أكاذيب نشطاء الهيكل وألاعيبهم

تاريخ الإضافة السبت 11 تموز 2015 - 11:25 ص    عدد الزيارات 6661    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، شؤون الاحتلال

        


لم يعد يخفى سعي سلطات الاحتلال ومن خلفها منظمات الهيكل، الى إقصاء المسلمين عن المسجد الأقصى، وإقامة معبد قرابين على أنقاضه. فبينما يدخله المسلمون للصلاة والعبادة، يقتحمه، نشطاء الهيكل والمستوطنون للاستيلاء عليه وفرض وجودهم الغريب فيه، بشتى الوسائل القمعية تحت حماية قوات الاحتلال.

وعقب كل اقتحام، يتباكى، المقتحمون من تقييد حريتهم بين أسوار المسجد، بهدف الظهور كمالكي حقوق فيه؛ على الطرف الأخر احترامها. وهم لا يقصدون بذلك الشكوى بحد ذاتها؛ وإنما تحويل النقاش من “يحق أو لا يحق لي” الى “ماذا يحق لك وماذا يحق لي”.

وفي المقابل، تدأب سلطات الاحتلال على تشويه صورة المصلين في المسجد الأقصى و”شيطنتهم”، بهدف خلق إجماع في الرأي العام على محاربتهم وسلب حقوقهم فيه، تماما كما وصفت الفيلسوفة الأمريكية العنصرية، آين راند، الأمريكيين الأصليين، بأنهم متوحشون لا يعترفون بالحقوق الفردية، وفي التالي يحق للمستعمر الأوروبي الاستيلاء على أراضيهم.

في الأسطر القادمة سنعرض 5 أكاذيب وأساليب، من أصل مئات، تدعيها سلطات الاحتلال ونشطاء الهيكل، من أجل التمهيد الى واقع جديد في المسجد الأقصى، يتقبله الرأي العام العالمي؛ بينما تفند ممارساتهم أنفسهم هذه الادعاءات المضللة.

المسجد الأقصى مكان مقدس لليهود

يدعي نشطاء الهيكل أن المسجد الأقصى يقع على معبد يهودي تم هدمه قبل نحو 1950 عام، وقاموا بفرض شروط طهارة خاصة تبيّن أن للمكان قدسية خاصة لدى اليهود من جهة، وتتيح لهم دخول أسوار المسجد في مناطق محددة منه، من جهة أخرى.

الا أنه مع انكماش أعداد المقتحمين، ورغبة جماعات الهيكل ومن ورائها مؤسسات الاحتلال في تسريع عجلة تهويد المسجد الأقصى وبناء معبد يهودي على أنقاضه؛ لاحظ دعاة اقتحام المسجد الأقصى أن العديد من اليهود “يتنازلون” عن اقتحامه، لأنهم لا يطيقون الالتزام بهذه الشروط.

ومن أجل التغلب على هذه المعضلة، تم تحويل الشروط الى “إمكانية”، غير ملزمة، في حال عدم توفرها، كما بات المستوطنون يقتحمون مناطق منعوا عن الوصول اليها سابقا، كالصعود الى صحن قبة الصخرة. وقد عبّر عن ذلك عضو الكنيست السابق موشي فيجلين، عقب صعوده صحن القبة أول مرة، قائلا: “لقد وجدت لي حاخاما يتيح لي ذلك، وكل من لا يتيح له حاخامه ذلك، فليبحث عن أخر”.

ومن خلال مراقبة تحركات دعاة الهيكل في المسجد الأقصى ومعتقداتهم المتغيرة، يتجلّى للعيان أكثر، عدم اكتراثهم بقدسية مكان المسجد الأقصى التي يدّعونها؛ فأي قيد أو شرط وضعوه هم أو من سبقهم من حاخامات، يتم شطبه مع كل خطوة يتقدمون بها؛ فالوسيلة التي تبرر الهدف هنا هي ادعاء قدسية يهودية للمكان، التي تنقشع كلما اقتربوا نحو هدف الاستيلاء عليه.

نتانياهو يريد الحفاظ على الوضع القائم

مع كل تصعيد في المسجد الأقصى يخرج بنيامين نتنياهو الى الإعلام، ويصرّح، بأنه لن يتنازل عن الحفاظ على الوضع القائم وحماية حقوق المصلين فيه، تفاديا لانتقادات دولية أو لتهدئة الأوضاع إقليميا ومحليا.

