القدس الدولية: هل طرد حارسات الأقصى من أمام المستوطنين المقتحمين هو الموقف الجديد للأردن تجاه المسجد الأقصى؟
الخميس 21 حزيران 2018 - 3:47 م 5607 0 أخبار المؤسسة، أبرز الأخبار |
تابعنا في مؤسسة القدس الدولية مشاهد الفيديو التي وثَّقت طرد الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك لحارسات الأقصى من منطقة الدرج الغربي لصحن الصخرة المشرّفة في المسجد الأقصى. وأظهر الفيديو أنّ الحارسات كنَّ يجلسنَ على الأرض ويرفضْن إخلاء المنطقة حتى لا يعيث فيها المستوطنون تدنيسًا، فما كان من الشيخ الخطيب إلا أنْ أقدم على الصراخ بوجههنَّ وتوبيخهنَّ وإجبارهنَّ على مغادرة المنطقة وتركها للمستوطنين. وأمام هذا الحدث الخطير نؤكد في مؤسسة القدس الدولية الأمور الآتية:
ننظر بعين الريبة إلى مشاركة مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في مخطط إفراغ الأقصى من حرّاسه بما يؤدي إلى ترك المسجد مرتعًا لاقتحامات المستوطنين، ونعبّر عن توجّسنا من أنْ يكون ما قام به مدير الأوقاف بما يمثّل من خلال تبعية دائرة الأوقاف للأردن بداية تراجع الموقف الأردني الرسميّ أمام ضغوطات تمرير ما يسمى بصفقة القرن التي تتضمن كما يبدو التسليم للأمر الواقع المتمثل بتدخل الاحتلال الإسرائيلي في كل شؤون المسجد الأقصى وصولًا إلى سيطرته الكاملة عليه وفرض المشاريع التهويدية فيه بحجة أن الأردن لا يستطيع تحمّل الضغوط، ونطالب الأردن بموقف رسمي واضح يدحض هذه الهواجس، ويؤكد عمليًّا تمسك الأردن بدوره التاريخي في القدس والأقصى، ويرفض أيّ دور مشبوه يضعف سلطة دائرة الأوقاف وموظفيها في القدس.
نرفض تصرف الشيخ عزام الخطيب جملة وتفصيلًا، ونرى أنّ هذا التصرف يخدم الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى تكريس سيطرته على المسجد الأقصى.
نرى أنّ هذا التصرف يسيء إلى تاريخ دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التي كانت ولا تزال عقبة في وجه الاحتلال تمنع سيطرته الكاملة على الأقصى، ونؤكد أنّ حرّاس الأقصى وحارساته وجميع المدافعين عنه في وجه جنود الاحتلال ومستوطنيه هم في مهمة لا يليق بها إلا الاحترام والدعم والرعاية والحماية، ومن غير المقبول إهانتهم وطردهم والتضييق عليهم وتهديدهم؛ فإنّ أي إضعاف لدور هؤلاء هو تمكين لجنود الاحتلال ومستوطنيه منهم ومن المسجد الأقصى الذي يحرسونه ويدافعون عنه.
نطالب وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة من أخطأ وردّ الاعتبار لحارسات الأقصى، وبذل كل الجهود لدعمهنّ.