مجزرة الهدم في شعفاط: العين على تطويع المخيم
السبت 24 تشرين الثاني 2018 - 4:05 م 5328 0 هدم، شؤون المقدسيين، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار | مخيم شعفاط |
إعداد: وسام محمد
خاص موقع مدينة القدس
شهد مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة خلال الأيام الماضية هجمة إسرائيلية شرسة بعد أن هدمت قوات الاحتلال نحو 20 منشأة تجارية في الشارع الرئيسي للمخيم بحجة "البناء دون ترخيص".
يشكل المخيم الذي أقيم عام 1964، من حيث الموقع الجغرافي ضربة لمشروع الاحتلال الاستراتيجي الذي يهدف لبناء "القدس الكبرى" والذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى إحكام السيطرة الكاملة على مدينة القدس وتخفيض عدد السكان الفلسطينيين في المدينة لصالح زيادة عدد المستوطنيين الصهاينة.
يحيط المخيم شفعاط مستوطنات "بسغات زئيف"، "رمات شلومو"، و"التلة الفرنسية"، وأدى جدار الفصل العنصري الذي بنته سلطات الاحتلال عام 2003 إلى فصل المخيم عن وسط القدس وجعله كتلة منفصلة جغرافيًّا عن بقية القرى والأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة.
ويقول الباحث المتخصص في شؤون القدس الأستاذ زياد ابحيص في حديث خاص لموقع مدينة القدس:" إن المشروع الذي أعده آرئيل شارون عام 2002 كان يهدف في البداية إلى إخراج المخيم من حدود القدس وتهجير سكانه خارج المدينة، لكن هذا المخطط تم تعديله ليلتف حوله الجدار وإحكام السيطرة الأمنية عليه وجعله منطقة نافرة للسكان الفلسطينيين، لكن وبعد 15 عشر عامًا زاد عدد سكان المخيم وأصبح مقصدًا للعديد من المقدسيين لأسباب عديدة أبرزها الغلاء المعيشي في القدس.
ويضيف ابحيص:" هناك حيرة في التعامل مع المخيم، فلا يمكن لقيادة الاحتلال اليوم أن تتنازل وتخرج منطقة جغرافية سيطرت عليها وضمتها لحدودها المزعومة أن تقدم على إخراج المخيم من حدودها، وبالتالي قررت اليوم استثمار القانون الإسرائيلي العنصري للتعامل مع المخيم، وهدم أكبر عدد ممكن من المنازل التي تم بناءها خلال المرحلة السابقة دون تراخيص، رغم أن هذا البناء كان تحت أعين سلطات الاحتلال وعلى علم به وبتفاصيله.
وأكد ابحيص أن عملية الهدم الأخيرة التي نفذتها سلطات الاحتلال في الشارع الرئيسي للمخيم، ستسهل عليه خلال المرحلة القادمة عمليات اقتحام المخيم بشكل واسع وبمعدات عسكرية ضخمة بهدف هدم عشرات المنازل داخل المخيم، واحكام السيطرة الأمنية عليه وخمد عمليات المواجهة مع حنوده، حيث يتميز المخيم بحالة مواجهة دائمة مع جنود الاحتلال عند حاجز المخيم وخلال عمليات الاقتحام التي تحصل.
وقال الباحث المتخصص في شؤون القدس:" أنه من المتوقع أن تتم عمليات هدم كبيرة في مخيم شعفاط خلال الفترة القادمة، وأن تستهدف سلطات الاحتلال بعض المنشآت السكنية والتجارية التي تزعج أهالي المخيم بهدف تشريع عمليات الهدم بنظر سكان المخيم".
وحذر ابحيص من الوقوع في فخ الاحتلال الذي يهدف إلى خلق فتنة بين أهالي المخيم، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من عمليات الهدم الأخيرة هو للتنكيل بالأهالي بشكل أوسع.
وطالب ابحيص بضرورة توحيد كل الجهود للوقوف أمام الاحتلال وجرافاته، والعمل على اسناد كل فلسطيني يسكن المخيم ودعمه، مشدّدا على ضرورة التعامل بحزم ومواجهة الاحتلال ووقف مشاريعه العدوانية التي تستهدف كل ما هو غير يهودي في مدينة القدس المحتلة.
وأكد ابحيص أن استهداف المخيم يحقق عدة نقاط للاحتلال الإسرائيلي، أبرزها تخفيض عدد الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى ضرب قضية الأونروا التي يتلاصق اسمها مع أي مخيم، لا سيما بعد مشروع "صفقة القرن" واستهداف الأونروا كشاهد دولي على قضية اللاجئين، وهذا ما بدأت سلطات الاحتلال بترجمته بمنع "الأونروا" من القيام بعملها الخدماتي في المخيم، بزعم أن بلدية الاحتلال هي المسؤولة عن هذه الخدمات، معتبرًا أن الهدف من هذه السياسة هو استثمار قرار الرئيس الأمريكي بأن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وأن لا شريك له في عاصمته على المستوى السياسي والأمني والخدماتي.