نعم. نتانياهو يريد الحفاظ على الوضع القائم، حاليا، أو هذا ما يعلنه على الأقل في العشرين سنة الأخيرة. لكن ما هو الوضع القائم الذي يريد نتنياهو الحفاظ عليه:

نصب الحواجز العسكرية على كافة مداخل الأقصى وتعرض قوات الاحتلال للمصلين، والتحرش بهم وتفتيشهم واحتجاز بطاقاتهم، ومنع من يحلو لهم من الدخول.
توفير حماية أمنية للمقتحمين داخل المسجد الأقصى وتشجيعهم على انتهاك حرماته.
اعتقال وإبعاد كل من يعترض على الاقتحامات من المصلين؛ كان ذلك على شكل تكبير أو مجرد هتاف نصرة للأقصى.
دعاة الهيكل هم دعاة سلام ومساواة

على الرغم من “شيطانية” معتقداتهم وعنصريتها، ووحشية ممارساتهم وعدوانيتهم؛ يصور نشطاء الهيكل أنفسهم على أنهم دعاة سلام يطالبون بحقوق متساوية مع المسلمين، ويعلنون أهدافهم بأنها تصب في تحقيق حرية العبادة لجميع الديانات في المسجد الأقصى. ومن أجل تدعيم هذه المزاعم، يدأب نشطاء الهيكل على استخدام مفردات مقتبسة من معجم حقوق الانسان، خاصة في خطابهم مع العالم الغربي، لتبرير خطواتهم الإقصائية وتقبلهم لها.

“حرية العبادة”، “حقوق متساوية”، “احترام الأخر”؛ هي بعض من هذه المفردات، فيما يطلق على أعضاء منظمات الهيكل ألقاب نشطاء انسانيين أو حقوقيين، كما يطلق على المتطرف يهودا غليك؛ “ناشط سلام”.

المسلمون يتمتعون بحرية الدخول الى الأقصى

تخيل أن يعايرك لص أنك تدخل منزلك بحرية دون عائق، بينما هو يحتاج الى ترتيبات مسبقة وانتظار طويل حتى يقتحمه بمشقة من النافذة، كيف ستكون ردة فعلك حينها؟؟ أحد أصحاب البيوت التي استولى عليها مستوطنون في القدس المحتلة، أصيب بانهيار عصبي وهو يحاول تبرير أن هذا بيته ولا يحق لأحد اقتحامه، بإذن أو دون إذن.

ورغم أن المسجد الأقصى هو أرض إسلامية قبل أن ينطق بنو إسرائيل أحرف العبرية، ورغم أن مؤسسات الاحتلال تبرر احتلالها للقدس بالحفاظ على حرية العبادة للديانات الثلاث؛ فإن المسلمين يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاك لحقوقهم الدينية والمدنية على أبواب المسجد الأقصى؛ التنكيل والاستفزاز والتضييق ومنع الدخول، هي عناوين مبسطة لما يجري يوميا، عدا عن حالات الاعتداء الجسدي على النساء والشيوخ والأطفال.

إن هذا الادعاء يهدف بالأساس الى زعزعة الحق الأساسي للمسلمين، المنتهك أصلا، بدخول مسجدهم بحرية، ومقارنته باقتحامات اليهود من باب المغاربة. ولأنه لا يُتوقع من اللص أن يكون عادلا، أو صادقا، فإن أتباع الهيكل لا يتورعون عن الإدعاء بحرية دخول المسلمين الى المسجد الأقصى؛ ولو قامت لجنة صغيرة من إحدى الدول الاسكندنافية بمجرد المرور بالقرب من أحد مداخل المسجد، لاستطاعت تسجيل عشرات الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المسلمين، وتفنيد ادعاءاتهم دون عناء.

المرابطون هم معتدون ينبغي إبعادهم عن الأقصى

“يجب إبعاد المرابطين جميعا عن المسجد الأقصى مدى الحياة” طالب عضو الكنيست يانون مجال. “المرابطون هم مجموعة أشخاص يأتون خصيصا من أجل افتعال المشاكل في المسجد الأقصى” يدعي أحد نشطاء الهيكل.

يسعى أتباع الهيكل ومن ورائهم سلطات الاحتلال الى إخلاء المسجد الأقصى من المسلمين، خاصة في الفترة الصباحية أثناء الاقتحامات، ومن أجل ذلك فهم يعمدون الى تشويه صورة المصلين فيه وخاصة المرابطين، وتصويرهم على أنهم مجموعة رعاع يستحقون المعاملة الفظة والعنف، وفي التالي إبعادهم عن المسجد.

ورغم أنه لم يتم اتهام أي مرابط أو مرابطة بحادثة اعتداء أو عنف، إلا أن العشرات منهم يتعرضون للاعتقال شهريا في المسجد الأقصى، دون توجيه أي تهم عينية بحقهم. وفي المقابل، ورغم تعرض العديد من المصلين للاعتداء من قبل المقتحمين وأتباع الهيكل، فإنهم بنظر سلطات الاحتلال أبرياء حتى تثبت براءتهم، ولا يتم اعتقالهم إلا صوريا في بعض الأحيان.

 

المصدر: كيو برس
 

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »