الاحتلال يسعى لتفتيت أحياء القدس واختراقها بمشاريع استيطانية
الجمعة 9 تشرين الثاني 2018 - 8:16 م 2520 0 استيطان، أبرز الأخبار |
رفضت ما تسمى لجنة الاستئنافات في مجلس التخطيط "الإسرائيلي" في القدس المحتلة مشاريع مقدمة من سكان فلسطينيين بواسطة مؤسسات حقوقية تهدف بمجملها لوقف أعمال الحفريات والأنفاق في سلوان (جنوب المسجد الأقصى)، في الوقت الذي أقرت فيه مشاريع استيطانية تخترق الأحياء الفلسطينية.
وخلال نقاش مغلق ودون إعلان مسبق ردت اللجنة مشروع سلوان "البديل" وهو مخطط هيكلي بديل لبلدية الاحتلال بعد اعتراض تقدمت به جمعية "العاد" الاستيطانية، التي تشرف على ما يسمى بـ"حديقة الملك"، كما رفضت طلب كشف مستوى الحفريات والأنفاق أسفل بلدة سلوان ووادي حلوة ومنطقة العين، وعدّت ذلك خارج صلاحياتها.
ورفضت اللجنة البحث في اعتراضات المواطنين في سلوان والبلدة القديمة بخصوص الحفريات والأنفاق التي تعرض حياة آلاف المواطنين الفلسطينيين للخطر.
يذكر أن تلك الأنفاق والحفريات التي تنفذها جمعية العاد الاستيطانية تسببت في انهيار مدرسة الوكالة في سلوان قبل عدة سنوات، وانهيار الشارع الرئيس في البلدة، وتشقق عشرات المنازل الفلسطينية.
كما أقرت اللجنة ربط مستوطنة "رمات شلومو" بالشارع الالتفافي ٤٤٣ موديعين- تل أبيب القدس بالشارع رقم ٢١ الذي يخترق قرية شعفاط، ويبتلع مساحة واسعة من أراضيها، ويعزلها عن آلاف الدونمات التي بين الشارعين ٢١ و٤٤٣ القدس- تل أبيب.
وقالت اللجنة الإدارية في مستوطنة "رمات شلومو": إن القرار بإقامة١٥٠٠ وحدة استيطانية يتضمن مدخلين جنوبيا وشرقيا لهذه المستوطنة بالإضافة لتوسعة على طول الشارع الشمالي مع الطريق ٤٤٣، وطرح ٦٤٠ وحدة استيطانية هو جزء من تلك التصديق القديم، وفق ادعائها.
وأكد خبير الاستيطان والأراضي خليل التفكجي وجود مخطط صهيوني لربط المستوطنات بالعمق "الإسرائيلي" وبشبكة الطرق السريعة بهدف تفتيت الأحياء والقرى الفلسطينية.
وقال التفكجي، في تصريح صحفي: إن تشقق المنازل واختراق الأحياء مثل سلوان وراس العامود والبلدة القديمة من القدس هو اختراق للكينونة الفلسطينية المجتمعية وضرب تماسكها من الداخل مثل ما يجرى في وادي حلوة من عمليات هدم منازل وصراع على ملكية العشرات من المنازل والحيز الموجود بحجة ما يسمى بـ(حديقة الملك) وهي عملية كانت في الماضي سرية وبطيئة، والآن سرعت الوتيرة وبوقاحة.
ونبه التفكجي إلى أن عملية تفتيت الأحياء تأتي ضمن خطة تطويق القرى ومنع النمو السكاني فيها، فقرية شعفاط مثلاً طوقت بمجموعة من المستوطنات من الشرق "بزغات زيئف" والغرب "رمات شلومو"، وقطعت القرية بالشوارع الطولية والعرضية التي تخدم المستوطنين مثل: شوارع ٢٠ و٢١ و٤ الذي يستمر العمل به حالياً لربط "رمات شلومو "بمنطقة قلنديا "عطروت الصناعية".
وأشار إلى أن عمليات التصديق على المشاريع الاستيطانية ورد المشاريع البديلة التي تقام من خلال مؤسسات فلسطينية ودولية وحتى "إسرائيلية" من أهالي حي وادي حلوة، ومؤسستي "عير عميم" و"عميق شافيه"، ومجموعة من الأكاديميين "الإسرائيليين"، هو جانب من عمليات طرد الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.
وأضاف "هذا موجود ومتبع منذ العام ١٩٩٤ ضمن مشروع القدس ٢٠٢٠ المقر عام ١٩٩٤، ويجرى تنفيذه في أكثر من مستوطنة وبناء المزيد في "رمات شلومو" للمستوطنين المتدينين بالإضافة إلى ربط هذه المستوطنة بمستوطنة "معالية ادميم" أسفل التلة الفرنسية. كلها مشاريع كانت موجودة كخطط لحين يسمح الوقت أو الوضع السياسي".
وأشار إلى أنه حان الوقت لتنفيذها مع الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترمب المساند للاستيطان وتهويد القدس ومساحات واسعة من الضفة الغربية.