القدس في العصر الأموي
الخميس 26 نيسان 2018 - 11:42 ص 6170 0 شؤون المقدسات، أبرز الأخبار |
إعداد محمد أبو طربوش
خاص موقع مدينة القدس
شهدت القدس نهضة دينية وعمرانية في عهد الأمويين بدءًا من عهد معاوية بن أبي سفيان، وبلغت ذروة العناية في عهد عبد الملك بن مروان فقد قام ببناء قبة الصخرة المشرفة وزينها من الداخل بالآيات القرآنية. وكان قبل البدء ببنائها قد كتب إلى عدد كبير من الأئمة والفقهاء في مختلف الأقطار يستفتيهم في بنائها، فلما جاء الرد بالموافقة حشد لهذا المشروع العظيم أفضل المهندسين والبنائين والصناع الماهرين من أرجاء الدولة الإسلامية ورصد من الأموال لتنفيذ البناء خراج مصر مدى سبع سنوات.
وقد أشرف على التنفيذ رجاء بن حيوة بن جود من أهالي بيسان ويزيد بن سلام مولى الخليفة ومن أهل القدس.
تم بناء قبة الصخرة سنة 72هـ كما تنص الكتابة داخل القبة، وابتدأ الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببناء المسجد الأقصى، إلا أن الموت حال دون أن يتممه. فأكمله الوليد بن عبد الملك على غرار خطط عمارة المساجد العظيمة في الإسلام كالمسجد الأموي في دمشق وجامع عمرو بن العاص في فسطاط مصر، وجامع عقبة بن نافع في القيروان، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
فرغ الوليد بن عبد الملك من بناء المسجد الأقصى فكان تحفة رائعة وطرازًا معماريًا ذا جلال وبهاء، وبلغت مساحته حوالي ثمانية دونمات، إلا أن أحداث الزمان أثرت على هذا الصرح العظيم.
ولقد حاول الخلفاء العباسيون والفاطميون وسلاطين الأيوبيين والمماليك وبني عثمان من بعدهم مرارًا إعادة هذا البناء إلى سابق عهده، فكانوا يجددون عمارته ثم تأتي الحروب والكوارث والزلازل لتنقض أعمالهم. وكان آخر هذه الكوارث الحريق المتعمد الذي أشعلته يد الغدر الصهيونية في آب 1969 واحترق معه منبر الملك نور الدين زنكي الذي أمر بصنعه واستعمل في حفره أكثر من ألف قطعة خشب منحوتة ومركبة إلى بعضها دون غراء أو مسمار.