسلامية، فتثبّتَ أركانَ ثقافَتها وعدلِها وسماحتِها ويبقى مواطِنُوها متجذِّرينَ في أرضِهِم وأرضِ آبائِهم وأجدادِهم".
وأضاف:" إن مسؤوليتَنا هي أن نكونَ مستعدّينَ لمواجهةِ حملات التهويدِ المسعورةِ، وألا نتركَ المقدسيّينَ وحدَهم في الميدان، وعلينا أن نكون معهَم وإلى جانبهِم نخوضُ معركةَ حمايةِ الهويةِ، مؤكدًا أن المسجد الأقصى المبارك هو مقدَّسٌ إسلاميٌّ خالصٌ لا يقبلُ القسمةَ ولا الشراكة، وأن كل ما داخل أسواره هو جزء من المسجد، محذرًا من مشروع صهيوني للسيطرة على الجهة الشرقية للمسجد الأقصى. ودعا إلى إعلانِ بابَي الرحمةِ والتوبة مقدسان إسلاميان معرَّضان للعدوان والخطر، واستنفارِ الجهودِ الإسلامية لحمايتهِما بسبب كثافة استهدافهما من قبل الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأيام بهدف السيطرة على المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك".
وقال:" حاولتْ سلطاتُ الاحتلالِ بدءاً من عام 2015 فرضَ التقسيمِ الزمانيِّ على الأقصى، بتقاسمِ الأوقاتِ وأيامِ الأعيادِ فيه بينَ المسلمينَ واليهود، ثم أخذتْ تحاولُ الانتقالَ إلى السقفِ التالي وهو التقسيمُ المكانيّ؛ فنشرتْ نهايةَ عامِ 2014 خارطةً أفصحتْ فيها أوساطُ حزبِ الليكودِ عن تطلعِهَا لقضمِ الشطرِ الشرقيِّ من صحنِ الأقصى، والممتدِّ من بواباتِ المصلى المرواني جنوباً وحتى مصطبةِ الإمامِ الغزاليِّ شمالاً، وركّزَ المقتحمونَ الصهاينةِ على شرقِ المسجدِ مركزاً لاقتحاماتِهِم، وفي فترةِ إغلاقِ المسجدِ إبّانَ هبّةِ بابِ الأسباطِ أفصحَ تقريرُ الأوقافِ الإسلاميةِ الرسمي عن أنَّ سلطاتَ الاحتلالِ قدْ حفرتِ الحجارةَ التي تسدُّ بابيْ الرحمةِ والتوبةِ حتى السورِ الخارجي، ما يعني أنها كانت تقيسُ العمقَ والقساوةَ وتسحبُ العيّناتِ، في دلالةٍ على تفكيرِهَا في فتحِ هذهِ البواباتِ لتصبحَ مدخلاً لليهودِ للأجزاءِ المُرادِ اقتطاعُهَا لهم شرقَ الأقصى، وهذا ما يُفسِّرُ محاولةَ إغلاقِ مقبرةِ الرحمةِ والسيطرةِ عليها".
وأكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية أن الحكومةُ الصهيونيةُ باتَتْ بتطرّفِها المتزايدِ ترى الأذان خَطَراً عليها تريدُ إلغاءَه، فأعلَنَتْ الحربَ في القدسِ وفي سائرِ الأراضي المحتلةِ على شعيرةِ الأذانِ معتبرةً إياهُ شكلاً من أشكالِ "الضجيج"، وقال:" إن مسؤوليتَنا نحنُ أن نضمنَ وبكلِّ الوسائلِ بأن مآذنَ الأقصى لن تُسكَتَ، وأنَّ مآذنَ القدسِ ستبقى عصيةً على التكميم، وأنَّ مآذنَ فلسطينَ ستبقى تُعلنُ النداءَ الخالدَ "اللهُ أكبرُ"، وعلينا من هنا أن نُعلنَ وقوفَنا مع فلسطين، وإننا في مؤسسةِ القدسِ الدوليةِ ندعو المؤتمرَ إلى تبنّي مبادرةٍ عالميةٍ ليُؤذَّنَ أذانُ الجمعةِ بتوقيتِ القدس من كلِّ مئذنةٍ في العالمِ الإسلاميِّ فتُعلنَ وقوفَهَا مع مآذنِ القدس".
وطالب حمود بدعم الدور الأردني في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المسجد الأقصى المبارك، وأن يمثِّلَ الأردن طموحاتِ المسلمينَ في حمايةِ أقصاهُم ومقدساتِهم التي لا تحتَملُ القسمةَ ولا الشراكةَ –لا المعلنةَ منها ولا الضمنية مع الاحتلال الإسرائيلي.