مساعٍ صهيونية للسيطرة الكاملة على أرض مقبرة جبل الزيتون في القدس
الأربعاء 17 حزيران 2015 - 9:03 م 3902 0 أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين |
قال المركز الاعلامي "كيوبرس" ان رئيس لجنة الداخلية في البرلمان الصهيوني "الكنيست" "دافيد أمساليم" أعلن أنه سيسعى إلى تحويل واعتماد "مقبرة جبل الزيتون اليهودية" على سفح جبل الزيتون في القدس المحتلة إلى موقع للتراث اليهودي القومي، فيما طالب وزارات حكومية بمزيد من الميزانيات المخصصة للمقبرة في سبيل تعزيز السيطرة اليهودية عليها.
وكان ممثلون عن قوات الاحتلال تقدموا بتوصيات لتجدير وتسييج الجهة الشرقية من المقبرة ونصب بوابات حديدية في بعض الطرق المؤدية إلى المقبرة، تغلق أمام دخول الجمهور العام منها، مما يعني تضييق الحركة على الفلسطينيين القاطنين بالقرب من المقبرة.
جاء ذلك في اجتماع خاص عقد أمس في لجنة الداخلية في "الكنيست" تحت عنوان "كيف نحافظ على مقبرة الزيتون"، بادعاء أن المقبرة تتعرض للانتهاكات من قبل الفلسطينيين. وتخللت الجلسة مداخلات من أعضاء "كنيست" من أحزاب مختلفة، دعوا إلى مزيد من إجراءات التضييق وملاحقة المقدسيين، وتنفيذ حملات اعتقال ومحاكمتهم.
وقال عضو "الكنيست" شارون غال إن القضية هنا هي لمن السيادة في القدس من خلال فرض تواجد الاحتلال بشكل أكبر؟، فيما قال عضو "الكنيست" يسرائيل أيخلر إن الصراع هنا هو الصراع على السيادة في القدس، وجبل الزيتون هو الطريق من أجل الصراع على "جبل الهيكل" في اشارة للمسجد الأقصى.
ونقل "كيوبرس" عن المهندس مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس قوله: "هناك مفارقة كبيرة، بحيث يريد الاحتلال الحفاظ على مقابر اليهود، وفي نفس الوقت ينتهك حرمة مقابر المسلمين، وهذا ما يحدث الآن في مقبرة مأمن الله الإسلامية، حيث يقومون ببناء ما يطلقون عليه "متحف التسامح" على جماجم ورفات أموات المسلمين".
وأضاف: "بالنسبة للاحتلال كل ما هو يهودي هو مقدّس بالنسبة لهم، وما لغير اليهود غير مقدّس، ويمكن العبث به. التراث الإنساني هو تراث عالمي لجميع البشر وليس لليهود فقط؛ فمقبرة رأس العامود في جبل الزينون هي أرض وقفية إسلامية، تم إعارتها لليهود إعارةً ويجب وقف الدفن فيها، كما يجب أن تعود لإدارة الأوقاف الإسلامية وإدارة لجنة المقابر الإسلامية في القدس التي ترعى باقي المقابر".
وتابع: "هذه المقبرة في جبل الزيتون ليست تراثًا إنسانيًّا؛ لأنه تم الدفن فيها منذ مائة عام، أما المقبرة التي دفن فيها المسلمون منذ ألف وأربعمائة عام، فيجب انتهاكها وانتهاك حرمتها بعرف الاحتلال، كما تنقل عظام أمواتنا وأجدادنا والشهداء فيها إلى مقابر أخرى، هذا في انتهاك صارخ للتراث الإنساني وحقوق الأموات والأحياء معا".
يُذكر أنه تم في أواخر العهد العثماني إعارة أرض وقفية إسلامية لليهود لدفن موتاهم القلائل فيها، على سفوح جبال الزيتون في القدس المحتلة، لكن الاحتلال توسع بالدفن فيها بشكل كبير خلال سنوات احتلاله للقدس، كما وسّع من سيطرته على الأرض الوقفية لمئات الدونمات.
ويقوم في السنوات الأخيرة ببناء مئات القبور الوهمية اليهودية ويعدّها أهم مقبرة يهودية في العالم، ويعزّز سيطرته عليها بشتى الوسائل، من ضمنها نصب كاميرات المراقبة ووجود مركز واسع لقوات الاحتلال، علماً بأنها تقع في قلب أحياء مقدسية كبيرة منها حي رأس العامود وسلوان الكبرى والشياح، مما يؤدي إلى تعرض السكان المقدسيين إلى كثير من المضايقات المتكررة في الليل والنهار.