رفعت قوات الاحتلال من حالة استنفارها في مدينة القدس، وخاصة في وسطها وبلدتها القديمة ومحيطها، وذلك عشية يوم الأرض الخالد، وتزامناً مع دعوات ما تسمى بـ"منظمات الهيكل"، التي طلبت قبل يومين من الأوقاف الاسلامية وأهل القدس "إفراغ" المسجد الاقصى يوم غد الجمعة لصالح اليهود بهدف تقديم قرابين عيد "البيسح" أو الفصح العبري فيه.

وكان الاحتلال أعلن عن اغلاق شامل للأراضي الفلسطينية من مساء اليوم الخميس وحتى السابع من الشهر القادم لمناسبة "البيسح" العبري.

وقال مراسلنا في القدس ان حالة من الغليان تسود مدينة القدس بسبب تصعيد سياسات الاحتلال باستهداف المسجد الاقصى، والتي بدأت بقرار من محكمة صلح الاحتلال الاحد الماضي بالسماح للمستوطنين بأداء صلواتهم وشعائرهم التلمودية على أبواب الأقصى، وما تبع ذلك من تنظيم مهرجان ضخم في القصور الأموية الملاصقة بجدار المسجد الاقصى الجنوبي، للتدريب على ذبح قرابين "البيسح"، بحضور عدد كبير من قادة الاحتلال وقادة الجماعات اليهودية المتطرفة، وبعد ذلك بإلصاق اعلانات على أحد أبواب المسجد الأقصى باسم منظمات الهيكل تدعو الاوقاف وأهل القدس الى اخلاء الأقصى يوم الجمعة (غدا) لتقديم قرابين "البيسح" في المسجد، فضلاً عن الاقتحامات اليومية الاستفزازية والمتصاعدة للمسجد، والاعتداء على حراسه وسدنته واعتقال المزيد منهم وإبعادهم عن المسجد لفترات متفاوتة.

في المقابل، دعت القوى الوطنية والدينية في العديد من بلدات وأحياء مدينة القدس، وشخصيات مقدسية اعتبارية المواطنين الى شدّ الرحال الى المسجد الاقصى يوم غد والحرص على أداء صلاة الفجر فيه والرباط برحابه الطاهرة والمشاركة في أداء صلاة الجمعة والمزيد من الصلوات فيه للذود عنه والتصدي لأي محاولةٍ لاستهدافه.

كما طالبت القوى الوطنية والدينية بإغلاق كافة مساجد المدينة، وعدم اقامة صلاة الجمعة فيها ولطلب من السكان بالتوجه الى الاقصى وتجاوز كافة اجراءات الاحتلال المشددة، وقالت في بياناتها "ان ذلك واجب وطني وديني"، واختتمت بياناتها بالقول: "وفي ذكرى 30/3 يوم الأرض نجدد البيعة والعهد بالمحافظة على الأرض بتواجدنا في المسجد الأقصى المبارك الذي ترخص له أرواحنا ودماؤنا".