طفل مقدسي يتعرض لتحقيق قاسِ في زنازين "20" و"غرف العصافير"
الأحد 12 تموز 2015 - 4:38 م 3591 0 |
ذكر مركز معلومات وادي حلوة بسلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك أن الطفل المقدسي محمد جمال المغربي (17 عاماً) تعرض للاعتداء والضغط النفسي والترهيب خلال فترة توقيفه في مركز "المسكوبية" للتحقيق بالقدس الغربية.
وقال المركز أن الطفل محمد المغربي – ورغم صغر سنه- تعرض للتحقيق في "زنازين 20"، إضافة الى تحويله للتحقيق في سجن "بئر السبع" لمدة 18 يوماً، في محاولة للضغط عليه وانتزاع اعترافات منه حول إلقائه الزجاجات الحارقة على البؤرة الاستيطانية "بيت أوروت" في حي الصوانة، قرب أسوار القدس القديمة، إضافة الى اتهامه بالمشاركة في المواجهات التي اندلعت في مدينة القدس عقب اختطاف واستشهاد الطفل محمد أبو خضير في شهر تموز الماضي.
وأوضح الطفل المغربي أنه اعتقل في الثاني والعشرين من الشهر الماضي أثناء سيره في حي الصوانة على يد عناصر من وحدة المستعربين التابعة لقوات الاحتلال بالزي المدني مع اثنين من اصدقائه، حيث اعتدت عليهم بالضرب إضافة الى اطلاق الرصاص الحي بالهواء.
وقال المغربي: ”فوجئنا بمهاجمتنا من قبل مجموعة من الأشخاص وتبين لنا فيما بعد انهم من وحدة المستعربين حيث حضرت بعدها قوة من الوحدات الخاصة، وتم اعتقالنا واطلاق الرصاص الحي بالهواء، اضافة الى الاعتداء علينا بالضرب والشتائم، ثم نقلونا الى المستوطنة وعصبوا أعيننا، ومنها الى منطقة مفتوحة لمدة ساعتين تواصل خلالها الاعتداء علينا وتصويرنا".
وأضاف الطفل المغربي: تم نقلنا الى مركز "المسكوبية"، وسمح لنا بلقاء المحامية، ثم بدأ التحقيق معنا بمفردنا، ووجهت لنا تهمة إلقاء الزجاجات الحارقة باتجاه مستوطنة (بيت اوروت)، ورغم إنكار التهم واخبارهم بأني كنت متوجها الى الأقصى لأداء صلاة التراويح تم تمديد اعتقالي، وعرضي على المحكمة في اليوم التالي، بحجة وجود رائحة البنزين على يدي”.
وأوضح المغربي ان التحقيق معه في البداية تم في “غرف 4″ بالمسكوبية” تحقيق شرطة، وبعد أربعة أيام أخبرني المحقق باني متهم بإلقاء زجاجات حارقة مع توفر الأدلة الكافية لتقديم لائحة اتهام ضدي، وسيتم نقلي الى السجن لحين المحكمة".
وأضاف انه تم نقله الى سجن بئر السبع مع اثنين من الموقوفين، وتم احتجازه في غرفة مقابلها غرفتين بهما حوالي 17 “شابًا”، لافتًا أنه كان يسمح للشبان بالتنقل بين الغرف والساحة الخارجية بحرية دون قيود، وخلال وحاول الشبان التقرب منه بدعوى أنهم “من التنظيم” ومن المسؤولين على الموقوفين داخل السجون، وسيعملان على توفير ما يلزمه “لأنه أسير جديد”، وان هدفهم راحته وحمايته، وأنهم أسرى مناضلون فلسطينيون.
وقال المغربي: ”تبين لي لاحقاً ان الشبان هم من "العصافير" (عملاء الاحتلال داخل السجون، يحاولون انتزاع الاعتراف من الموقوفين)، وقد حاولوا التقرب مني وكان أحدهم يؤم بنا في الصلوات الخمس وصلاة التراويح، ويحدثونني عن الدين”، لافتاً أنه وخلال نقله من مركز المسكوبية الى سجن بئر السبع، صعد على الحافلة أحد الشبان والذين أخبرني بأن مجموعة من الشبان بانتظاري في سجن بئر السبع لحمايتي.
وأوضح المغربي أنه بعد 3 أيام من وجوده مع “العصافير” تم إعادته ثانية إلى غرفة التحقيق بئر السبع، وادعى المحقق بأنه اعترف “للعصافير” بمشاركته في المواجهات وإلقائه الحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة في القدس، إلا أنه نفى ذلك وأكد انه لا صحة لما قاله.
وعقب ذلك الفتى المغربي الى مركز المسكوبية وفوجئ بنقله إلى زنازين 20 “تحقيق مخابرات”، وبقي فيها لمدة 14 يومًا، تعرض خلالها لتحقيق متواصل من قبل 6 محققين وكان التحقيق اليومي يستمر بين 9 الى 12 ساعة يوميًا، يحرم خلالها من الراحة أو النوم.
وقال المغربي: ”طوال فترة التحقيق كنت أجلس على الكرسي مقيد اليدين إلى الخلف، أمنع من التحرك ويتم استفزازي بتوجيه العبارات النابية لي ولأفراد عائلتي، ويتم تهديدي باعتقالهم وخاصة والدي ووالدتي، إضافة إلى التهديد بهدم منزلنا في الطور، ومصادرة سيارتنا وملاحقتنا من قبل “دوائر الاحتلال، إضافة إلى الاعتداء علي بالضرب”.
ولفت أنه احتجز في زنزانة انفرادية مساحتها لا تتجاوز الـ6 أمتار مربعة، تنبعث منها الروائح الكريهة، وعدة أيام يتم فصل الماء عنها، ويتم تبريد أو رفع درجة حرارة الغرفة بصورة مفاجئة، لا نعرف الوقت أو اليوم يتم عزلنا نهائيًا عن المحيط، ولا نتمكن من النوم أو الراحة، كما أن الطعام سيء، ومعظم الأيام تناولت طعام الإفطار في غرفة التحقيق، وخلال وجوده فيها حاول أحد الشبان وهو من “العصافير” التحدث إليه لإقناعه بالاعتراف بالتهم.
وأضاف انه خلال التحقيق أخبره المحقق باعتراف أصدقائه عليه، وفي أحد الأيام نقل بسيارة الشرطة إلى محيط مستوطنة “بيت أورط”، وخلال ذلك رأى أحد أصدقائه فادعى الشرطي بأن صديقه يقوم “بتمثيل القاء الزجاجات الحارقة” ويعترف بالتهمة، ولا مجال للإنكار.
وفي محاولة لترهيب الطفل محمد أخبره المحقق بأنه والده اعترف عليه، وخلال ذلك رأى والده في إحدى غرف التحقيق، من خلال نافذة صغيرة معزولة عن غرفة التحقيق الأخرى "التي يوجد فيها والده".
وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة- الذي تابع ملف الطفل المغربي- أن قاضي محكمة الصلح قرر الخميس (9-7-2015) الإفراج عن موكله لعدم وجود الأدلة لتقديم لائحة اتهام ضده، بكفالة مالية قيمتها 1500 شيكل، وحبس منزلي لمدة أسبوع.
وأشار المركز حدوث انتهاكات كبيرة في موضوع اعتقال القاصرين، حيث لا يجوز التحقيق معهم الا بعد إخبار العامل الاجتماعي، وبعد أخذ استشارة قانونية من قبل المحامي، إضافة الى وجود محقق مختص للتحقيق مع الطفل، وتصوير وتسجيل التحقيق.