تقرير يؤكد تصاعد انتهاكات الأقصى وتكثيف حالات الهدم والاعتقال في القدس خلال آب/أغسطس الماضي
الإثنين 3 أيلول 2018 - 5:50 م 2848 0 المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
أصدر مركز معلومات "وادي حلوة" في مدينة القدس المحتلة، اليوم الإثنين 3-9-2018، تقريره الشهري عن شهر آب/أغسطس الماضي، رصد خلاله انتهاكات الاحتلال في المدينة المقدسة.
وجاء في التقرير أنه "ارتقى الشهر الماضي شابٌ فلسطيني برصاص الاحتلال بالبلدة القديمة، فيما صعّدت سلطات الاحتلال انتهاكاتها في المسجد الأقصى بإغلاقه وإخراج المصلين منه ومنعت صلاتَيْ المغرب والعشاء في السابع عشر من شهر آب، إضافة إلى التدخل في أعمال الترميم وملاحقة المصلين، في حين واصلت جماعات الهيكل المزعوم اقتحاماتها للأقصى، وواصلت أجهزة أمن الاحتلال حملات الاعتقالات في المدينة، في الوقت الذي هدم فيه الاحتلال منشآت سكنية وتجارية وزراعية تحت ذريعة "البناء دون ترخيص".
وأوضح التقرير أنه في السابع عشر من شهر آب الماضي، استشهد الشاب الفلسطيني "أحمد محاميد" من مدينة "أم الفحم" في الداخل الفلسطيني برصاص قوات الاحتلال، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة، وفرضت قوات الاحتلال عقِب ذلك طوقًا شاملًا على المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وأغلقت بالكامل مكان العملية، منطقة "باب المجلس"، ومنعت الوصول إليها وأجبرت التجار على إغلاق محلاتهم، واعتدت على المواطنين بالضرب والدفع والاعتقال، لإخلاء مكان استشهاد الشاب ومحيطه.
ولفت التقرير إلى أنه عقب استشهاد الشاب "محاميد" أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى من ساعات ما بعد العصر حتى ساعات الفجر، ومنعت إقامة صلاتَيْ المغرب والعشاء فيه وأخلَتْ المصلين من الأقصى بالقوة، وشرعت بتفتيش المصليات والساحات، وبقي حراس الأقصى فقط في المسجد، وعلى أثر ذلك أُعلن عن اعتصام على أبواب الأقصى رفضًا لإغلاقه، وأدى المئات من المصلين صلاتَيْ المغرب والعشاء على أبوابه، وفوجئ المعتصمون بعد آذان العشاء بعملية قمع بالضرب وإخلاء منطقة "باب الأسباط"، خارج وداخل سور البلدة القديمة، واعتدت القوات على المتواجدين بالهراوات والركل ولاحقتهم من مكان إلى آخر.
من جهة أخرى اقتحم المسجد الأقصى خلال الشهر الماضي 2437 مستوطنًا عبر "باب المغاربة" بحراسة من الاحتلال، علمًا أن الاقتحامات تتم يوميًّا ما عدا يومَيْ الجمعة والسبت من كل أسبوع، خلال فترتين: صباحًا وبعد صلاة الظهر.
وخلال الشهر الماضي صعّدت سلطات الاحتلال من ملاحقة المصلّين الوافدين إلى المسجد الأقصى، خاصة الذين يؤدّون الصلاة ويجلسون عند منطقة "باب الرحمة"، المنطقة الشرقية من الأقصى، حيث يتم تصويرهم ويتعرضون للملاحقة سواء بالتحقيق الميداني أو الاعتقال أو الإبعاد عن الأقصى، ورصد المركز عدة حالات اعتقال تحت هذه الحجة، ومعظمهم من النساء.
وأواخر الشهر الماضي، منعت شرطة الاحتلال أعمال ترميم في سبيل "قاسم باشا" في المسجد الأقصى، واعتقلت أربعة من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية - لجنة الإعمار فور قيامهم بأعمال ترميم بالموقع، وأصدرت الشرطة قرارًا يقضي بإبعادهم عن المسجد لمدة 15 يومًا، وبعد عدة أيام استُئنِف العمل في ترميم السبيل، وألغيت قرارات إبعاد الموظفين بعد تدخلات من الجهات الرسمية الحكومية الأردنية ودائرة الأوقاف الإسلامية.
ورصد مركز معلومات "وادي حلوة" إبعاد 20 فلسطينيًّا عن المسجد الأقصى خلال آب الماضي، من بينهم 13 سيدة، لفترات متفاوتة تراوحت بين 15 يومًا ~ 6 أشهر.
كما واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ الاعتقالات في مدينة القدس، ورصد المركز 118 حالة اعتقال، من بينهم 4 أطفال (دون الـ 12 عامًا - أقل من جيل المسؤولية)، 19 قاصرًا، 15 أنثى.
أما التوزيع الجغرافي للاعتقالات فكان كالتالي: 27 من سلوان، 21 من العيسوية، 17 من القدس القديمة، 9 من مخيم شعفاط، 8 من الطور، 32 من أبواب المسجد الأقصى والبلدة القديمة، واعتقال واحد من كل من كفر عقب، واد الجوز، بيت حنينا وصور باهر.
وتابع التقرير قائلًا إن بلدية الاحتلال واصلت هدم المنشآت السكنية والتجارية والزراعية بحجة البناء دون ترخيص، حيث رصد مركز معلومات "وادي حلوة" هدم 12 منشأة في أحياء مدينة القدس، وإحدى هذه المنشآت هدمت ذاتيًّا.
وكانت المنشآت كالتالي: 5 منازل سكنية، 3 "كونتينرات"، 2 منشآت تجارية، 1 بركس للمواشي، 1 سور استنادي.
والتوزيع الجغرافي: 4 جبل المكبر، 3 شعفاط، هدم واحد في سلوان وأم طوبا والعيسوية وبيت حنينا والطور.
كما نفّذت جرافات الاحتلال عملية تجريف وتخريب لطرقات في المنطقة الشرقية لقرية "العيسوية"، مؤدية للأراضي الزارعية، علمًا أن المنطقة مهددة بالمصادرة لصالح مشروع "الحديقة الوطنية".
في السياق، قررت بلدية الاحتلال مصادرة عشرات الدونمات من أراضي بلدة "سلوان" جنوب المسجد الأقصى تحت غطاء البستنة (زراعة وتركيب قنوات ري وطرقات للسير)، وقرار المصادرة يهدد عشرات الدونمات من أراضي البلدة في أحياء: وادي الربابة، ووادي حلوة، وبئر أيوب والنبي داوود، وجميع الأراضي تعود ملكيتها لأهالي وعائلات البلدة، الذين يملكون كافة الوثائق وأوراق الملكية، كما تعود أجزاء منها لكنيسة الروم الأرثوذكس.
وافتتح مطلع شهر آب الماضي المشروع الاستيطاني "مركز تراث يهود اليمن" في حي "بطن الهوى"/الحارة الوسطى ببلدة "سلوان"، بدعم من وزارة القدس ووزارة الثقافة في حكومة الاحتلال، حيث رُصد للمشروع مبلغ 4.5 مليون شيكل (ما يعادل مليون و200 ألف دولار أمريكي)، علمًا أن المشروع أُقيم داخل عقار "أبو ناب"، المقام على أرض مساحتها حوالي 700 متر مربع، والذي تمّت السيطرة عليه عام 2015.